انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الزيود يكتب: إلا وجدان الأردنيين


د. عبدالباسط محمد الزيود

الزيود يكتب: إلا وجدان الأردنيين

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/29 الساعة 10:18
يحمل الأردنيون في وجدانهم وطنهم الذي بنوا مداميكه الأولى وأعلوا بنيانه بتعب الأوائل من الأجداد المؤسسين والشهداء النبلاء الذين ضحوا في سبيله وأرخصوا الدماء لأجله ولأجل استمراره عصيّاً على العاديات وما كانت سهلة؛ فقد تعرضت الدولة لمحن كثيرة وصعوبات أكثر ومكائد القريب قبل البعيد، وهذا قدر الأردن، ولكنها خرجت منها قوية دائماً ولم تنكسر، لا قدّر الله، لأحد؛ فقد قال الحسين، رحمه الله، ذات مرة في الأردن فقر وجوع ولكنه يملك قدراً كبيراً من الكبرياء والرجال، بهم استثمر الأردن ونهض وردّ "الريح يوم الريح تقرب سورها العالي" بقليل من السلاح وكثير من العناد المر والخلق الوعر!.
يملك الأردنيون وجداناً عروبياً وإسلامياً يتسع لكل من غدر به الدهر وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فكان لهم المأوى والأمان، شاركوا الأردنيين، برحابة صدر منهم، ماءهم وكلأهم ونارهم؛ بغير منّة ولا أذى!
ويجمع الأردنيون على رمزية عالية لثلاثة رموز وهي الجيش والمقرّ والجامعة؛ فالجيش، رمز قوة الدولة وحمايتها وقد أثبت رجاله المرة تلو الأخرى على استحقاقهم لهذه المكانة في قلوب الأردنيين؛ فبدمائهم وقوة زنادهم حموا الوطن في الماضي والحاضر ودافعوا عن الدولة واستمرارها وفرض قوتها على كل من تسول له نفسه بالاقتراب من سورها العالي!
و المقرّ، وهو رمز سيادة الدولة وحضورها وشموخها، وقد كان الأردنيون يعرفونه بهذا الاسم، ثم غلبت عليه تسمية الديوان الملكي، يغص بالورّاد منذ شُرِّعت للأردنيين أبوابه في عهد الملك المؤسس، رحمه الله، مروراً بالملوك الهاشميين كلهم إلى أن وصل المُلك إلى حفيد رسولنا الكريم عبدالله الثاني، أطال الله عمره ورعاه، لم يردّ يوماً سائلاً لحاجه أو طالباً لعون أو راغباً في عيش في بلادنا، يؤمه الأردنيون وهاماتهم مرفوعة، دائماً، بساكنه من مئة قضت من عمر الدولة ومئة قابلة، تدخلها الدولة بمشاريع تحديث سياسية واقتصادية وإدارية؛ لكي تعبر الدولة المئوية الثانية، بإذن الله، بقوة وعزم وإصرار!.
وأما الجامعة، رمز المستقبل فقد بنيت الأردنيّة على شحّ، ذاك الوقت، في الموارد الماليّة والبشريّة، فنهض بُناتها بالتحدي وشيّدوا بنيانها مدماكاً إثر مدماك، واستقدموا الخيرة من أبناء العروبة وغيرهم، لينهضوا بمهمة التدريس في بادئ الأمر، وبعد عهد لم يطل، نهض بها أبناؤها من الأردنيين أساتذة نجباء وإدارات ذات كفايات عاليّة؛ فهي مصنع العلماء والقادة، تحمي بهم حاضر الدولة الرغيد ومستقبلها الزاهر متسلحين بالمعرفة من جهة والإيمان بقيم الدولة من جهة أخرى بإذن الله، وقد أصبحت الجامعة جامعات تحتضنها الدولة من شمالها إلى جنوبها.
يحقّ للأردنيين أن يُجمعوا على هذه الرموز وأن يُعلوا شأنها في أدبياتهم المختلفة؛ فبها تنهض الدولة الأردنيّة وتستمر بعون الله نحو مئوية ثانية وثالثة بهمة الأردنيين النشامى والغيارى على وطنهم ومستقبل أبنائهم غير آبهين بالشانئين والكائدين والحاقدين ولا يغفرون لهم التعرض لها أو الإساءة لها إن بقصد أو دونه!

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/29 الساعة 10:18