افشل الفيتو الأميركي قبل أيام في مجلس الامن الطلب الفلسطيني والذي قدمته الجزائر، الاعتراف بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة بالرغم من اعلان الإدارة الأميركية مرارا قبول حل الدولتين، وبالرغم من موافقة وتاييد معظم متحدثي الدول في مجلس الامن، ما عدا ممثل إسرائيل الذي حذر أعضاء المجلس من الاقدام على ذلك.
اصبح واضحا للعالم كله، ان دولة الاحتلال الإسرائيلي ليس لديها مشروعا للسلام مع العرب وترفض علنا ورسميا مطالب الفلسطينيين والعالم باقامة دولة فلسطينية في المناطق المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات مجلس الامن 242 و338 ،كما اتفق عليه في اتفاق اوسلو ، (والتي افشلتها إسرائيل) ،وكما جاءت في المبادرة العربية السعودية للسلام لعام 2002 ،
حيث عملت إسرائيل منذ عقود على إشاعة طقوس وثقافة دينية توراتية هي حق إسرائيل التوراتي بالاراضي المحتلة( يهودا والسامرة) في الضفة الغربية والقدس وساهمت حكومات اليمين الديني الحاكم على زراعة المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية( مناطق ج) وصعبت حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال لتهجيرهم وطالبت بطرد الفلسطينيين منها واصبحت المستوطنات عائقا امام تحقيق السلام العربي الاسرائيلي وحل الدولتين.
اليوم بعد مرور اكثر من 6 اشهر على صمود مقاومة اهل غزة وخسارة إسرائيل لسمعتها الأخلاقية كدولة ديمقراطية حديثة لا تحترم حقوق الانسان، وبعد صحوة الراي العام العالمي المفاجئة الواسعة الغير مسبوقة التي غيرت مواقف الدول تجاه فلسطين، وبروز الهوية الفلسطينية الوطنية في الشتات والداخل، وانكشاف الحقائق على جرائم الإبادة والتطهير العرقي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وانكارها البشع لحقوقه الوطنية التاريخية والإنسانية،
حيث قدم واثبت الشعب الأردني والدبلوماسية الأردنية التي قادها الملك عبدالله الثاني انموذجا ناجحا ومتميزا في الدعم السياسي واللوجستي والتضامن العربي والدولي والإنساني للشعب الفلسطيني الذي اثر وغير في الراي العام الدولي، بدات شعوب العالم الحر ودول عالمية وعلى راسها أوروبا ( اسبانيا وايرلندا) والولايات المتحدة ودول إسلامية وعربية تطالب بحل الدولتين على ارض فلسطين دولة فلسطينية وأخرى اسرائيلية ، واعتبرته اساسيا لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي.
اليوم بدا المارثون للاعتراف بالدولة الفلسطينية دولة كاملة العضوية ، وهي الخطوة الأولى في مسار طويل وصعب والذي يتطلب نهجاً جديدا متعدد الأوجه يتضمن بعض الجوانب السياسية، الدبلوماسية، والقانونية،
لعل ابرزها ارغام دولة إسرائيل اليمينية الدينية المتغطرسة المحتلة لفلسطين على الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية حول انهاء الاحتلال وبحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية وحقه بتقرير المصير على ارض فلسطين، وابرزها بنفس الاهمية إقناع الولايات المتحدة القوة الأعظم في العالم والحليف الأول لإسرائيل سياسيا واقتصاديا وعسكريا ،بعدم الانحياز الاعمى لاسرائيل،ولعب دور المدافع عن مفاهيم وقيم الشرعية الدولية وحقوق الانسان بالحرية والاستقلال التي تتجانس مع القيم الاميركية .
فيما يلي خطوات وخارطة طريق مقترحة لتحقيق هدف الاعتراف الدولي بدولة فلسطين تتناول هذه الجوانب:
. تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية
توحيد الفصائل الفلسطينية المختلفة تحت رؤية مشتركة للدولة.
تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع أطياف الشعب الفلسطيني.
. تطوير البنية التحتية والمؤسسات الوطنية
بناء مؤسسات قوية قادرة على إدارة الدولة وخدمة المواطنين.
تعزيز الاقتصاد الوطني وتطوير البنية التحتية الأساسية.
. الدبلوماسية وبناء العلاقات الدولية
. العمل مع الأمم المتحدة
تقديم طلب رسمي لعضوية كاملة في الأمم المتحدة.
العمل على تلبية المعايير المطلوبة للعضوية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة. حيث يتطلب الامر موافقة 9 دول من مجلس الامن وعدم وجود فيتو من الدول الخمسة الكبار وموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على الطلب الفلسطيني .
. كسب الدعم الدولي
إطلاق حملات دبلوماسية لكسب دعم الدول الكبرى والدول النامية. حيث تساهم الأردن بدور كبير في هذا الجانب
التركيز على الحقوق القانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني.
. تعزيز الحقوق والمشاركة في المنظمات الدولية
المشاركة في المنظمات الدولية والإقليمية كعضو مراقب أو عضو كامل حيثما أمكن.
استخدام هذه المنصات لتعزيز القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
. تسوية النزاع مع إسرائيل
التوصل إلى حل مقبول للنزاع مع إسرائيل يضمن الحقوق والأمن لكلا الشعبين وهو امر صعب للغاية. ولكنه ليس مستحيل مع المستجدات في العالم.
السعي لتحقيق حل الدولتين بدعم من المجتمع الدولي.
. تعزيز الدعم الشعبي والمجتمع.
.المتابعة القانونية والتحكيم الدولي
استخدام الوسائل القانونية والتحكيم الدولي لحماية الحقوق الفلسطينية والمطالبة بالاعتراف الدولي.
اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وغيرها من المنتديات القانونية لطرح القضايا المتعلقة بالأراضي والسيادة.
. التعاون مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية
بناء شراكات مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني لتعزيز القضية الفلسطينية.
استغلال هذه الشراكات لنشر الوعي وكسب الدعم الدولي.
تفعيل الدور الشبابي وتعزيز المشاركة النسائية
. تبني استراتيجية إعلامية موحدة
تطوير استراتيجية إعلامية شاملة لعرض القضية الفلسطينية وأهمية الاعتراف بالدولة.
استخدام الوسائط المتعددة والمنصات الرقمية للوصول إلى جمهور عالمي.
. تعزيز الشفافية والحوكمة
. تحقيق الاستقرار والأمن
بناء قدرات أمنية قادرة على حماية الدولة والمواطنين، مع الحفاظ على السلم والاستقرار.
التعاون مع الجيران والمجتمع الدولي لتعزيز الأمن الإقليمي.
إن نجاح خارطة الطريق هذه يعتمد بشكل كبير على توافق الفلسطينيين على رؤية موحدة للمستقبل والعمل الجاد والمستمر نحو تحقيق الأهداف المشتركة، بعد ان قدم الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء من اجل ابقاء القضية الفلسطينية حية في الوجدان العالمي مع التركيز على بناء علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي واستثمار الموقف الإيجابي للراي العام العالمي لارغام الدول العظمى ودولة الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للشرعية الدولية وحقوق الانسان والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني..