لقد تمكنت إسرائيل من غرس كيانها وسط العرب بعد التفاف صهيونية ثيودور هرتزل 1897 على الأمم المتحدة وتقسيم فلسطين بداية عام 1947 بقرار أممي رقم 181، وهي تعرف مسبقا رفض العرب له بسبب قدسية فلسطين التاريخية والمعاصرة صاحبة الجذور الكنعانية منذ 2500 عام قبل الميلاد . وبسطوة الاحتلال العسكرية سيطرت على كامل فلسطين عامي 1948 و 1967، وفي كل هجوم إسرائيلي أو مهاجمة العرب لإسرائيل كانت الوحدة العربية غير مكتملة. واعترفت دول عالمية بوجودها وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي وسط 164 دولة عالمية ، و رفضت جامعة الدول العربية حينها الاعتراف بإسرائيل ، و لم تتمكن إسرائيل من الحصول على عضوية الأمم المتحدة من المرة الأولى .
وكما خسر العرب في حربي النكبة و النكسة ، ربحوا الكرامة 1968 و تشرين 1973 ، و بعد توقيع مصر لسلامها مع إسرائيل عام 1979 ، وقعت السلطة الفلسطينية سلاما مماثلا بعد معاهدة أوسلو عام 1993 ، ووقع الاردن سلاما أيضا تمكن من خلاله تحرير إقليمي الباقورة و الغمر بجهد مباشر من جلالة الملك عبد الله الثاني ، و تحصين حدوده الجغرافية و المائية ومساعدة الشقيق الفلسطيني في الجوار ،و فتحت طريق السلام أمام عدد من دول العرب عام 1920 ( الأمارات ، و البحرين ، و المغرب ) ، و حراك أمريكي الان يقوده وزير خارجيتها أنتوني بلينكن لدراسة تطبيع العلاقة بين إسرائيل و المملكة العربية السعودية رغم مواصلة إسرائيل عدوانها السافر على قطاع غزة عبر حرب ابادة بشرية كارثية وصل الى أكثر من 34 شهيد فلسطيني معظمهم من الأطفال و النساء و الشيوخ ، و العدوان الإسرائيلي على رفح و الضفة الغربية على قدم و ساق و بلا هوادة . وتمسك سعودي بمبادرة السلام العربية لعام 2002 .
و إسرائيل الاحتلالية – الاستيطانية العدوانية النازية التي نعرفها شكلها يهودها المهاجرين هروبا من محرقة أودولف هتلر 1939- 1945 التي استهدفتهم و شعوب شرق أوروبا حينها بعد تعاطف جوزيف ستالين معهم و إصغائه لتوراتهم المزورة ، فقرر الدفع بهم الى فلسطين بدلا من رغبته بإرسالهم الى إقليم القرم أو الى سخالين . و لازال المناسب لإسرائيل كما أعتقد بعد دعوة المجتمع الدولي لتفكيكها بسبب ما ترتكبه بحق الشعب الفلسطيني المناضل من جرائم بشرية متكررة بشعة و بدم بارد بحجة تصفية مقاومتهم وفي مقدمتها حماس – حركة التحرر العربية – الفلسطينية – الإسلامية الباسلة ( الأيدولوجيا ) ، و لرفض الجانب الإسرائيلي خيار السلام عبر حل الدولتين – الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية مع تجميد المستوطنات و ضمانة حق العودة الى جانب إسرائيل .
أمريكا في المقابل تلعب دور شاهد الزور ، قلبها مع إسرائيل و لسانها مع العرب ،و لا زالت الوحيدة القادرة على وقف اطلاق النار في غزة ، و التطاول على رفح عن بعد ، و على الضفة الغربية ، و على حزب الله . و تحرض أمريكا و بريطانيا على الحوثيين اليمنيين المساندين للمقاومة الفلسطينية و لشعب فلسطين المكلوم . وهي ، أي أمريكا معنية مثل إسرائيل بتصفية حماس أولا ، وتعمل على حماية قادة إسرائيل وفي مقدمتهم نتنياهو ، و غالانت ،وهاليفي ، من شروع محكمة العدل العليا بإعتقالهم بإعتبارهم مجرمي حرب في وقت تتهرب فيه إسرائيل من سلطة المحكمة بسسب عدم خضوعها لقانونها و بحكم أنها فوق القانون الدولي و أمريكا و كما يتصرفان تماما . و تعمل أمريكا على مساعدة إسرائيل في اجتياح رفح وفق خطة من شأنها انقاذ المواطنين الفلسطينيين هناك .و تعمل إسرائيل في المقابل على قصف المواطنيين الفلسطينيين في رفح عن بعد متسببة في قتل العديدين منهم من دون مبرر. ولقد عاقب الله سبحانه و تعالى إيتمار بن غفير لمطالباته الدائمة بتصفية الفلسطينيين و مقاومتهم ، و اتهامهم بالإرهاب الى جانب قادة إسرائيل.
وفي المملكة العربية السعودية تحدث وزير خارجية أمريكا بلينكين حديثا مهاجما السياسة و الدبلوماسية الروسية و الاقتصاد الروسي و موجها حديثه لروسيا – بوتين حول موضوع الحرب الروسية – الأوكرانية ومع " الناتو " بالوكالة ، ملفتا الأنتباه للدعم المالي و العسكري الجديد للعاصمة الأوكرانية " كييف " من قبل بلاده ، و هو الذي سيستمر حسب قوله للدفع بروسيا لقبول التفاوض مع نظام أوكرانيا السياسي بقيادة فلاديمير زيلينسكي بهدف المحافظة على سيادة أوكرانيا وفقا لأحكام القانون الدولي ، مقدما موضوع الأزمة الروسية الأوكرانية على ملف العلاقات الأقتصادية بين المملكة السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية ، في وقت تم الأتفاق على توقيع ملفات اقتصادية مشتركة . و استمع بلينكين في المقابل من الخارجية السعودية بوضوح عن الموقف السعودي من حرب غزة ،وهو الذي ينادي بوقف اطلاق النار و تقديم المساعدات وكل ما يلزم للأشقاء الفلسطينيين .
تتعمد الولايات المتحدة الأمريكية عدم فهم الحراك الروسي تجاه أوكرانيا عبر صناديق الأقتراع و عسكريا من خلال العملية الروسية الخاصة التي انطلقت بتاريخ 24/ شباط / 2022 ، و عدم تفهم الأحقية التاريخية لروسيا وسط الأراضي الأوكرانية ، و كذلك مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، و اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي 1991 التي تمنع الدول المستقلة من التحالفات المعادية العسكرية ، و لديها اعتقاد خاطيء بأن سلاحها الغربي بإمكانه أن يحدث الفرق في ميدان المعركة بين روسيا و العاصمة " كييف " ،وهو محض سراب . و المعروف هو بأن روسيا المنتصرة لا تقبل الا بسلام الأمر الواقع أمام تعرضها لمؤامرة غرب أوكرانية متطرفة و غرب أمريكية متطرفة أيضا و واضحة .
يتضح مما أسلفت بأن احادية القطب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و بوجود إسرائيل ماضية في مماحكة الدول الكبرى الناهضة مثل روسيا و الصين و ايران ، وفي الأنحياز للمعتدي و للمحتل ،وفي تحريك الأزمات و الحروب . و لا مخرج للعالم و قضاياه العادلة من غير التجذيف صوب تعددية الأقطاب الذي تقود روسيا الاتحادية توجهه بقوة ليشمل شرق و جنوب العالم ، مع الأبقاء على الباب مواربا أمام الغرب للإنضمام طوعا اليه . و يتساءل شرقنا لماذا لم تتمكن روسيا من وقف الحرب في غزة عبر مجلس الأمن و الأمم المتحدة و في الميدان الإسرائيلي – الفلسطيني ؟ و يغيب عن ذهنهم نظام الفيتو الصارم . و يتسائلون لماذا لا توقف روسيا حربها في أوكرانيا ؟ و الجواب الصريح هو أن روسيا تحارب اليوم و أمس " الناتو " مجتمعا عبر " كييف " ، و بأن روسيا ماضية في اجتثاث التيار البنديري المتطرف في أوكرانية وكل من ينتمي سياسيا اليه . ومع بقاء نظام " كييف " بقيادة فلاديمير زيلينسكي المتعاون مع أمريكا و الغرب لن تتمكن غرب أوكرانيا من احراز أية نتيجة على الأرض .وهاهي صورة أمريكا تهتز من داخلها بقوة انتفاضة طلبة جامعة ( كولومبيا ) و شرارة أخرى طلابية متوقعة في جامعة ( كامبريدج ) البريطانية بوجه حرب الإبادة الإسرائيلية ،وصورة إسرائيل في العالم وصلت الى الحضيض .