جملة من الخلاصات التي يمكن الخروج بها من صمود ابناء قطاع غزة كل هذه الشهور ، وهي خلاصات لو تم توظيفها على مستوى الأمة، لتغير حالها نحو الأفضل . ولتحقق هدف التحرير.
اول هذه الخلاصات:ان الحصار لايكسر ارادة المحاصرين، ولايعدمهم الوسيلة لتحقيق اهدفهم، بدليل ان قطاع غزة الذي عانى لسنوات طويلة من الحصار المطبق عليه برا وجوا وبحرا ، هوالذي كسر أراداة محاصريه، فصار القطاع انشودة الحرية والانعتاق على مستوى البشريه، وصار محاصروه هم المحاصرون بلعنات الشعوب وغضبها.وقبل ذلك بشبح الهزيمة.
الخلاصة الثانية من خلاصات صمود غزةهي:ان قلة الأمكانيات ليست عذرا لاحد، وليست سببا للتقاعس عن أداء الواجبات، واهمها دفع الاذى والظلم والعدوان، بشرط حسن توظيف الامكانيات مهما قلت،لذلك كلف الله المؤمنين بالاعداد جهد الطاقة لا فوقها، بقوله تعالى (واعدوا لهم مااستطعتم من قوة ورباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) ، وفي القرأن الكريم أيضا لا (ان الله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ، ولم يكلف الله أحدا فوق طاقته، ولم يكلفه بكل شئ، بل أوجد له اعذارا حتى في العبادات المفروضة، ان حال بينه وبينها حائل من مرض اوسفر اوعدم استطاعة مالية، على ان يأخذ بالاسباب.
لقد استوعب أبطال قطاع غزة،هذه القاعدة الفقهية،وهاهم يواجهون واحد من أكثر جيوش العالم امتلاكا لأحداث الأسلحة، مدعوما بأقوى الأساطيل الجوية والبحرية والقوات البرية من اعتى جيوش الغرب، ومع ذلك فانهم ينتصرون على ذلك كله باسلحة بسيطة،هي جهد استطاعتهم، لكنهم أحسنوا توظيفها.
الخلاصة الثالثة، وهي مبنية على الخلاصة الثانية، فقد اثبت معركة طوفان الأقصى وماتلاها، ان العنصر البشري هو العنصر الحاسم في صناعة النصر، شريطة ان يكون هذا العنصر مؤمن بقضيته، معد إعدادا عقديا نفسيا بصورة كاملة، عندها يقتحم اعتى المخاطر دفاعا عن قضيته، وهو بالضبط مايغعله ألابطال في قطاع غزة، حيث يفر أمامهم جنود العدو المدجحين بأحدث الأسلحة وبأهم أدوات الوقاية، لكنهم يفرون امام مقاتل حافي القدمين يحمل سلاحا خفيفا، لأن هؤلاء الجنود في غالبيتهم لايؤمنون بقضية، كما هم أبطال المقاومة في غزة، وهنا يفعل صراع الاردات فعله لصالح صاحب القضية المؤمن بها.لذلك فان الاعتماد على العنصر البشري المعد إعدادا كاملا من الناحية العقدية، والمعبئ معنويا هو الشرط الأساسي لانتصار اي جيش، لأنه في كل حرب لابد من الوصول إلى مرحلة يتم فيها تحيد الكثير من الأسلحة الثقيلة كالطيران و المدفعية، عندما يلتحم الأفراد ببعضهم لتكون الغلبة للاكثر ايمنا وثباتا، وليس للكثير سلاحا لا يملك صاحبه روح التضحية.
الخلاصة الرابعة هي ان المقاومة في غزة اثبتت انها ولادة للقيادات،لذلك لم تتأثر بقافلة الشهداء القادة من أبنائها بل زادت قوة على قوة، وحضورا على حضور، وسر ذلك ان أبنائها يتنافسون على تحقيق اهدافها، لا تحقيق المغانم بسببها، ومثل هؤلاء الأبناء هم الذين يبنون الدول والمجتمعات،و يحافظون عليها.