أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات جامعات وفيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: اصرار أمريكي على ديمومة الحربين


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: اصرار أمريكي على ديمومة الحربين

مدار الساعة ـ
و أقصد هنا الدور السلبي الأمريكي و البريطاني و الغربي وشمال الغربي من الحربين الكبيرتين 2022 / 2023 / 2024 ( الأوكرانية و في غزة ) ، والى الأمام . وهم من قلبوا معادلة السيادة الأوكرانية و الفلسطينية في المقابل الى استمراية الحرب الباردة و سباق التسلح ، و استهداف أوكرانيا و روسيا معا ، و استهداف العرب عبر النخر في قضيتهم الفلسطينية العادلة التي قصد بأن تذهب الى سراب لتبقى إسرائيل وتتوسع حسب مشروعها التوراتي المزور السرابي ، وهو الذي سيتحطم على صخرة المقاومة الفلسطينية و العربية الباسلة و الداعمين لها مثل ايران و روسيا و الصين و كوريا الشمالية . وكلما طال زمن الحربين المذكورتين هنا أعلاه ، كلما تحطمت صورة أمريكا و الغرب الحضارية في عيون شعوب العالم .
ومثلما اقترف نظام " كييف " جريمة حرب مع شعبه الأوكراني بين عامي 2014 و 2022 و بحجم بشري وصل الى 14 الف أوكراني و روسي بهدف ضم شرق أوكرانيا قسرا لكييف ، و التحجج لاحقا بالهجوم العسكري الروسي على بوجا و غيرها .وهنا انا اتحدث بموضوعية ، اقترفت إسرائيل جريمة حرب أكبر بحق الفلسطينيين الأشقاء في غزة برقم بشري تجاوز 34 الفا ، جلهم من الأطفال و النساء و الشيوخ . وفي الوقت الذي ادعت و لازالت " كييف " بأحقيتها بالدفاع عن سيادة أوكرانيا ،وجدت في صناديق اقتراع الأقاليم " لوغانسك و دونيتسك " الدونباس " ، وزاباروجا و خيرسون نتائجا و بالنسب المئوية العالية ليست لصالحها ، و إنما لصالح الأنضمام علنا لروسيا جارة التاريخ ، و 10% من سكان العاصمة الأوكرانية مساندين لروسيا ، حسب قراءة لها . و السابع من أكتوبر 2023 رصاصة فلسطينية ، وجرس انذار للتذكير بعدالة القضية الفلسطينية التي تعمدت إسرائيل و أمريكا و الغرب اضاعة بوصلتها ومن أجل بقاء و توسع إسرائيل ،بإعتبارها مركزا لوجستيا مركزيا وسط الشرق الأوسط لها في وجه العرب و ايران معا .
وفي المقابل تنتقد روسيا من داخلها بسبب تسرعها في مهاجمة الأراضي الأوكرانية ، و رأي و توجه روسي داخلي أخر ذكر بلده بالتأخر في العملية العسكرية الدفاعية التي بدأت بتاريخ 24/ شباط / 2022 و الأصل أن بدأت مع اندلاع انقلاب " كييف " غير الشرعي بالنسبة لموسكو عام 2014 . وكان الأجدر أيضا أن أخذت حماس – حركة التحرر العربية الفلسطينية الشجاعة البطلة بعين الأعتبار قبل السابع من أكتوبر وجودها وسط أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في غزة ،و ردة فعل إسرائيل النازية على خطوتها القتالية الأولى . و أتفهم هنا بأن الضغط ولد الأنفجار ، و بأن الأقصى المبارك خط أحمر ، و كذلك القضية الفلسطينية ، حاضنة فلسطين ،الواجب أن تعود كلها و قدسها لعرين فلسطين و العرب و الأمتين و الحضارتين الإسلامية و المسيحية .
لقد أقر مجلس النواب الأمريكي حديثا مساعدات مالية لكل من أوكرانيا ( كييف – 61 مليار دولار) ، و إسرائيل -13 مليار دولار ، و تايوان – 21 مليار دولار ، لمواصلة مماحكة و استنزاف الدولة الأوكرانية التي لم تعد تسيطر على أكثر من خمسة أقاليم كانت تابعة لسيادتها ، و لروسيا العظمى المنافسة بقوة ووضوح لأمريكا ، و لدعم إسرائيل رغم اقترافها جريمة حرب و ابادة كفيلة بطردها من عضوية الأمم المتحدة . ولعدم دعم صمود الشعب الفلسطيني المناضل في وجه الأحتلال الإسرائيلي . و للنخر بين الصين الشعبية و تايوان ذات الوقت ، مشكلة محور شر من وسط قيادتها لأحادية القطب ، و في زمن توجه روسيا لتشكيل عالم متعدد الأقطاب يمثل شرق و جنوب العالم و يبقي الباب مواربا أمام الغرب للإنضمام طوعا لتوجهها الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و تحرك العملية الروسية الخاصة الدفاعية .
لقد تعمدت أمريكا – جو بايدن ، و بريطانيا – بوريس جونسون ، و الغرب ، و شمال الغرب عدم فهم تحرك روسيا لتحرير الأقاليم الأوكرانية من زاوية الأحقية التاريخية ،و دعوا معا لمواصلة الحرب على أوكرانيا و روسيا معا . و لم ينتبهوا معا لمادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها ، وهي تتعرض لمؤامرة غربية – لوجستية و سياسية و اقتصادية مشتركة ، و لم يلتفتوا لاتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي لعام 1991 المانعة للدول المستقلة من الدخول في تحالفات عسكرية مضادة غير صديقة . و النتيجة الممكن أن يصل له نظام " كييف " الذي صرح رئيسه فلاديمير زيلينسكي بالشكر لأمريكا ، هو خسران سيادة الوطن الذي كان من الممكن المحافظة عليه عبر السلام ، ومن خلال اتفاقية " مينسك " ، و حوارات تركيا . و لا تقبل روسيا المنتصرة في المقابل اليوم الا بسلام الأمر الواقع ، و ترفض السلام بشروط الغرب المهزوم.
اصرار أمريكا قائدة حلف " الناتو" على دعم " كييف " ماليا رغم خسرانه بوضوح معركة المصير مع روسيا ، فيه خدمة لأمريكا و الغرب غير الراغبين برؤية روسيا قوية قائدة لتوجه عالم متعدد الأقطاب ، ومتفوقة نوويا في المجال العسكري و الفضائي العسكري ، و اقتصاديا على مستوى أسيا ،و احتياط من العملات الأجنبية و الذهب تجاوز 6 مليارات دولار . و الأصرار الأمريكي و الغربي على دعم إسرائيل النازية مؤشر على قيادة إسرائيل لأمريكا عبر صهيونية مؤسسة " الأيباك " المؤسسة عام 1953 لديها ، و لديمومة الحرب الباردة المسعورة و سباق التسلح . لكن روسيا لها ، و لهم بالمرصاد ، و ستبقى متطورة و عظمى و ناهضة . و اصرار أمريكا على دعم " تايوان " هدفه احداث شرخ في وحدة الاراضي الصينية ، و للنيل من تفوق الصين اقتصاديا على مستوى العالم .
و ان أوان العالم ، و خاصة عالمنا العربي ، و روسيا ، و الصين ، معرفة بأن أمريكا يصعب عليها أن تكون محاميا عادلا لقضاياهم ، وهي منحازة للباطل ، و للأزمات ، و للحروب . وحان الوقت لتصنيف الولايات المتحدة الأمريكية رغم دعمها الملياري ، و أرقام التبادل التجاري معها على أنها معادية للشعوب المظلومة ، و للدول الناهضة . ولن تنتصر أمريكا يوما و أوراقها اللوجستية و السياسية و الدبلوماسية مكشوفة للرأي العام و المجتمع الدولي . و المؤامرة الأمريكية على روسيا ستفشل ، و المؤامرة الأمريكية –الإسرائيلية على القضية الفلسطينية ستفشل أيضا ، و المؤامرة الأمريكية على الصين ستفشل من دون أدنى أشك .
و أخيرا هنا ، و ليس أخرا ، لقد صبرت روسيا طويلا على الحراك الأمريكي الغربي الأسود عبر الحاق الأذى بخط الغاز " نورد ستريم 2 " ، و بجسر القرم ، و بالمدن الروسية مثل " بيلغاراد " ، و " فارونيج " ، و "موسكو " ، و تفتح أذرعها للسلام ، ولديها جاهزية التصدي لأحتمال نشوب حرب عالمية ثالثة لن تكون هي المبادرة في خطوتها الأولى ، وستبقى منتصرة دوما .
مدار الساعة ـ