على ضؤ ماهو متوقع من استحقاقات دستورية اقترب أوانهافي بلدنا، وما قد يرافقها من تغيرات متوقعة في المؤسسات الدستورية وغيرها من مؤسسات الدولة وأجهزتها، فان الاردنيين مقبلين على اسابيع من فوضى المعلومات والتوقعات والتحليلات و.. و.. الخ.
لكل ماسبق اعلاه وغيره علينا ان نستعد جميعا لبازار يحاول كل واحد من الطامعين ان يجد له موطئ قدم فيه عبر وسائل كثيرة: فسيكثر الكتاب و المحللين ، وسنقراءلبعض الذين يصنفون بانهم ساسة ورجال دولة مقالات ومطولات، مع ان الجميع يعرفون ان من ينشر المقال بتوقيعه لا يحسن كتابة فقرة او القائها دون ان يتلعثم.لكنها وسيلة من وسائل التسويق التي يعمد لها البعض، رغم ان هؤلاء يسؤون لشرف الكلمة.
ولنستعدلقراءة مقالات يزعم اصحابها انهم على اطلاع أوسع حتى من اطلاع أصحاب القرار في اجهزة الدولة، ففي ظل الفوضى الإعلامية وفوضى النشر صار لدينا اكثر من واحد يدعي انه محمد حسنين هيكل، من حيث قربه من مراكز صنع القرار ومصادر المعلومات، وهو ادعاء غير صحيح و كاذب . لكنها محاولة لتسويق الذات او ابتزاز آخرين . فلم تعد الصحافة عند هؤلاء رسالة.
ولنستعد خلال الفترة القادمة الى سيل من الإشاعات: بعضها لاغتيال هذا او ذاك من الخصوم و المنافسين، وبعضها لتسويق هذا او ذاك والتذكير به، ففي بلد لاتتنافس فيه برامج العمل لعدم وجودها يزدهر سوق الإشاعات،ومعها يزدهر اعلام الابتزاز .
ومثلما سينشط سوق الاشاعات في بلدنا ، خلال الأسابيع القادمة، فسينشط أكثر سوق الولائم،في المنازل والمطاعم والسهرات في المزارع وغير المزارع، وستعود الكثير من الشلل إلى نشاطها وستشكل شلل جديدة، وكذلك سيكثر عدد المعزين في الاتراح والمهنئيين في الأفراح على امل بناء قواعد شعبية، ففي بلد تغيب فيه المناظرات السياسية والاقتصادية والفكرية، لغياب البرامج، تحل الموائد محل المنابر،بإستثناء المنابر التي تقوم على التمويل الأجنبي، فستنشط لتمرير المزيد من الاجندات المشبوها، ولتغطي على صمتها عما يجري في غزة ممولا من رعاتهم.
وفي الأسابيع القادمة ستقوم المضافات مقام الأحزاب والمنابر السياسية. وتحل المناسبات الاجتماعية محل العلاقات الحزبية والتنظمية.
وعلى ذكر الأحزاب والعلاقات الحزبية، فمن المتوقع ان تشهد الكثير من الاحزاب في بلدنا خلال المرحلة القادمة هزات تتراوح بين الانشقاقات في أحزاب وبين الانهيار الكامل لاحزاب اخرى، بعد اعلان القوائم الانتخابية وبعد ظهور نتائج الانتخابات وبعد التشكيلات المتوقعة في بلدنا، لأن نسبة عالية من الذين تحزبوا في بلدنا طمعوا بالغنيمة، الا من رحم ربي، نسأله عز وجل ان يكون في عون الاردنيين، وان يحمي الأردن والاردنيين.