أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حماس باقية فى قطر.. وجولة وساطة لهدنة نهائية


حسين دعسة

حماس باقية فى قطر.. وجولة وساطة لهدنة نهائية

مدار الساعة ـ
فى المشهد التركى، كان الرئيس أردوغان، أثناء استقبال وفد حركة حماس، يحتضن رئيس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى الخارج خالد مشعل وبجانبه رئيس المكتب السياسى للحركة إسماعيل هنية، الحدث شكل بؤرة استقطاب سياسى أمنى، شهدته إسطنبول.
حرب غزة.. ونظرة المجتمع الدولى
زيارة قيادات حماس، وما تم خلالها من مباحثات ولقاءات ثنائية، جاءت عبر دعوة من الجانب التركى، إذ دعا أردوغان، إسماعيل هنية، فى وقت باتت فيه القضية الفلسطينية، والحرب العدوانية الإسرائيلية، حرب الإبادة الجماعية والتهجير وتصفية القضية، المجاعة، على قطاع غزة، تغير نظرة المجتمع الدولى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى- خلاصة المواقف التى رشحت عن قمة أردوغان ومشعل وهنية.
المثير للجدل، أن وجود حماس فى تركيا، بحث جوانب سياسية وأمنية عن مسببات تعثر جولات المفاوضات المكوكية بين فرنسا والقاهرة الدوحة، وغياب أفق عملى لأى اتفاق، يضمن وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى وحركة المقاومة حماس، وبالطبع، تدرك تركيا أن زيارة حماس، خطوة سياسية، تأتى بعد عدة تطورات عسكرية بعد الهجوم الإسرائيلى على قنصلية إيران فى دمشق، والرد- الضربة الإيرانية التى وصلت الكيان الصهيونى، وما قامت به الأخيرة، من رد محدود، داخل أصفهان بإيران، كل ذلك، يتقاطع مع تصريحات الوسطاء فى جولات البحث والتوصل إلى هدنة أو إيقاف الحرب، منها الوسيط الأساس، قطر، ومصر، ووسطاء شركاء من دول أوروبية والولايات المتحدة، وهو تراجع فى حماسة المتابعات السياسية والأمنية بين الوفود الإسرائيلية والأمريكية، ما أحرج الوسيط المثابر قطر، ويتردد وفق تسريبات سياسية وإعلامية بأنها - الدوحة- تعيد تقييم دورها كوسيط فى مفاوضات الهدنة، التى تصطدم بتعنت الموقف الإسرائيلى وتأييد الولايات المتحدة الأمريكية لما يريد السفاح نتنياهو، فيما تطلب حماس إيقاف الحرب على غزة أولًا وبالتالى دراسة ملف الأسرى والرهائن.
* الخبر فى صحيفة «حريت» ديلى نيوز
فى الإعلام التركى، تميزت أخبار تركيا الدبلوماسية، بالتركيز النوعى على خبر زيارة وفد حماس الرئاسية، وكتبت صحيفة حريات ديلى نيوز بعنوان: «أردوغان يلتقى بزعيم حماس فى إسطنبول»، ولفتت فى متن الخبر:
استقبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، السبت، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى إسطنبول وسط تصاعد التوترات فى الشرق الأوسط.
ووصفت «حريات»، واسعة الانتشار طبيعة الاستقبال الذى حظيت به قيادات حماس فى تركيا:.. وبدأ اللقاء فى قصر دولمة بهجة على ضفاف البوسفور بعد الساعة الثانية والنصف بعد الظهر بقليل (1130 بتوقيت جرينتش) واستمر نحو ساعتين ونصف الساعة.
حريات كشفت أن الاجتماعات تمت بحضور: وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس وكالة المخابرات الوطنية إبراهيم كالين ورئيس مديرية الاتصالات فخر الدين ألتون وكبير مستشارى أردوغان للسياسة الخارجية عاكف جاتاى كيليتش، وأنه جرى خلال اللقاء مناقشة وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة.
وعزت الصحيفة إلى أردوغان، قوله فى ردود على أسئلة الصحفيين يوم الجمعة، قبل الزيارة: «سنحتفظ بجدول الأعمال بيننا وبين السيد هنية» وقالت حماس إن الحرب فى غزة ستكون ضمن المحادثات.
قبل زيارته لإسطنبول، تتابع «حريات» أجرى هنية مباحثات مع وزير الخارجية التركى هاكان فيدان فى قطر، وكشف فيدان لاحقًا عن أن حماس ملتزمة بالعمل ككيان سياسى فقط بعد إنشاء الدولة الفلسطينية.
مرحليا، يبدو أن حركة حماس، قد تخضع لجولة جديدة من المفاوضات، بوجود الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، والوفد الإسرائيلى، فى محاولة من الأطراف الدولية للتقدم فى الحوار الرئيسى، بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلى، رغم أن حالة الترقب، قد تدفع إلى فشل جديد للمفاوضات، إذا ما لم تمارس الولايات المتحدة الأمريكية، ضغوطها على السفاح نتنياهو، لإيقاف الحرب على غزة التى دخلت شهرها السابع، والواضح أن التحول الأمريكى فى المرونة الدبلوماسية قد فقد تماما، إذا ما أشرنا إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، فى إيطاليا، على هامش اجتماعات مجموعة الدول السبع G7. وهى أدانت، حسب بلينكن، الهجوم الإيرانى غير المسبوق على إسرائيل، والذى لم يسبق له مثيل من حيث النطاق والحجم، لأنه كان هجومًا مباشرًا على إسرائيل من إيران؛ لأنها شملت أكثر من 300 ذخيرة، بما فى ذلك الصواريخ الباليستية. نحن ملتزمون بأمن إسرائيل. ونحن ملتزمون أيضًا بوقف التصعيد ومحاولة إنهاء هذا التوتر.
وأضاف بلينكن: ركزنا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن. ومن شأن وقف إطلاق النار هذا أن يسهل التوسع الكبير فى المساعدات الإنسانية. كما أنه سيسمح لسكان غزة بالعودة إلى الشمال، أولئك الذين نزحوا من الشمال. الشىء الوحيد – الشىء الوحيد – الذى يقف بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هو حماس.
بلينكن، قال حرفيًا حسب نص رسمى من الخارجية الأمريكية، حصلت «الدستور» على نسخة منه: «لقد تم رفض المقترحات (السخية) المقدمة من إسرائيل. ويبدو أن اهتمامها بالصراع الإقليمى أكثر من اهتمامها بوقف إطلاق النار الذى من شأنه أن يحسن حياة الشعب الفلسطينى على الفور. فهى تواصل تحريك أهدافها، وعلى العالم أن يعرف ويفهم، مرة أخرى، أن الشىء الوحيد الذى يقف بين وقف إطلاق النار وبين شعب غزة هو حماس».
واقعيًا، التسريبات الدبلوماسية، أن الآتى، جولة من المفاوضات النهائية، قد تبدأ بعد أعياد الفصحى اليهودية والمسيحية، فى وقت تنشط قيادات حماس فى إعلان موقفها من أى اتفاق لتبادل الأسرى والرهائن وهذا، ما قد يعيد التوتر والتصعيد، ردًا على استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة يوميا، ليس فى قطاع غزة، بل امتدت إلى الضفة الغربية والقدس.
نحو هدنة مفاوضات حاسمة
المؤشرات تؤكد، أن حماس لم يطلب منها مغادرة الدوحة، وأن قطر، معنية باستمرار دورها القوى، كوسيط عربى، دولى فى أدق مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، وما يتردد من إشاعات حول ترحيل حماس، ليس له أى أساس، ولا حقيقة لتواصل حماس الجدى مع أى بلد بشأن هذا الأمر.
.. ومن المهم القول إن الإعلام الإسرائيلى، يؤكد أن السفاح نتنياهو؛ فوّت فرصتين لصفقة تبادل، وتأكيد على ذلك، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن إسرائيل أهدرت هدنة وصفقة تبادل مع حركة «حماس»، فيما رئيس الحركة فى قطاع غزة يحيى السنوار يريد الصفقة، وعلل المحلل السياسى « ناحوم برنياع»، قائلا: إن هناك «إجماعًا لدى المئات من عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلى والشاباك ومجلس الأمن القومى، الذين يعملون منذ نصف عام فى قضية الأسرى الإسرائيليين، على أن السنوار يريد اتفاقًا لتبادل الأسرى».
ولفت إلى أن السنوار يريد الاتفاق بشروطه، وهو «لم يغير شروطه منذ شهور. ومقترح حماس الأخير الذى قُدم إلى إسرائيل كان ضمن الشروط نفسها. والسنوار لم يشدد مطالبه، وإنما يتمسك بها. وهذه شروط يصعب استيعابها، لكن حاليًا لا توجد حقائق أخرى متوفرة».
وأشار برنياع إلى أنه يصعب فهم منطق الحملة الإسرائيلية فى هذه الأيام تحت عنوان «حماس لا تريد صفقة». وأضاف «يبدو كأن الموساد ورئيسه دافيد برنياع، يقفون خلف هذه الحملة. لكن فى أيامنا لا يمكن استبعاد أن هذا سوء فهم، إخراج الأمور عن سياقها بالخطأ».
وتساءل: «ما جدوى إهدار وقت ثمين لرئيس الموساد ورئيس الشاباك ولواء فى الاحتياط (فريق المفاوضات) ومئات العاملين، إذا كان الجانب الثانى لا يريد صفقة».
وهذا ما يتوافق مع ما تردده الولايات المتحدة الأمريكية.
حماس تجدد الدعوة لانتفاضة فلسطينية
حماس تجدد الدعوة لانتفاضة فلسطينية، نتيجة استمرار الإبادة الجماعية والحرب على كل الشعب الفلسطينى، وفى بيان ليلة أمس، دعت حماس: لتنتفض الضفة وتشتعل كل الميادين ردًا على مجزرة الاحتلال فى مخيم نور شمس:
- نستنفر أبناء شعبنا الفلسطينى المرابط لإشعال المواجهات مع الاحتلال الصهيونى المجرم فى كل محاور المواجهات فى الضفة والقدس ردًا على المجزرة الإجرامية فى مخيم نور شمس بطولكرم.
- نؤكد أن الإجرام الصهيونى لن يجلب للاحتلال أمنا، وأن مقاومة شعبنا مستمرة جيلا خلف جيل حتى النصر والتحرير بإذن الله.
- ندعو أبناء شعبنا فى الضفة للالتزام بالإضراب العام اليوم الأحد.
.. بين الحراك السياسى والدبلوماسية، فى إسطنبول، قال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية: «إسرائيل» حتى اللحظة ورغم عشرات الجلسات لم توافق على وقف إطلاق النار وكل ما تريده استعادة أسراها ثم استئناف الحرب على غزة وهذا لا يمكن أن يكون، لافتا إلى أنه: فى الوقت الذى يتوقف فيه العدوان الإسرائيلى على غزة سيسود الهدوء الجبهات الأخرى المشتعلة فى المنطقة.
.. وأنه يجب أن تواصل محكمة العدل الدولية إجراءاتها لاتخاذ قرار لوقف المذبحة داخل غزة أولا ثم تقديم قادة الاحتلال الإسرائيلى بوصفهم مجرمى حرب إلى المحاكمة.
.. وفى مسار آخر، بدا لافتًا أن هنية، غير من بوصلة العلاقات، مع المجتمع الدولى، المنطقة والإقليم، فقال: نرحب بأى قوة عربية أو إسلامية إذا كانت تساعد شعبنا على التحرر لا أن توفر حماية للاحتلال.
.. تزامن ذلك، مع بيان لمجموعات «عرين الأسود» وهم؛ مجموعة مقاومين فلسطينيين ظهرت فى عام 2022 فى مدينة نابلس، من كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامى، وتتخذ من البلدة القديمة فى مدينة نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة) مقرًا لها-المجموعة قالت: نفذت مجموعات عرين الأسود طوال الفترة الماضية عشرات عمليات إطلاق النار فى الضفة الغربية دون إعلان وما زلنا مصرِّين أن تصمت البيانات وأن يترك الكلام للبنادق.
.. وأكدت فى بيانها: ندعو أبناء شعبنا فى الضفة الغربية والقدس والداخل والشتات للخروج والتكبير من على أسطح المنازل وفى أى ميدان، أسمعوا العدو أن شعبنا حى، وإن شعبنا كبارنا وصغارنا مع المقاومة مع الشهداء وأسمعوا تكبيراتكم لآلاف المجاهدين فى غزة القابضين على الزناد الذين دافعوا عن شرف أمة بأكملها.
كما دعت إلى النفير العام منذ اليوم الأحد، فى كل مدينة وقرية وفى كل نقطة تماس والله سنؤكل يوم تؤكل غزة لا سمح الله دعوا الخطابات وليكن القول فقط قول البنادق.
.. إذا حصل التحول فى الداخل الفلسطينى، الضفة الغربية والقدس، تكون مدلولات ومخاوف التصعيد قد ارتفعت، وهذا ما يجعل جيش الحرب الإسرائيلى الصهيونى، الكابنيت، يرتهن لقرارات السفاح نتنياهو، فى موجة إبادة فى رفع، مع تصعيد، ينذر بالخطر، باتجاه الجنوب اللبنانى، لكن عمليا، حسب تحليل لصحيفة» المدن» اللبنانية، أن تبلور صورة الوضع فى قطاع غزة، بانتظار نتائج المعركة هناك وكيفية انعكاسها على الداخل اللبنانى.
إن الحرب الدائرة والتى يمكنها أن تتوسع فى أى لحظة وبنتيجة أى حسابات خاطئة ستؤدى إلى قلب موازين القوى، ما سيثير إعادة التصعيد الإقليمى، من كل الأطراف.
.. قد، يكون من التوقعات، أن أردوغان، كان يدرك أن تلبية قيادات حماس لدعوته، أكبر دليل على استقرارها السياسى فى الدوحة، بعيدًا عن أى شائعات.
huss2d@yahoo.com
مدار الساعة ـ