مدار الساعة - عقد مجلس أمناء مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث"كوثر" اجتماعه الدوري الرابع والعشرين بمدينة الرياضفي مقر برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، وذلكيوم الثلاثاء 30 أفريل-أبريل 2024 ، برئاسة صاحب السموالملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، رئيسمجلس الأمناء، ورئيس أجفند، وبحضور معالي السيدةآمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبارالسن بالجمهورية التونسية (الدولة المستضيفةلـ"كوثر")، ومعالي الدكتور عبد الله الدردري نائب الأمينالعام المساعد للأمم المتحدة ومساعد مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربيةللبرنامج، بالإضافة إلى أعضاء مجموعة التنسيق، وممثلي المنظمات الاقليمية والدولية الداعمة للمركز.
واستعرض الاجتماع أنشطة المركز لعام 2024 والموازنةالمقترحة لعام 2024 لتنفيذها استنادا إلى الخطةالاستراتيجية الخماسية لكوثر 2023-2027. كما ناقشتقرير مراجع الحسابات الخارجي وأقرّه. وتوافق الاجتماععلى ضرورة تحفيز الجهد التنموي الفعال الذي يقدمهالمركز وصولاً إلى تحقيق جدوى الخطة الاستراتيجيةوقيمتها المضافة في خارطة تمكين المرأة والنهوضبواقعها في كثير من المجتمعات.
وأكد الأمير عبد العزيز بن طلال في الكلمة التي افتتح بهاالاجتماع "الحرص أكثر من أي وقت مضى على الدورالمحوري الذي ينهض به "كوثر"، وتحقيق الأهداف العلياالتي تأسس من أجلها، وتمكينه من الاضطلاع برسالتهفي تلبية احتياجات المنطقة العربية في تعزيز أدوار المرأةفي خدمة مجتمعاتها، خاصة مع بروز تحديات جديدةكتلك التي نجمت عن تداعيات جائحة كورونا، والأوضاعالاقتصادية والاجتماعية المستجدة جراء النزاعات التيتؤثر سلباً على فئات كبيرة من السكان، خاصة النساء فيالمنطقة العربية".
ولفت الأمير عبد العزيز إلى أن "كوثر" أصبح بالفعل مركزإشعاع حقيقي في المنطقة وخارجها، كما أراد له المؤسس. وقال إن كل الحقائق والمؤشرات تؤكد أن أدوار المركزوإسهاماته موثوقة وتلقى الإشادة. وهو يعمل بكفاءةعالية في الحراك الأممي، ومن أكثر الكيانات المتفاعلة معأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وشدد على أن لدىالمركز منظوره الخاص لتسريع تحقيق الأهداف وصولاً إلى سقف 2030، محافظاً على السمة التفضيلية المتمثلةفي استناده إلى إنتاج المعرفة لتصميم برامجه وأنشطتهالميدانية في المنطقة العربية وخارجها. وشكر سموه للدولةالتونسية توفيرها البيئة المواتية المساندة لـ " كوثر" ليضطلع بمهامه.
واقترحت الدكتورة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرةوالمرأة والطفولة وكبار السنّ بتونس على مجلس أمناء"كوثر" وضع استراتيجية عربية لمقاومة العنف ضدالنساء والفتيات ذوات الإعاقة البصرية والسمعية، مؤكدةأن تبادل الخبرات والتجارب بين النخب النسائية العربيةمن المواضيع التي من المهم أن يبذل فيها مركز "كوثر" جهودا مضاعفة بوصفه إحدى الآليات الحاضنة للتفاعليةوالتواصلية الإيجابية بين النساء العربيات. وهو ماسيسهم في توثيق الحراك الإيجابي والنوعي الذيتسعى المرأة العربية اليوم إلى تحقيقيه وإبرازه.
كما دعت مركز "كوثر " إلى تعميم تجربة تهيئة فضاءخاص بالنساء ضحايا العنف ذوات الإعاقة السمعيةوالبصرية على كافة مراكز الأمان لايواء النساء ضحاياالعنف وأطفالهن. وهي تجربة نموذجية في إطار شراكةإطارية مع مركز "كوثر"، من خلال برنامج "حتى يصبحاللامرئي مرئيّا " والذي تمثلت مخرجاته في تهيئة فضاءخاص بمركزي "الأمان" لإيواء النساء ضحايا العنفذوات الإعاقة السمعية والبصرية بولاتين من ولايات(محافظات) الجمهوريّة التونسية .
وعبّر الدكتور عبد الله الدردري، نائب الأمين العام المساعدللأمم المتحدة ومساعد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائيوالمدير الاقليمي للبرنامج، عن الحاجة إلى مركز "كوثر" باعتباره مؤسسة استراتيجية وفّقت في تطوير أفكارومشاريع مبتكرة خارج الصندوق، تستهدف تحقيقالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات. وأكّد أنبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي باعتباره أحد الأطرافالمؤسسة لـ"كوثر" سوف يقدم له كل الدعم والمؤازرةلتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
من جانبها قالت الدكتورة سكينة بوراوي، المديرةالتنفيذية لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث إن انعقاداجتماع مجلس أمناء المركز بالرياض في ظل ما تشهدهالسعودية من تنامي دور المرأة فيها، له معاني ودلالاتمهمة للمركز. وأعربت عن سعادتها بما انبثق عن اجتماعمجلس الأمناء من تأكيد ضرورة دعم المركز والمضي بكوثرقدماً لتحقيق أهدافه الكبرى. وشكرت الشركاء الداعمينعلى جهودهم، وأكدت أن أنشطة المركز منسجمة مع أهدافالتنمية المستدامة الحقيقية.
هذا وشهدت أشغال الاجتماع توقيع الأمير عبد العزيز بنطلال والدكتورة سكينة بوراوي، اتفاقية دعم البناءالمؤسسي لمركز "كوثر" للعام 2024، حيث يهدف المشروعإلى تمكين المركز وإدارته لمواصلة رسالته و تطوير أدائهبما يتلاءم مع أهداف التنمية المستدامة.
مركز "كوثر" منظمة إقليمية غير حكومية تعمل في مجالتمكين المرأة من خلال رفع الوعي بين صناع السياساتوالمشرعين لواقع المرأة العربية. ويضم في عضويته شركاءأمميين ودوليين وإقليميين ويتخذ تونس مقرا له. وكانبعث المركز ـ بمبادرة من الراحل صاحب السمو الملكيالأمير طلال بن عبد العزيزـ وتأسيسه عام 1993 ، بالأهداف الطموحة لـ "كوثر"، نقطه تحول بارزة فيالتعاطي مع قضايا المرأة العربية ونيلها حقوقها.