أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

النمرات تكتب: براً بأمنا الأرض.. لزاماً علينا كبرنا بوالدينا

مدار الساعة,مناسبات أردنية,يوم الأرض
مدار الساعة ـ
الصين نموذج.. لا تعرف المستحيل
حجم الخط
مدار الساعة - كتبت: الصحفية رانا النمرات - لا بد من الوقوف والتأمل بما نقوم بهِ كخلفاء بالأرض من نشاطاتٍ تخريبية تدميرية على البسيطةِ، و المراجعةٍ الشاملةٍ لكل الممارسات الصناعية والزراعية، اوالعمرانية، كذلك ممارسات النقل وتوليد الطاقة وجميع الانشطة الاخرى، وبذل الجهود لإيجاد البدائل الأقل ضرراً وسلبيةً على كوكبنا الذي يرعانا، أقتضاءً لإعادة التوازن الطبيعي لأُمِنا الأرض، التي تحتضننا جميعًا وعليها نعيش، وبرها بالعناية والرعاية، بالحفاظ عليها لأن خرابها خرابنا جميعًا.
فإن التذكير بما أصاب كوكبنا من أختلالات بمناسبة اليوم الدولي لأمنا الأرض، خاصةً خلال القرن المنصرم والحالي، يحتم علينا ذكر ما ساهمت به الثورة الصناعية والزراعية من إحداث أضرار كبيرة، ففي مجال النشاطات الزراعية نجد أن التطورات التي حدثت بهدف زيادة الإنتاج الزراعي كان لها في معظم الأحيان أثار سلبية على بيئة الأرض، وعلى الكائنات الحية، بما فيها الإنسان، الحيوان، و النبات. ناهيك طبعا عن الثروة الصناعية ودور الدول العظمى في خلق هذه الأزمة. لكن هذا بحث أخر، سأتطرق إليه في وقتا لاحق.
نداء الرئيس شي جي بينغ للعالم....في يوم الأرض
"تستعد الصين للعمل مع دول العالم لبناء الأرض الجميلة"
حيث قال: الأرض هي الموطن الوحيد للبشرية، يجب أن نحميها مثل حماية أعيننا، ونعتز بالطبيعة مثلما نعتز بحياتنا. تستعد الصين للعمل مع دول العالم على بناء الأرض الجميلة ومجتمع مستقبل مشترك للبشرية.
على حين يقظه، نفذت مبكرا جمهورية الصين الشعبية خطة بعيدة المدى للقضاء على التصحر، نموذجاً يحتذى به أطلعت عليه وتلمسته بحواسي كان مدعاة للذهول، في زيارتي إلى نينغشيا في مقاطعة ننيغشوان، حيث محمية بايجيتان الطبيعية التي تأسست منذ ما يقارب ال 70 عاما (مزرعة غابات بياجيتان لمكافحة التصحر)، بمدينة لينغو في منطقة نينغشيا في عام 1953، ولقد تم تحويلها إلى محمية طبيعية وطنية عام 2000،
فيما تبلغ المساحة الإجمالية للمحمية نحو 990 ألف هكتارا واقعة ًعلى الحافة الجنوبية لصحراء ماوووسو شرق النهر الأصفر.
أعتبرت أن أكبر المشاكل التي واجهتها قبل المعالجة التأثير على النهر الأصفر الأم، وذلك بسبب قرب المسافة بينهما والتي بلكاد تتجاوز 5 كيلو مترات فقط، بالإضافة إلى وجود أكثر من عشر أخاديد تعرية مائية موزعة في المنطقة، حيث دخلت رمال الصحراء الصفراء إلى النهر الأصفر مباشرة، ومن هناء جاء الأسم للنهر من خلال الآخاديد مما أثر على سلامة النهر بشكل مباشر.
بالإضافة إلى ذلك الجفاف الذي سبب أضراراً جسيمة بسبب الرياح والرمال، حيث أن قوة الترميم للمحمية كانت ضعيفة للغاية، فيما بلغ معدل هطول الأمطار من 150- 170 ملم، بالإضافة إلى الكثبان الرملية العالية والكبيرة، وأيضًا الطقس الكارثي الناجم عن الرياح والرمال الذي شكل ضررًا أكبر على الصناعة والزراعة في آن واحد.
وبفضل الدعم من إدارة الغابات الوطنية ومشروع سانبي للغابات، قدم على مدى أكثر من ال69 عاما الماضية، تبنت وثابرت ثلاثة أجيال من أبناء المجتمع المحلي لبايجيتان للقضاء ومعالجة التصحر وتشجير الأرض بمساحة تغطي حوالي 42 الف هكتارا.
بالإضافة إلى السيطرة على على ما يقرب من 67 الف هكتاراً من الرمال المنجرفة، إلى أن وصل معدل تغطية الغابات إلى 41%، مما أدى بشكل فعال الي كبح التصحر والتوسع جنوبا وغربا، كما حماية الأمن البيئي للنهر.
اتبعت الصين تكنولوجيا التحكم في الرمال، واعتمدت على إستراتيجيات الظروف المائية المحلية
أولا: في المناطق النائية من الصحراء، وفي ظل ظروف هطول الأمطار الطبيعة، قاموا بتغيير نمط التحكم السلبي السابق للتشجير في موسم واحد والأعتماد على الطقس من أجل بقاء الأشجار حية.
بالإضافة إلى ذلك أعتمدوا الأن على التدابير الإدارية الشاملة لتثبيت الرمال بإستخدام شبكات الشعب والتشجير لمدة ثلاثة مواسم طوال العام، بالإضافة إلى تقنية (1+4) الدقيقة والتي تعني بالرقم (1) طريقة واحدة أي تثبيث الرمال المتحركة بشبكات العشب، أما الرقم (4) يشير إلى التقنيات الأربعة الي تكمل بعضها البعض، فالأول من المجموعة أربعة هو بذر بذور العشب في موسم الأمطار، الثاني بذر بذور الشجيرة بالمجموعة وزراعة الشتلات في الربيع والخريف.
كما ينصب التركيز الرئيسي على التشجير في موسم الإمطار، والتركيز على مزج الشجيرات والأعشاب والمطابقة، كذلك بذر بذور الحشائش على قمم الكثبان الرملية، وزراعة الشجيرات التي تتحمل العوامل الطبيعية الصعبة كالجفاف منها ( الكاراجانا، أعواد الزهور، وفرشاة الميرمية وما إلى ذلك) على المنحدرات المواجهة للريح وعلى الأراضي المنخفضة بين الكثبان الرملية، مما يحسن بشكل كبير من كفاءة التشجير، للإبقاء على الحياة للمزروعات عندما يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي حوالي 160ملم، أي أكثر من 75%، كما يمكن أن تصل نسبة التغطية النباتية للأراضي المعالجة بعد ثلاث سنوات فقط إلى أكثر من 45 بالمئة من مساحة الأراضي.
الطريقة الثانية التي إستخدامها أيضا، تقنية توفير المياة بالقطارة في الأماكن التي تتوفر فيها المياه على أطراف المناطق الرملية لإنشاء غابات مختلطة من الأشجار والتشجيرات وزراعة غابات اقتصادية، وتطور صناعة الرمال.
بعد سنوات من الإستكشاف تم بتطوير نموذج (5 *1)، وهو زراعة الأشجار والتشجيرات الرملية، وزراعة الأشجار والتشجيرات المختلطة بالقرب من مناطق المأهولة بالسكان، إلى جانب غابات الفاكهة، وتربية الأحياء المائية، والمزروعات الأخرى، حدد هذا النموذج التحكم في الرمال كنموذج رئيسي يروج له بقوة لتعزيز التنمية الأقتصادية في نينغشيا.
فيما يتعلق بآلية التحكم في الرمال، قامت الصين بتحديث الإدارة القديمة، و تنفيذ آلية جديدة في التعاقد على الغابات للموظفين الأفراد أو العائلات أو المجموعات المشتركة، حيث حشدت هذه الفكرة الحماس وإثارت رغبة شديدة لدى السكان في تبني مفهوم التشجير، حيث تم صياغة روح بايجيتان التي يمثلها وانغ يو ده، الملقب ببطل "التحكم في الرمل"
صاحب مقولة " أُفضل أن أخسر 5 كيلو من الوزن بدلا من أن أترك بيئة الوطن تتخلف عن الركب".
مما ساهم المشروع في زيادة دخل العاملين في المناطق الرملية من خلال ممارسة الأعمال الزراعية المتنوعة، بالإضافة إلى إلتزام الدولة في توفير مبادئ متمثلة في الحفاظ على راحة البال، والعيش في سلام، والعمل برضا، أصدرت خمس سياسات ذات صلة مباشرة بمعيشة المواطنين، بما في ذلك منح إعانات في مجال التربية، ودعم الدخل الناجم عن زرع غابات الفاكهة الإقتصادية، وإعانات لمكافحة التصحر والتشجير، وتوفير وإعانات إسكانية للموظفين والعاملين في المشروع، بالإضافة إلى إعانات تعليم الأطفال، لتعزيز تنمية المنطقة وزيادة دخلهم ، حيث تجاوز دخل السكان في المنطقة الرملية 67 ألف يوان للفرد الواحد، فبذلك تحقيق هدفين أثنين هما الأول إنشاء الصحراء الخضراء من خلال مكافحة التصحر وزيادة الدخل للعاملين في مناطق الرملية من إثراء وتمكين للسكان والعاملين.
قصدت الصين في أهدافها الوصول إلى محمية ذات الجمالات الخمسة وهي الجمال البدائي، وجمال الصحراء، والجمال البيئي، وجمال الزهور والفواكة، والجمال الروحي. ودعمت ذلك تم بناء مرافق الدعاية والتعليم مثل قاعة المعارض الوطنية للوقاية من التصحر ومكافحته وحديقة تشينشي، وقد منحت مزرعة الغابات ألقابا فخرية كثيرة واحدة من أفضل مزارع الغابات العشر الأولى في البلاد، كقاعدة نموذجية أستقبلت القادة السياسيون والخبراء الذين جاءوا للتعرف على جهود والنتائج في مكافحة التصحر في المستقبل.
يسعى أهالي بايجيتان بناء منطقة نموذجية عالية المستوى لمكافحة التصحر تجمع بين عرض التحكم في الرمال، وترويج تكنولوجيا التحكم في الرمال، وتعليم روح التحكم في الرمال، والقيام بالدعاية عن الحضارة البيئية، بالإضافة إلى التمتع بالتجربة والترفيه في الغابات بحيث يكون للون الأخضر التوسع بإستمرار.
للصين رؤى بناءة تلمسها على أرض الواقع إذا قررت زيارتها، تستحق الإلتفات إليها لتتعلم الكثير من تجار بها.
الصين.... عالما آخر متفوق يقطن في النصف الشرقي من الكرة الأرضية ......لا يعرف المستحيل.
مدار الساعة ـ