السؤال الجوهري هو كيف؟ كيف نحافظ على التزامنا في تطبيق أهدافنا؟ كيف نلتزم الهدوء في المواقف العصيبة؟ كيف نسيطر على ردود أفعالنا عندما نواجه موقف غريب أو مفاجئ أو حتى ساذج؟؟

كيف نُبقي القناعة والرضا في نفوسنا؟ كيف نحافظ على السلام الداخلي في صميم أعماقنا؟ كيف نستمر في رسم الابتسامة على وجوهنا وبالتالي تنعكس على كل من حولنا؟؟ والسؤال الاهم: كيف نضع الأولويات في حياتنا و نلتزم بالقيام بها أولاً؟ إنه فعلآ صراع..بل و صراعٌ دائم و مُرهِق..

هناك عوامل ودوافع عديدة تساعدنا على الاستمرار والنجاح في إكمال الرحلة والوصول إلى المرسى. أولهم هو أن نُذكر أنفسنا دائما بأننا نستطيع، وأننا قادرون، وأننا رائعون بل و مميزون. قم ببناء الثقة والارادة بنفسك. اصنع نفسك بنفسك. ازرع حديقة مليئة بالتفاؤل والايجابية والدوافع التحفيزية في عقلك. تعلم من كل تجاربك، صغيرةً كانت أم كبيرة، كلها دروس و مواعظ تقوّينا و تُعلمنا كيف نصبح أفضل وأنجح.

كل يوم هو تحدي والتزام. رتب أفكارك و خططك وأولوياتك منذ بداية اليوم. وتذكر دائما أن اليوم الذي ينتهي لا يعود مثله ابدا؛ فأطلق منه أفضل ما عندك. أبدأ بترتيب سريرك في الصباح قبل البدء بنهارك. فمُهمّة بسيطة كترتيب السرير صباحا أمرٌ في غاية الأهمية ويعطيك حافز لتنظيم جدول يومك وتنسيقه، ويترتب عليه حرصك على ترتيب أفكارك و مشاريعك حتى نهاية اليوم.

إذا مررت بيوم صعب ومرهق و غير مُجدي، فلا بأس، 'بتصير معنا كلنا' . تذكر أن غدآ هو يوم جديد، بنية جديدة وهمّة متجددة و فرصة حديثة الولادة.

لا تستسلم وأبدأ من جديد. فالوصول إلى قمة الجبل يحتاج لجهد كبير وطاقة مهولة و ..إرادة وهمة عالية.

'ومن يتهّيب صعود الجبال، يعش أبدَ الدهر بين الحفر' -ابو القاسم الشابي- .

الالتزام و الاستمرارية هما أساس النجاح. يبدأ الأمر من داخل عقولنا و طريقة تفكيرنا و تصويبها في الاتجاه الصحيح، ثم ترجمة هذه الأفكار إلى أفعال ومحاولات جاهدة للوصول إلى أعلى المراتب والقمم.

إلتزام بمبادئك وقراراتك، ولا تندم على ما فاتك. فبعد كل ليلة شديدة الظلمة يأتي فجر يوم جديد مليءٌ بالحياة والفرص والشمس المشعة بالأمل.

إلتزم بالإيمان واليقين والتوكل على الله العظيم.

إلتزم بالإيمان بنفسك وقراراتك وقدراتك.

إلتزم بصفاء النوايا وحسنها مع نفسك ومع الآخرين.

تصل إلى أحلامك، ولو كان بعد حين.