ثورة الجامعات في أميركا وبعض الدول الغربية على هذا النحو تمثل حدثا من أهم أحداث المرحلة الزمنية المعاصرة..
-انها ثورة وعي غير مسبوقة لدى الشريحة الشبابية والطلابية في الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص.. لأنهم يمثلون الطليعة المتنورة والمثقفة ، ويمثلون الفئة الذكية الجادة في اعرق الجامعات وأكثرها تقدما على مستوى العالم ..
-إنها تمثل انتفاضة على الرواية السياسية المضللة لدى النخبة الفاسدة التي تدير الدولة.. والتي تتبنى بشكل ظالم الرواية الصهي.ونية الكاذبة والخادعة منذ ما يزيد على ثلاثة أرباع قرن من الزمن ..تلك النخبة المسيرة بالمال السياسي الموجه .. والخاضعة لنفوذ اللوبي المتحكم بالنخب صاحبة القرار ..
- لقد وجدت الأجيال الجديدة نفسها في حالة انفصام نكد بين العلم النظري عن قيم الحرية والعدالة والموضوعية والفلسفة التي يتم تدريسها على مقاعد التلمذة، وبين الواقع السياسي الظالم المخادع المتجرد من قيم الإنسانية والعدالة والحرية والمساواة ..
- لقد ادركت الأجيال الجديدة أنها أمام مستقبل مسلوب ؛ يجردهم من إرادتهم وإنسانيتهم .. ويتم تحويلهم الى قطيع يحكمه زيف إعلامي فظيع.. ورواية مضللة بالقهر والتخويف عبر منظومة تشريعية منحرفة تقهرهم على الإيمان بمقولة المحر.قة ومعاداة السا.مية قهرا ؛ دون السماح لهم باستخدام عقولهم ولا المحاججة العلمية أو استخدام المنطق التاريخي ..
-أدركوا عظم الخطر المتمثل بالإستعمار الذكي الرهيب الذي يتحكم برقابهم ومستقبلهم ،و يرتهن شعوبا بأكملها لحكومة خفية تملك ثلاثة أرباع ذهب العالم ، وتتحكم بأغلب شعوب الرقعة الأرضية .. والمخفي أعظم وأشد فظاعة ورعبا ..
-أدرك الطلاب الأذكياء أن هيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها أكذوبة ..وما هي إلا أداة بيد الدول الكبرى الاستعمارية لإحكام سيطرتها الدائمة على الشعوب المقهورة ..ووسائل للنصب والإحتيال ، وممارسة البلطجة العالمية الخالية من القيم ، والمصادمة لنظريات حقوق الانسان ..
-ان الانتفاضة الطلابية في الجامعات الامريكية والغربية ليست مجرد تعبير عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني الذبيح ..! وليست مجرد ثورة عاطفية ضد المذابح والمجازر الدموية في غزة ..انها أعمق وأخطر مما نظن .. ولها دلالات في غاية الرعب للنخب الحاكمة التي تدرك ذلك تماما ..ولذلك اصبحوا يفكرون باللجوء الى العنف واستخدام القوة والإعتقال والسجن والمحاكمات .. من أجل سحق هذه الظاهرة في مهدها قبل انتشارها واستفحالها وانتقال عدواها الى الشعوب والنخب الواعية والمثقفة في المجتمعات الغربية ..وحتى لا تشكل بداية ثورة انقلابية على سدنة الرواية الصهي.ونية التي تهدف الى فرضها على العالم بالقوة ..