للأسف أصبحنا أصحاب المهنة والاختصاص والعلم نشاهد الكثير من الدخلاء المزيفين على مهنة الصحافه والإعلام حيث يطلقون على أنفسهم لقب "إعلاميون أو صحافيون"، وهم من خارج سرب الوسط الصحفي والإعلامي دون علم أو دراية أو كفاءة أو خبرات بكل أسف سواء عبر الوكالات الإخبارية الإلكترونية أو التلفزة أو الحسابات الخاصة لسوشيال ميديا التي أصبحت معظمها، تجارية بحتة، هدفها التجارة والإعلانات والمصالح الخاصة و التسلق لغايات ذاتية ضيقة باتت معروفة جيدا، ونحن أصحاب الإختصاص نعلم أنه أصبح عبر تطبيقات منصات التواصل الإجتماعي أو بعض قنوات التلفزة والخارجية منها ليست رسميه وليست مرخصة بشكل قانوني ويتم تعيينهم أو تطوعهم حسب المحسوبيات أو العشق الممنوع، من بعض أصحاب المال الذين يعتبرون المهنة عبارة عن بقالة لتحقيق مآرب منها علاقات بزنس أو علاقات خاصة وضاع الصالح في عروة الطالح، حيث بتنا نعرف أشخاصا ليس لديهم أي نوع من الثقافة يقولون عن أنفسهم "إعلاميون" ويلقبون أنفسهم بلقب "الدكتور" وهي شهادة فخرية تؤخذ من جمعيات وهمية وغيرها الكثير من أساليب الحفتلة و ما شابه، فبتنا نرى ونشاهد المنشورات الغريبة التي ليس لها اي مفهوم، أو لتلميع بعض المسؤولين اللاهثين وراء الشهرة أو المناصب أو اي غاية مقابل مصالح شخصية أو مبالغ مالية!
وقد لا يخلو الأمر أحيانا من الأخطاء وليس في ذلك حرج
والأدهى أنهم منحوا أنفسهم لقب الصحفي أو الإعلامي، وهذا أمر خطير على مهنة الإعلام ، وعلى الإعلاميين والصحافيين المخضرمين المحترفين الذين تم إستبعادهم وجعل الأرض خصبة أمام نماذج الإعلام الرقمي (الإلكتروني)، الذي طغى على حقول الإعلام المختلفة، وأصبح بمقدور أي شخص أن يظهر في وسائل التواصل الإجتماعي لينقل خبراً سريعاً أو عاجلا يعلق على حادثة ما وبعضهم أصبح ينتقد التشريعات النقابية بكل جرأة و سذاجة و هو ليس مؤهلاً أمام مهنية الوسط الصحفي وبكل أسف، يسمي نفسه إعلامياً، أو صحفياً وبكل أسف أن المؤسسات الرسمية صاحبة الإختصاص تشاهد و تتابع ما يجري وهي صامتة دون أن تتحرك لوضع حد لهذه النوعيات التي أثرت على هذه المهنة العظيمة.
بكل أسف وحزن يجدون لهم طابوراً خاصآ من المؤيدين والمشجعين والمسحجين وربما من المستفيدين لغايات كلنا نعرفها في حين أن الأمر الذي من شأنه أن يعد تدخلاً سافراً في إختصاص الإعلاميين والصحافيين الذين يمارسون الإعلام كمهنة شريفة شاقة وعمل يومي متعب وتعد السلطة الرابعة وهي سلطة رقابية من أهم السلطات في الأوطان فكلنا نعرف أن الإعلام من أهم ركائز الأوطان في جميع دول العالم.
لقد تجاوزت بعض القنوات كل الحدود، وخرج كثير ممن يدعون أنهم من الاعلاميين خارج حدود النص الأدبي والأخلاقي والذوق العام للمجتمع، إذ يرون طرحهم مجديا وهاما وأصبح بعضهم يكتبون مواد لا يمكن تسميتها إعلامية بحال من الأحوال، فهي لا تتفق إطلاقاً مع المعايير الأخلاقية و الإجتماعية و المصداقيه والفنية والمهنية، وبكل أسف مؤسسات التخصص صامتة وبعضهم يعدها ضعيفة بسبب بعض من الأساتذه أو القيادات، فالمشرع والقائد كما درسنا يجب أن يكون مسؤولا قياديا صارما ذو اختصاص اصيل في مجال الإدارة ولكن ما نشاهده بكل أسف أن بعض القيادات ضعيفة وبسبب ضعفها دمرت مؤسساتنا و أمالنا.
في حين عندما يكون بعض القيادات ضعفاء ينعكس عمل المصلحة العامة ويضيع مصلحة جيش كامل من الصحفيين و الإعلاميين الزملاء الذين حقوقهم أمانة في أعناقهم و بكل أسف وحتى حقوق زملائنا ضائعة والمتوفين رحمة الله عليهم ضاعت و حق ابنائهم كذلك بسبب سوء الإختيار لإنتاج بعض من القادة ضعفاء دمروا أفضل مهنة من مهن الوطن الشريفة ومؤسساتها و معظم حقوق الزملاء، لقد ضاعت أمالنا ولكن علينا أن نتحد و نقف لهؤلاء بالمرصاد و أن نكون حماة لتخصصنا و نقابتنا فنحن حماة للوطن ولا نسمح لأي ضعيف أن يكون قائدا علينا كان من كان.
يكفي حقوقنا ضاعت بعكس حقوق جميع نقابات الوطن الذين عددهم بالآلاف ونحن ما يقارب 1500 عضواً و جلهم أوضاعهم المالية صعبة وبدل أن تكون نقابة الصحفيين خمس نجوم لأبنائها و منتسبيها الأحرار الذين هم الجيش الثاني للدفاع عن الوطن بكل أسف قد ضاعت حقوقهم.
و أنني أكتب مقالتي هذه للتأشير ومعرفة من يستحق لقب إعلامي أو صحافي!!! ويحمله بجدارة تنسجم مع البيئة الإعلامية الجديدة، وخاصة الإلكترونية، فقد غدا مصطلح الإعلامي والصحافي فضفاضاً، وأصبح الأمر محيراً بين أصحاب الإختصاصات وسط حالة ذهول كبيرة بين جميع الأطياف، فهل يستحق من يمارسون العمل الإعلامي، ويتخذون الإعلام مهنة لهم بطريقه إحترافية منظمة، وضمن خطواتٍ محددة مبنية على تعليم وتدريب معينيين ، و بطريقةٍ أخلاقية، تبعاً للقوانين أو الآداب و الأخلاقيات التي تلزمه بها مهنته، أم إن المصطلح يطلق على كل من ينشر خبراً أو محتوى أو يبث مقطعاً أو يصور مشهداً في التيكتوك أو الأنستا أو الفيس أو ما شابه من هذه التطبيقات ويطلق عليه إعلامي، هل هذا ممكن على التيكتوك أو جميع تطبيقات السوشيال ميدا لا تستغربون أن يتم التشريع لهم بنقابات يُطالبون بها؟؟ .
لست ضد هذه المهنة النبيلة التي تصنف من الوظائف الشاقة و المشرفة التي تضم أبناء الوطن من الشرفاء وأصحاب العلم والدراية الذين ترفع لهم القبعات أساتذة نجلهم جميعاً ولي الشرف أن أنتسب لهذه المهنة و أدعو إلى إعادة النظر والتدقيق و التمحيص بأخلاق وأمانة وصدق ومخافة الله قبل كل شيء في نشر الخبر الصادق دون تجارة أو احتيال أو مآرب أخرى و ما شابه، فالتاريخ يسجل علينا أن يكون تاريخنا طاهراً في هذا العمل الطاهر وسنسأل عنه يوم البعث العظيم .
وأحيانا قد يضطر الصحافي الشريف للتنقل من مكان لآخر للحصول على معلومة ما، أو لتغطية فعالية ما على حسابه الخاص، وأحيانا قد يطاله الظلم من قبل مسؤول متنفذ نتيجة لما كتب من حقائق أثارت الرأي العام، فهؤلاء ترفع لهم القبعات و لما خطت أياديهم من كلمات، عبرت عن كبد الحقيقة و زفرات الواقع المرير الذي نعيشه، ولبعضهم الآخر المزيف الخزي والعار لما لطخت أياديهم بأكل الحرام ولوثت بصماتهم بها قدسية الوطن والمهنة.
التساؤلات كثيرة في ظل حالة الشطط التي اختلط فيها حابل الإعلام الحقيقي، بنابله “والفضاء المفتوح، بات يقض مضاجعنا إما بالنفاق أو بالأخبار “التائهة الهوية” والتي قد تتسبب أحيانا بتضليل الحقيقة أو الحقائق، فيما أصحاب المهنة في حالة ذهول، ولكن أصحاب التخصص والعلم والمعرفة من زملائنا الذين يخافون الله تعالى يعرفون ماذا أقصد.
في النهاية أتكلم عن نفسي، فقد درست تخصص الصحافة والإعلام وحصلت على درجة الدكتوراة بتخصص دقيق في الصحافة والإعلام الالكتروني منذ ثمانية أعوام و الذي يسمى بالإعلام الحديث أو الرقمي،
و بتقدير إمتياز ولله الحمد والماستر بالتقدير نفسه وخسرت من زهرة شبابي سنوات سواء مادياً أم نفسياً وتغربت عن وطني وأهلي ونشرت البحوث العلمية المهمة في مجلات عالمية ودورات متقدمة.
ومع هذا ما زلنا نجتهد ونتعلم و نخسر من أجل العلم والمعرفة في حين يأتيك من مثل هؤلاء الدخلاء على عالم الإعلام والصحافة بكل سهولة و يقولون عن أنفسهم: إعلاميون وصحافيون بكل ثقة وللأسف قد يقومون بالفلسفة سذاجة على أصحاب هذا الإختصاص الصعب و المتعب دون رقابه و دون أي شيء.
في خضم كل ذلك، للأسف ما زلنا نتساءل في قرارة أنفسنا : يا ترى من هو الإعلامي الحقيقي لغاية الآن .