أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: إسرائيل و ايران والصلح الصعب


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: إسرائيل و ايران والصلح الصعب

مدار الساعة ـ
لقد رغبت إسرائيل في ضربتها الأخيرة لأطراف مدينة أصفهان الإيرانية بحجم " الألعاب النارية " بتوصيل رسالة لأيران تدعوها للصلح و لنسيان الماضي القريب بعد قصفها للقنصلية الإيرانية في دمشق و التسبب في قتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني المهمين في التخطيط اللوجستي العسكري المناهض لإسرائيل ، علما بأن سوريا حاضنة العمل الأستخباري الإيراني ، و رغم احتلال إسرائيل لجولانها ، و رغم قصف دمشق و الأراضي السورية من قبل إسرائيل عدة مرات واختراق سيادتها في وضح النهار و في عتمات الليالي ، الا أنها ، أي سوريا ليست في حالة حرب مع إسرائيل و لا في حالة سلام ، و لا تخطط لإعادة الجولان بقوة السلاح ، أو على طريقة القومية العربية – عبد الناصر و حافظ الأسد " ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة " .
و سبق لإسرائيل أن عرضت الجولان – الهضبة العربية السورية أكثر من مرة على سوريا في زمن جيمي كارتر و بيل كلينتون و اسحق رابين و يوفال رابين و أوردوغان ، لكن الرئيس حافظ الأسد و ابنه الرئيس بشار الأسد رفضا العرض لرغبتهما ومن زاوية قومية بعودة الجولان من دون شروط إسرائيلية بسبب الأحتلال له و لباقي الأراضي العربية عام 1967 .
و لا أستغرب أن ترسل ايران في الزمن القريب القادم " الحمام الزاجل " ليحمل رسائل لإسرائيل تؤكد موقفها الثابت و الصارم المواجه و المناهض لأحتلالها لفلسطين و القدس و لأراضي العرب . و إسرائيل المحتلة و الممارسة للإستيطان و العدوان و لجريمة الحرب و الإبادة و بطريقة نازية هتلرية على أرض فلسطين و العرب تتمسك بخط هجومي غربي – أمريكي بقيادة حلف " الناتو " و القطب الواحد . و ايران باقية ثابتة على موقفها و أيدولوجيتها الصفوية – الشيعية ،و هلالها ، لتثبت بأنها قوة إقليمية راسخة . و هي واحدة من أقطاب العالم المتوجه للمساهمة في تشكيل عالم متعدد الأقطاب الذي تقود توجهه روسيا الاتحادية ، الى جانب الصين ، و الهند ، و كوريا الشمالية ، و أفريقيا وسط شرق و جنوب العالم ،و هو المبقي للباب مواربا للغرب لدخول تعددية الاقطاب طوعا . و المعروف هو بأن في بقاء احادية القطب استمراية للحرب الباردة و سباق التسلح ، و توسع رقعة الحروب ، و في تعددية الاقطاب تجذيف صوب التنمية العالمية الشاملة من دون حرب باردة ، و من دون سباق تسلح ، ومن دون حروب .
وجود ايران و حضورها الإقليمي مهم جدا وسط الشرق الأوسط ، تماما كما وجود روسيا الاتحادية ، و الصين الشعبية ، و الهند ، و كوريا الشمالية ، و أفريقيا على المستوى العالمي . و الشرق أصبح ميزانا راجحا لهيجان سياسات الغرب . ووجود إسرائيل وحتى منذ تأسيسها عام 1948 عبثي تخريبي ، لا يؤمن بحقوق الغير من العرب ، و يمارس الأقصاء بقسوة غير مشهودة . و لا يحترم السلام الذي وقعه العرب معها بين عامي 1979 و 2020 مرورا بعام 1994 . وكا ربحت إسرائيل حربين كبيرتين 1948 و 1967 ، خسرت مثلهما عامي 1968 و 1973 .
و العرب يملكون المصادر الطبيعية الوفيرة و السلاح المتطور كذلك ، لكنهم لا يملكون الوحدة التي ناداهم اليها ملك العرب و شريفهم الحسين بن علي طيب الله ثراه ابان ثورة العرب الهاشمية الكبرى التي قادها عام 1916 . و ايران أكبر داعم لحركات التحرر العربية التي تحترمها روسيا ، و تملك ايران السلاح الكافي لدخول أي حرب اقليمية كبيرة قد تندلع وحتى من دون السلاح النووي ، وهي ليست وحدها في ميدان السياسة و العسكرة ، و روسيا و الصين الى جانبها دائما .
أكبر مشكلة تواجه العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 و تشكيل الأمم المتحدة و بعد ذلك مجلس الأمن لكي يتم لجم الحروب ، و الحرب الباردة و سباق التسلح ، هي ازدواجية معايير الدول الأعضاء فيها و فيه مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب و شمال الغرب عموما .و أكبر دول ميزان العالم هي روسيا الاتحادية، و الصين الشعبية ، و ايران . و ان أوان تغيير قواعد مجلس الأمن و توسيع شبكته دوليا ليستتب الأمن في العالم ، ولتسود العدالة . و الحروب تقود لغيرها من الحروب ، و السلام يقود للتنمية أكيد . ولا حاجة للعالم لحرب ثالثة مدمرة للبشرية و الحضارات . و لم يثبت العلم وجود حياة للبشر في الكواكب الأخرى و القريبة منها ،وفي هذا دعوة للمحافظة على كوكب الأرض " بيت البشرية جمعاء " .
تملك إسرائيل السلاح المتطور و ترسانة نووية ، لكن المقاومة العربية ومنها الفلسطينية أثبتت بأنها أقوى منها على الأرض ، ليس بحكم امتلاكها للسلاح الخفيف ، و لكن لامتلاكها للحق و الشرعية ، و الأرض ، و القضية العادلة . و ايران ومهما قيل عنها بأنها معادية للعرب و ليس لإسرائيل ، الا أن دورها التحريري وسط العرب مهم ، عبر تزويد العرب بالسلاح و ترك قرار الحرب لهم . و رغم شرعية المقاومة العربية ، و في مقدمتها حماس ، و التنسيق الدائم مع ايران ، الا أن قرار السابع من أكتوبر2023 ورغم أنه مشروع دفاعا عن الأقصى و عن مسيرة نضال فلسطيني و عربي عمرها 75 عاما ، الا أن قرار الرصاصة الفلسطينية الأولى ومع خالص الاحترام لم يأخذ بعين الاعتبار تواجد المقاومة الفلسطينية وسط سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم أكثر من مليوني نسمة . و لا ردة فعل إسرائيل النازية .
و جريمة الإبادة الإسرائيلية التي وصل رقمها المرعب الى أكثر من 34 الف شهيد فلسطيني من الأطفال و النساء و الشيوخ في فترة زمنية قصيرة لم يحسب حسابها بدقة . و إسرائيل التي بالغت في ممارسة القتل العمد ، الأصل أن تعاقب قانونيا رغم تحججها بمقتل أكثر من الف يهودي عسكري و مستوطن مسلح ، و أسر غيرهم مؤقتا . و المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائلية يفوق تعدادهم عشرة الاف انسان . و إسرائيل مطالبة بعدم استفزاز ايران و تجريب صبرها ، في وقت خسرت فيها سمعتها دوليا ، وهي المحتلة و ناشرة للإستيطان و المدمرة لحاضر و مستقبل شعب جبار مناضل مثل الفلسطينيين أهلنا ، أصحاب الأرض ، و القضية العادلة .
على إسرائيل الاحتلالية أن تعرف ، و هي كما أخالها تعرف ، بأنها لا تملك حق الوجود في الاراضي الفلسطينية و العربية ، و لا تملك حق الدفاع عن النفس ، و لا الهجوم . وعليها كما راعيتها غير العادلة أمريكا الالتزام بقواعد القانون الدولي . و اذا كانت الصهيونية مهدت الطريق أمامها عبر الأمم المتحدة عام 1947 للتواجد في فلسطين ولكي تتوسع ، يترتب عليها اليوم قبل أي يوم قادم الأعتراف بحقوق الفلسطينيين و العرب ، و بقيام دولة فلسطين و قدسها بكامل عمقها الإسلامي و المسيحي ، أو تحزم حقائبها و ترحل.
مدار الساعة ـ