مدار الساعة - برز التعليم الإلكتروني مؤخراً كنمط هام للتعليم في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم، ومنها المملكة. هذه الأهمية تأتي بالنظر لمواكبة هذا النمط من التعليم للغة العصر والمستقبل المتمثلة بالتكنولوجيا، ولاعتماده على حلول اتصال ووصول وأدوات تعليم وتعلم إلكترونية تحقق العديد من الغايات، التي تعمل مجتمعة كجسر لتحقيق الهدف الأشمل الرامي لإتاحة تعليم بمستوى نوعي دون قيود، وإعداد مجتمع يتحدث اللغة المعاصرة بطلاقة.
ولعل أهم هذه الغايات يدور حول ضمان التواصل العصري الفعال، وخلق علاقات تفاعلية بين المعلمين وكل من الطلاب وأولياء الأمور، وتشجيع التعليم التعاوني والعمل الجماعي بفضل ربط الطلبة ببعضهم البعض وبمعلميهم ومعلماتهم بسهولة أكبر وإن كانوا متباعدين في المسافات، إلى جانب تعزيز إمكانية الوصول للمعلومة التي يتم توصيلها بسرعة وكفاءة بقوالب تفاعلية أينما كان الطالب، وبأساليب أكثر تأثيراً ومتعة ومراعاة للفروق الفردية عما هو الحال مع التعليم التقليدي.
كل ذلك، إنما تتجلى نتائجه في التجويد المستمر لأداء المعلمين والمعلمات، والارتقاء الدائم في عمل القائمين على التعليم الإلكتروني بما يسهل العمليات التشغيلية ويحسن الإنتاجية، وهو ما يصب في صالح مسار الارتقاء المنشود بمخرجات العملية التعليمية في ظل الكفاءة في نقل المعرفة والتحول من أسلوب التلقين إلى الإبداع والإنجاز بالاعتماد على التقنية.
"جو أكاديمي"، وهي منصة المليون ونصف طالب، التي تعد الأكبر والأحدث للتعليم الإلكتروني التفاعلي في الأردن، والتي تولت منذ العام 2014 مهمة تقديم أفضل الحلول والأدوات التعليمية الإلكترونية غير المسبوقة لطلبتها من جميع مراحل التعليم، كانت قد عملت قبيل انطلاقتها على خلق البيئة الرقمية المواتية لنجاح هذا النمط من التعليم في الأردن. أسفر ذلك عن تحقيق مستوى عالٍ من التقدم والتحصيل الدراسي لقائمة طويلة من الطلبة، خاصة من خريجي الثانوية العامة، رافقه سطوع نجم نخبة من الكفاءات التدريسية الوطنية، والتي كانت قادرة على تجسيد إمكاناتها مع مساحة الإلهام والتحفيز التي تمتعت بها، إلى جانب الارتفاع في مستوى رضى أولياء الأمور عن الخدمات التعليمية وأداء الأبناء الدراسي.
في كواليس عملياتها، حرصت "جو أـكاديمي" على استكمال متطلبات وأدوات نظام التعليم الإلكتروني؛ حيث طورت منصة ذات مزايا، مع أدوات لإدارة التعليم التفاعلي والحصص المسجلة، وإدارة الوقت بما يلائم الطلبة، إلى جانب تطوير أدوات لإدارة التقييم والدعم الفني، كل ذلك أضيف للمحتوى التعليمي المتميز، والذي وفرت أدوات لإدارة مصادره الشاملة المبنية على أسس علمية.
انطوت هذه العملية ولا تزال على مساحة كبيرة من الجهد الذي شمل التعليم الرقمي لكافة مستخدمي منصة "جو أكاديمي"، ليس فقط بالنسبة للطلاب، إنما أيضاً لكل من أولياء الأمور والمعلمين والكوادر الفنية القائمة على تسيير العملية التعليمية أيضاً.
وفي هذا السياق، فإن "جو أكاديمي" لم تتوانَ عن تخصيص العديد من الخدمات التي تقدمها للطلاب، من أجل إثراء معارفهم ومهاراتهم الرقمية، لزيادة كفاءة استخدام الأجهزة الإلكترونية والتعامل مع البرامج والتطبيقات والبحث عبر الإنترنت وتقييم مصادر المعلومات والتفاعل مع الوسائط بشكل آمن ومسؤول، ومنها خدمات الإرشاد والتوجيه للاستخدام الفعال وللتوعية الرقمية العامة من خلال المواد التثقيفية المتنوعة عبر المنصة، إلى جانب خدمات الدعم الفني المباشر عبر مراكز الاتصال وتطبيق الهاتف المحمول. الأمر كان سيان بالنسبة لخدماتها المقدمة لأولياء الأمور الذين توفرت لهم المساحة للمتابعة الأسلس لأبنائهم.
أما على صعيد إثراء مهارات وقدرات الكادر التدريسي المؤلف حالياً من 450 معلماً ومعلمة؛ فقد خصصت "جو أكاديمي" باقة من خدمات الدعم المقدمة لهم على يد فنييها وتقنييها وموظفيها المتفانين لتوفير مقومات نظام المدارس الافتراضية وحوسبة التعليم المتميز، والذين يضطلعون بعمليات التدريب المتواصل على مهارات استخدام الحاسوب والإنترنت والتعليم عن بُعد، فضلاً عن التدريب على المهارات التعليمية المختلفة للمعلمين المنضمين للمنصة، وذلك بما يسهل العملية التدريسية.
وقد أحدثت هذه الخطوة تطوراً مهنياً كبيراً ومستمراً لدى معلمي ومعلمات "جو أكاديمي"، مما جعلهم أكثر كفاءة وقدرة على تنويع أساليبهم التدريسية والارتقاء بطرق توصيل المعلومة للطلاب بالاستفادة من المحتوى الشامل والمتنوع، مع تمكينهم من تحديد تحصيل طلابهم ومدى تحقيق أهدافهم التعليمية، والحصول على بيانات واضحة وموثوقة للتحليل واتخاذ القرارات التعليمية، فضلاً عن تحقيق الاستفادة الكاملة من المحتوى والارتقاء بطرق توصيل المعلومة للطلاب.
هذه التحولات، لم يكن لها أن تكون لولا دأب "جو أكاديمي" على تمكين العاملين لديها من مختلف التخصصات، والذين يلعبون دوراً في ضمان التشغيل السلس للمنصة وتقديم الحصص ابتداءً من تصويرها وتسجيلها ومعالجتها وبثها عبر استوديوهاتها، من خلال عمليات التأهيل والتدريب والتعليم على المهارات التقنية والفنية وغير الفنية اللازمة لإدارة المنصة بكافة تفاصيلها، ولتطويرها المستمر، وتوفير الدعم للمستخدمين، الأمر الذي يضاف لإنتاج المحتوى المخصص للبث والتسجيل.
ولأن طموحاتها لا حد لها في ما يتعلق بتوسيع نطاق توفيرها للتعليم الإلكتروني المتميز لجميع الطلاب بالاستفادة من قاعدتها التكنولوجية وخبرتها الطويلة، وهو المنطوي على توسيع نطاق الشمول بالمعرفة الرقمية، فقد كرست "جو أكاديمي" جهودها ووظفت إمكاناتها لمساعدة المدارسة الخاصة في المملكة في توجهاتها نحو رقمنة التعليم لديها، برفدها بالحلول والأدوات التي تسهل عليها بناء وامتلاك قنوات عصرية تجمع الطالب والمعلم وولي الأمر ضمن منصة واحدة خاصة بكل منها، مع رفدها بخدمات مساندة للعمليات التشغيلية، عبر باقة حلول التعليم الإلكتروني الموجهة للمؤسسات الأكاديمية الخاصة، "جو أكاديمي أعمال".
وتطمح "جو أكاديمي" لمواصلة العمل على تعزيز المعرفة الرقمية بالتوازي مع عملها على نشر التعليم الإلكتروني المتميز، لما لذلك من دور في دعم الاستدامة من خلال تمكين الأفراد وبناء قاعدة معرفية قوية في المجتمع في ظل الانتشار المتسارع للتقنية في عصر الذكاء الاصطناعي.