مدار الساعة - نتابع في حزب إرادة أولًا بأول آخر المستجدات حوّل ما يرتبط بالقضية الفلسطينية ومنها ما شاهدناه جميعاً من خروج أعداد هائلة من طلبة الجامعات الأمريكية للتظاهر في موقف داعم لعدالة القضية الفلسطينية وساخط على سياسة حكومة بلادهم التي تقدم الدعم الغير مشروط لحكومة الاحتلال ، ورافض للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين في غزة، وفي ضوء ذلك يقدم حزب إرادة هذه القراءة في محاولة لفهم المتغيرات على الساحة الدولية وأثر هذه التفاعلات على مستقبلنا.
أولًا: تبشرنا هذه المظاهرات بوجود ضمير عالمي مستيقظ يرفض الظلم ويدعو لإنهاء الاحتلال، فعلى الرغم من ممارسة الاحتلال لكافة أشكال البروباغاندا الإعلامية لتقديم سردية مضللة عما يجري في أرضنا المحتلة إلا أنه لم يفلح في إقناع الجيل الحالي بها رغم الدعم الكبير الذي يستند عليه من كبرى المؤسسات الإعلامية، وأنه علينا في العالم العربي والأردن إستثمار ثورة المعلومات وانتشار وسائل التواصل الإجتماعي لتحقيق إختراق في الموقف الغربي يكون أكثر فعالية ، و تقديم روايتنا بالإستناد على الوقائع عن ما يجري من إنتهاكات بحقوق الإنسان على أرض غزة ، مما يسهم في تصويب الصورة المغلوطة عن قضيتنا وعن شعبنا.
ثانيًا: إن سياسة القمع التي تنتهجها الإدارة الأمريكية بحق المتظاهرين ما هي إلا تعبير واضح عن عجز المؤسسات السياسية والأحزاب الأمريكية في تقديم رد عاقل على حجج المتظاهرين ، و ها هي أكبر الديمقراطيات في العالم اليوم لا تلتزم بحق شعوبها في التظاهر السلمي بل إنها بدأت في تخوينهم وهذا دليل واضح على عجز هذه الإدارة ، وعليه فإننا في العالم العربي والأردن يتحتم علينا دعم هذه المظاهرات والدفاع عن حق الشعب الأمريكي في التعبير السلمي عن رأيه واستنكار سياسات القمع بالقوة ، و علينا أيضا بناء نموذجنا الأردني من الديمقراطية لأنه ببساطه قد تبين لنا أن هذه الديمقراطية الغربية براغماتية منفعية لا تعرف إلا لغة المصلحة وتتحول إلى شعار برّاق وقت الأزمات.
ثالثًا : تشير هذه التظاهرات الى أنه هناك تغيير قادم في توجهات النخب الأمريكية من الجيل الصاعد، حيث بدأت القناعات تميل إلى إنصاف شعبنا المظلوم في فلسطين وهذا ما يعطينا إشارة بضرورة الإستثمار بهذا التغيير لتحقيق مكاسب سياسية تساعدنا على إنهاء هذا الاحتلال.
وأخيراً نتوجه في حزب إرادة بالتحية إلى كل صوت حر في هذه العالم لازال واقف في وجه ماكينة الإجرام مناصرًا للحق ، ونحيي الطلبة الأحرار في الجامعات الأمريكية الذين هبوا تلبيةً لنداء الإنسانية، ونقول لمؤسساتنا ونخبنا السياسية أن دعم هولاء الطلبة واجب علينا.
وليبقى للحق صوت عالٍ ولتحيا حناجر الأحرار.