أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: الأردن وحسابات المواقف


د. عبدالباسط محمد الزيود

الزيود يكتب: الأردن وحسابات المواقف

مدار الساعة ـ
زار وفد من حماس أمس تركيا و قبلها زار هنيّة إيران و يُفهم من الزيارتين أن حماس ترى أن الموقفين التركي و الإيراني يستحقان الشكر و الإشادة في موقفيهما ، بمعنى ما ، من العدوان على غزّة ، و قد قدّم هنيّة الشكر علناً لإيران ، قبل فترة وجيزة ، و ترحّم على خامئني فيها لموقفه و الثورة من القدس الشريف !.
أعتقد ان هذين الموقفين من الدولتين يعكسان بشكل كبير سياسة الحركة ، و مشايعيهما في الأردن ، و طبيعة فكرها الانتقائي و الانتهازي بآن ؛ و إلا كيف نفسر هذه الزيارة لوفد الحركة ، في ظل حركة شحن كبيرة تقودها تركيا نحو إسرائيل و بالأرقام المتوفرة في منصة Marinetraffic، التي تفيد بأن 253 سفينة شحن توجهت من تركيا إلى الموانئ الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، هذا قبل أكثر من شهرين من الآن و الحركة بازدياد منذ تلك الفترة ، فضلاً عن أن تركيا استقبلت الرئيس الإسرائيلي بحفاوة بالغة ذات شتاء قريب ، صمت عنها الرقيب الديني عندنا من الإخوان ، و لم يصدر عنها ، أي تركيا ، إلا مواقف إعلاميّة مستهلكة دون أدنى فعل سياسي إتجاه غزّة !.
و على الجانب الإيراني الآخر ، لم يقدّم الإيرانيون سوى بضع تصريحات إعلاميّة كلاميّة فقط ، و ليتهم اكتفوا بها ، بل لقد قدّموا خدمة جليلة لنتنياهو بالضربة الاستعراضية التي وجهوها لإسرائيل ، تمثلت بحصول نتنياهو على الضوء الأخضر من الأمريكان لاجتياح رفح في مقابل رد باهت منه ، لم يعلن عنه رسمياً جرى لاحقاً ، على الإيرانيين ، و اللافت في الموقف الإيراني أن ضربته تلك لم تكن بدافع من الرد على المجازر في غزّة و لم تكن ، أيضاً ، بدافع من الرد على قصف القنصلية الإيرانيّة في دمشق و إنما لإسكات الداخل الإيراني من جهة ، و تحريض الداخل الأردني على الدولة بادعاء أن الأردن منع وصول المسيّرات و الصواريخ إلى إسرائيل من جهة أخرى ، و قد استمرّ هذا التحريض حتى بعد مقابلة وزير الخارجية الأردني لوزير الخارجيّة الإيراني مؤخراً ، و كان آخر هذه التصريحات التحريضية قد ورد أمس على لسان نعيم قاسم ، نائب الأمين العام لحزب الله ، إذ قال " لم يكن من اللائق أن تساند دول عربيّة الاحتلال بصد الهجوم الإيراني "، الذي لم يستخدم الأراضي اللبنانية و السوريّة المحاذية لإسرائيل و اختار سماء الأردن في ملحظ يدل دلالة واضحة على موقف عدائي من الأردن !.
في حين لم يحظ موقف الأردن ، المساند للضفة الغربية و غزّة على الصعيدين السياسي و الإغاثي ، بشكر من الحركة أو من مقاولها في الأردن ، من الذين تقمصوا دور المقاومة ، بل جوبه موقفها بالتشكيك الضمني مرة و العلني مرة أخرى ، و لا يحتاج ذلك لدليل ؛ إذ تكفي نظرة رائية إلى اليافطات و الأعلام و الصور المرفوعة و الهتافات الصادحة بالتنديد بجسر بري مُخْتَلق لا يوجد أي دليل علمي و واقعي يسنده ، في حين صمتوا عن جسر بحري تركي مسنود بالأرقام على المنصة أعلاه و احتفوا بالضربة الإيرانية القويّة جداً و كأنها قادت إسرائيل لوقف الحرب ، فهل يوجد انتهازية أكثر من هذه المواقف ؟!.
مدار الساعة ـ