لربما سيتهمني البعض بالمبالغة والبعض وكما العادة بالتسحيج، غير انني لم ار الاردن مستهدفا كما الان واكثر من اي وقت مضى ومن أطراف كثيرة لها غايات واطماع وتستهدفنا بالمكائد والشائعات والفتن نزع استقرارنا وخلق الفوضى، ومن هنا فالدفاع عن الاردن واجب مقدس لايحتمل عواطف كاذبة وتصفية حسابات، فالجميع سيخسر، فلماذا علينا الاستنفار لحماية هذا الوطن ؟
سألوا احد الحكماء ماذا يعني لك الوطن ومتى تموت وتقاتل وتضحي لاجل بقائه مستقرا، فاجاب اجابة فيها من الحكمة ما استوقفتني ويجب ان تستوقف كل اردني من شتى الاصول والمنابت، فقال الوطن عندي ثلاث (لقمة، وسقف، وكرامة)وهذا اقل ما يوفره الاردن بقادته الهاشمية لابناء هذا الوطن وحتى المقيمين فيه لابل يزيد عليها ايضا نبلا وشرفا وعزة ورجولة وعدالة وامنا وامانا، وكثيرا مما اصبحنا نحسد عليه من شعوب العالم التي حرمتها.
علموا ابناءكم بان في هذا"الحمى الهاشمي» ما نام فيه جائع لا اردني ولاحتى من قصدوه واستجاروا به او حتى من يقيمون على ارضه، ولا حتى نام احد من ابنائه ولاجئيه في العراء دون سقف يأويهم، وعلموهم بان هذا الوطن ما هان كرامة ابنائه ولاقبل ان تهان كرامة حتى ما جاءوا اليه فعاشوا بكرامة اهله وانفتهم وعزتهم،و اعلموهم بان هذا الوطن ورغم التشكيك في مواقفه هو الخنجر في خاصرة الطامعين والطامحين في الامة، واخبروهم ان الاردن اخر من تبقى دفاعا عن القدس.
لا احد يشكك في مواقف المتضامنين والمناصرين لغزة، وايضا لا احد يرغب بان يكونوا ايضا ارضية وبنية تحتية لاثارة الفتن والقلاقل والفوضى، وكما ان لا احد يرغب بوجود اردني يناصر الحاقدين على الوطن في الخارج، وكما لا احد يرغب ان يكون اضعافنا عبر بوابتكم وتجمعاتكم التي لا نعرف غايتها، وخاصه اننا سجلنا اسمى المواقف والافعال تجاه فلسطين والقدس رسميا وشعبيا.
لعل ابرز ما كشفت عنه الاحداث الاخيرة في غزة وفلسطين عامة يكمن بعدة امور اولها اننا مستهدفون فعلا وثمة من يريد نزع استقرار هذا الوطن، وايضا باننا نحن الحليف الحقيقي للشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقه في امتلاك دولته، وباننا اخر الصامدين امام هذا المشروع الصهيوني بتهويد المقدسات التي ما صمدت لولا وصايتنا الهاشمية وتهديدنا المستمر بجدية حمايتها بالدم والروح.
بالمختصر، من ظلمتهم اوطانهم وشتتتهم وانتهكت انسانيتهم وعوملوا بلاكرامة فها لم يكفروا بأوطانهم ولم يهاجموها او يزاودوا عليها ومازالوا خط الدفاع عن سمعته واستقرار اوطانهم، فكيف لنا نحن الاردنيين ان لا ندافع عن وطن وجدنا فيه لقمتنا وسقفنا ونحافظ فيه على كرامتنا ونبلنا وعزتنا وانفتنا، فدافعوا عن الوطن من المستهدفين بصد الشائعات والمكائد ومنع الفتن ما ظهر منها وما بطن،وهنا اقول لبعض القوى السياسية الوقت غير مناسب ابدأ لتصفية الحسابات.