و أقصد هنا الدور السلبي الأمريكي و البريطاني و الغربي وشمال الغربي من الحربين الكبيرتين 2022 / 2023 / 2024 ( الأوكرانية و في غزة ) ، والى الأمام . وهم من قلبوا معادلة السيادة الأوكرانية و الفلسطينية في المقابل الى استمراية الحرب الباردة و سباق التسلح ، و استهداف أوكرانيا و روسيا معا ، و استهداف العرب عبر النخر في قضيتهم الفلسطينية العادلة التي قصد بأن تذهب الى سراب لتبقى إسرائيل وتتوسع حسب مشروعها التوراتي المزور السرابي ، وهو الذي سيتحطم على صخرة المقاومة الفلسطينية و العربية الباسلة و الداعمين لها مثل ايران و روسيا و الصين و كوريا الشمالية . وكلما طال زمن الحربين المذكورتين هنا أعلاه ، كلما تحطمت صورة أمريكا و الغرب الحضارية في عيون شعوب العالم .
ومثلما اقترف نظام " كييف " جريمة حرب مع شعبه الأوكراني بين عامي 2014 و 2022 و بحجم بشري وصل الى 14 الف أوكراني و روسي بهدف ضم شرق أوكرانيا قسرا لكييف ، و التحجج لاحقا بالهجوم العسكري الروسي على بوجا و غيرها .وهنا انا اتحدث بموضوعية ، اقترفت إسرائيل جريمة حرب أكبر بحق الفلسطينيين الأشقاء في غزة برقم بشري تجاوز 34 الفا ، جلهم من الأطفال و النساء و الشيوخ . وفي الوقت الذي ادعت و لازالت " كييف " بأحقيتها بالدفاع عن سيادة أوكرانيا ،وجدت في صناديق اقتراع الأقاليم " لوغانسك و دونيتسك " الدونباس " ، وزاباروجا و خيرسون نتائجا و بالنسب المئوية العالية ليست لصالحها ، و إنما لصالح الأنضمام علنا لروسيا جارة التاريخ ، و 10% من سكان العاصمة الأوكرانية مساندين لروسيا ، حسب قراءة لها . و السابع من أكتوبر 2023 رصاصة فلسطينية ، وجرس انذار للتذكير بعدالة القضية الفلسطينية التي تعمدت إسرائيل و أمريكا و الغرب اضاعة بوصلتها ومن أجل بقاء و توسع إسرائيل ،بإعتبارها مركزا لوجستيا مركزيا وسط الشرق الأوسط لها في وجه العرب و ايران معا .
وفي المقابل تنتقد روسيا من داخلها بسبب تسرعها في مهاجمة الأراضي الأوكرانية ، و رأي و توجه روسي داخلي أخر ذكر بلده بالتأخر في العملية العسكرية الدفاعية التي بدأت بتاريخ 24/ شباط / 2022 و الأصل أن بدأت مع اندلاع انقلاب " كييف " غير الشرعي بالنسبة لموسكو عام 2014 . وكان الأجدر أيضا أن أخذت حماس – حركة التحرر العربية الفلسطينية الشجاعة البطلة بعين الأعتبار قبل السابع من أكتوبر وجودها وسط أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في غزة ،و ردة فعل إسرائيل النازية على خطوتها القتالية الأولى . و أتفهم هنا بأن الضغط ولد الأنفجار ، و بأن الأقصى المبارك خط أحمر ، و كذلك القضية الفلسطينية ، حاضنة فلسطين ،الواجب أن تعود كلها و قدسها لعرين فلسطين و العرب و الأمتين و الحضارتين الإسلامية و المسيحية .
لقد أقر مجلس النواب الأمريكي حديثا مساعدات مالية لكل من أوكرانيا ( كييف – 61 مليار دولار) ، و إسرائيل -13 مليار دولار ، و تايوان – 21 مليار دولار ، لمواصلة مماحكة و استنزاف الدولة الأوكرانية التي لم تعد تسيطر على أكثر من خمسة أقاليم كانت تابعة لسيادتها ، و لروسيا العظمى المنافسة بقوة ووضوح لأمريكا ، و لدعم إسرائيل رغم اقترافها جريمة حرب و ابادة كفيلة بطردها من عضوية الأمم المتحدة . ولعدم دعم صمود الشعب الفلسطيني المناضل في وجه الأحتلال الإسرائيلي . و للنخر بين الصين الشعبية و تايوان ذات الوقت ، مشكلة محور شر من وسط قيادتها لأحادية القطب ، و في زمن توجه روسيا لتشكيل عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم و يبقي الباب مواربا أمام الغرب للإنضمام طوعا لتوجهها الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و تحرك العملية الروسية الخاصة الدفاعية .
لقد تعمدت أمريكا – جو بايدن ، و بريطانيا – بوريس جونسون ، و الغرب ، و شمال الغرب عدم فهم تحرك روسيا لتحرير الأقاليم الأوكرانية من زاوية الأحقية التاريخية ،و دعوا معا لمواصلة الحرب على أوكرانيا و روسيا معا . و لم ينتبهوا معا لمادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، وهي تتعرض لمؤامرة غربية – لوجستية و سياسية و اقتصادية مشتركة ، و لم يلتفتوا لاتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي لعام 1991 المانعة للدول المستقلة من الدخول في تحالفات عسكرية مضادة غير صديقة . و النتيجة الممكن أن يصل له نظام " كييف " الذي صرح رئيسه فلاديمير زيلينسكي بالشكر لأمريكا ، هو خسران سيادة الوطن الذي كان من الممكن المحافظة عليه عبر السلام ، ومن خلال اتفاقية " مينسك " ، و حوارات تركيا . و لا تقبل روسيا المنتصرة في المقابل اليوم الا بسلام الأمر الواقع ، و ترفض السلام بشروط الغرب المهزوم.
اصرار أمريكا قائدة حلف " الناتو" على دعم " كييف " ماليا رغم خسرانه بوضوح معركة المصير مع روسيا ، فيه خدمة لأمريكا و الغرب غير الراغبين برؤية روسيا قوية قائدة لتوجه عالم متعدد الأقطاب ، ومتفوقة نوويا في المجال العسكري و الفضائي العسكري ، و اقتصاديا على مستوى أسيا ،و احتياط من العملات الأجنبية و الذهب تجاوز 6 مليارات دولار . و الأصرار الأمريكي و الغربي على دعم إسرائيل النازية مؤشر على قيادة إسرائيل لأمريكا عبر صهيونية مؤسسة " الأيباك " المؤسسة عام 1953 لديها ، و لديمومة الحرب الباردة المسعورة و سباق التسلح . لكن روسيا لها ، و لهم بالمرصاد ، و ستبقى متطورة و عظمى و ناهضة . و اصرار أمريكا على دعم " تايوان " هدفه احداث شرخ في وحدة الاراضي الصينية ، و للنيل من تفوق الصين اقتصاديا على مستوى العالم .
و ان أوان العالم ، و خاصة عالمنا العربي ، و روسيا ، و الصين ، معرفة بأن أمريكا يصعب عليها أن تكون محاميا عادلا لقضاياهم ، وهي منحازة للباطل ، و للأزمات ، و للحروب . وحان الوقت لتصنيف الولايات المتحدة الأمريكية رغم دعمها الملياري ، و أرقام التبادل التجاري معها على أنها معادية للشعوب المظلومة ، و للدول الناهضة . ولن تنتصر أمريكا يوما و أوراقها اللوجستية و السياسية و الدبلوماسية مكشوفة للرأي العام و المجتمع الدولي . و المؤامرة الأمريكية على روسيا ستفشل ، و المؤامرة الأمريكية –الإسرائيلية على القضية الفلسطينية ستفشل أيضا ، و المؤامرة الأمريكية على الصين ستفشل من دون أدنى أشك .
و أخيرا هنا ، و ليس أخرا ، لقد صبرت روسيا طويلا على الحراك الأمريكي الغربي الأسود عبر الحاق الأذى بخط الغاز " نورد ستريم 2 " ، و بجسر القرم ، و بالمدن الروسية مثل " بيلغاراد " ، و " فارونيج " ، و "موسكو " ، و تفتح أذرعها للسلام ، ولديها جاهزية التصدي لأحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة لن تكون هي المبادرة في خطوتها الأولى ، وستبقى منتصرة دوما .