سأجيب دونما تسرّع بـ«نعم»... رغم ان قرارا أميركيا «رسمياً» لم يصدُر بعد, علماً أن صاحب القرار (وفقاً لمسؤولياته) هو وزير الخارجية/انتوني بلينكن. إذ ثمة شواهد ومؤشرات على ذلك, ليس فقط في مكالمته الهاتفية امس مع كل من مُجرِمَيّ الحرب الصهيونيين, غالنت وزير الحرب, وبيني غانتس عضو مجلس الحرب, بل خصوصاً أمام التصريحات «النارية» غير المسبوقة في حدَتها وتحدّيها التي صدرت عن أعضاء إئتلاف حكومة الفاشيين في تل أبيب, وعلى رأسهم مُجرم الحرب/نتنياهو. الذي لم يكتفِ بوصف ما لوّح به بلينكن من عقوبات مُحتملة على كتيبة «نتس?ح يهودا», بـ«الانحطاط الأخلاقي وقمة السخافة». مُتعهداً بالتحرك لمنع خطوة كهذه, بل قال في كلمة متلفزة أمس: سأحارب بشراسة عن جيش الدفاع ومُقاتلينا, إذا اعتقد أي شخص -أضافَ- أن بإمكانه فرض عقوبات على «وحدة» من جيش الدفاع, فسأحاربه بكل قوة, وكما جنودنا -تابعَ نتنياهو- مُتّحدون في ساحة المعركة, فإننا ختمّ مُتحدون في ميدان السياسة».
وإذا ما تابعنا سلسلة التصريحات التي أدلى بها أركان الإئتلاف النازي, الذي يقوده نتنياهو فضلاً عن الثنائي الذي يُراهن عليه بعض العرب, وأقصد غانتس وايزنكوت, كونهما في مجلس الحرب عن حزب/المعسكر الوطني, الذي يتقدّم في إستطلاعات الرأي على الليكود, وأيضاً على نتنياهو الذي «يتراجع» أمام غانتس, فإننا نلحظ بوضوح انهم جميعا مُتحدون بالفعل, في التنديد بالخطوة الأميركية «المُحتملة», كما تُصر الأوساط الأميركية على وصفها. ما بالك أن بلينكن لن «يُغامر» بخسارة «شعبيته» داخل الكيان الاستيطاني العنصري, تلك الشعبية التي حصدها?-ربما أكثر من بايدن- عندما تفاخرَ بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى, بأنه يأتي إلى الكيان مُتضامِناً » ليس كأميركي, بل خصوصاً كيهودي».
ما يلفت الإنتباه أيضاً أن حملات نتنياهو الإعلامية العنيفة والمُتحدية, كما التصريحات التي أدلى بها أعضاء حكومته, بل خصوصاً يئير لبيد زعيم المُعارضة, رئيس حزب يوجد مستقبل/ يِش عتيد, جاءت كلها مُتزامنة مع إعلان واشنطن عن صفقة أسلحة «نوعية» تصل قيمتها إلى مليار دولار, وتبعها على الفور تصويت في الكونغرس الأميركي, بمنح الكيان الصهيوني 26 مليار دولار, إضافة يالطبع إلى نظاميْن تابعيْن هما, أوكرانيا التي «لن يتخلّى عنها بايدن», لأنه ما يزال يحلُم بأنه قادر على إلحاق «هزيمة إستراتيجية بروسيا», رغم الهزائم المُتلاحقة?لنظام زيلينسكي وجيشه المتقهقر. إضافة إلى منح «تايوان» 8 مليار دولار, بما هي «النظام» الذي يراهن عليه الأميركيون وحلف الناتو, ليكون «رأس حربة», لوقف تقدم وتصاعدة القوة الصينية الاقتصادية والعسكرية, أو أقلة استخدامها/ تايوان كما بعض الدول المجاورة, مثل الفليبين وإندونيسيا وربما فيتنام, لاحتواء بيجين, ناهيك عن أستراليا واليابان والهند.
يجدر بنا هنا لفت النظر الى تقرير نُشر قبل أربعة أيام جاء فيه: أن وزير الخارجية الأميركي بلينكن تسلم في وقت سابق بلاغاً يدعو واشنطن إلى اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بعد اتهامها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان,، ولم يتخذ أي إجراء.
وكشف التقرير الذي نشره موقع التحقيقات «برو بابليك» أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية أبلغت الوزير, أنه يتعيّن على الولايات المتحدة «تقييد مبيعات الأسلحة إلى الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي اتُهمت بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان». وُيفترَض ان يدرس بلينكن توصيات طاقمه، بشأن فرض عقوبات على الوحدات العسكرية الإسرائيلية المُرتبطة بعمليات القتل والاغتصاب.
وأشار التقرير إلى أن معظم الحوادث التي تم الإبلاغ عنها وقعت في الضفة الغربية وكان هذا قبل هجوم «حماس» في 7 أكتوبر. وهي تشمل عمليات قتل خارج نطاق القضاء على يد شرطة الحدود الإسرائيلية، منها حادثة «تكميم» قامت بها كتيبة وتركت رجلاً فلسطينياً أميركياً مُسناً ليموت، وكذلك قيام مُحققين بـ«تعذيب واغتصاب مُراهق», متهم بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف. ونقل موقع التحقيقات عن مصدر مطلع أنه «تم إرسال توصيات للعمل ضد الوحدات الإسرائيلية إلى بلينكن في شهر كانون الأول 2023. وأفاد الموقع نقلاً عن مصدر آخر قوله: «لقد ظلّ? هذه التقارير قابعة في (حقيبته) منذ ذلك الحين».
** استدراك:
نيتساح يهودا، تعني بالعبرية «يهودا الأبدي»، وتُعرف أيضاً باسم «ناحال حريدي»، هي كتيبة في لواء «كفير» التابع لجيش العدو الصهيوني. تتيح هذه الوحدة للرجال اليهود الحرديّين الخدمة في الجيش في جو «يتوافق» مع معتقداتهم الدينية، في إطار يخضع لتعاليم «الهالاخاه»... أي الشريعة اليهودية, وهي «مُجمّع القوانين، التقاليد والإرشادات الدينية التي تتوجب على مَن يتمسّك بالديانة اليهودية»..(كما يُعرِّفها «ويكبييديا»).