أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الشوبكي يكتب: ايران واسرائيل صراع النفوذ


العقيد المتقاعد محسن الشوبكي
خبير استراتيجي وأمني

الشوبكي يكتب: ايران واسرائيل صراع النفوذ

العقيد المتقاعد محسن الشوبكي
العقيد المتقاعد محسن الشوبكي
خبير استراتيجي وأمني
مدار الساعة ـ
استراتيجيا ، من المبكر الحكم على نجاح او فشل الهجوم الايراني على اسرائيل ، والأسباب الحقيقية له ، وعدم استخدام الوكلاء فيه ، علما بأن هذا الهجوم شكل منعرجا سياسيا رمزيا حمل دلالات ، لا ترتبط بأي معنى عسكري ، وعكس ذلك حالة الانقسام بين الخبراء والمحللين حول تقييمه ، بالرغم من تورط بعض المحللين باستخدام العاطفة لتأييد العملية الايرانية ، والترويج لها ، باعتبار أن اي هجوم على اسرائيل مهما كان حجمه والجهة التي تقف خلفه واهدافه ، هو موضع ترحيب.
تكتيكيا، ايران اعلنت ان احد ابرز اهداف هجومها تغيير قواعد الاشتباك ، وهذه رسالة واضحة، الا ان هذه القواعد لا توضع من قبل طرف واحد ،وهناك محددات اخرى لها ، منها ( رد اسرائيل ونطاقه واهدافه وهل سيشمل داخل ايران ام وكلائها ام العودة لمعارك الظل والعمليات المنفردة ؟ استعداد ايران للرد على اي هجوم جديد لاسرائيل وكيف سيكون بشكل مباشر ام من خلال وكلائها ام الاثنين معا ، ما هو مستقبل وكلائها في حال تحصلت على مكاسب سياسية واستراتيجية في المنطقة ؟ الموقف الامريكي والغربي والروسي والصيني من اي تصعيد محتمل ؟ ..) .
الاتصالات الدبلوماسية الايرانية مع العديد من الدول، وتصريحات القادة السياسيين والعسكريين ، اكدت أن أي هجوم اسرائيلي على هدف ايراني وان كان صغيرا سيقابل برد قاسي وواسع النطاق وبدون مدة انتظار ، وتساوق ذلك مع توظيف ايراني لخطابها السياسي والاعلامي والديني، عبر أدواتها الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيه رسائل للداخل الايراني لاحتواء تصاعد الاحتجاجات الشعبية نتيجة الصعوبات الاقتصادية ، والاخرى للمنطقة العربية ودغدغة العواطف الدينية ، وان هجومها لاسناد غزة وفلسطين ، ويتزامن هجومها مع ذكرى غزوة الخندق .
ايران صرفت النظر عن خطط لتحقيق خسائر معنوية بالدرجة الأولى ،وضعتها عام ٢٠٢٢ ، ضمن استراتيجية (التهديد مقابل التهديد ) للرد المباشر على العمليات الاسرائيلية ( ضربات لمواقع ومنشآت عسكرية، اغتيالات لعلماء ومهندسين وعسكريين ،..) داخل ايران او وكلائها ، في اطار خطة اسرائيل ( الأخطبوط) التي وضعتها عام ٢٠٢١ .
بالمجمل ، ايران واسرائيل حققا أهدافا ايجابية ومكاسب من هذا الهجوم ، والسيناريوهات المفترضة بينهما تحافظ على عدم التصعيد والوصول لمواجهة إقليمية مباشرة ، اما الخاسر الاكبر فهو الوطن العربي ، الذي يعاني فعليا من احتلالين للأراضي العربية من قبل المشروعين الايراني والصهيوني ، وغياب شبه كامل عن التأثير في المنطقة ، يضاف إلى ذلك محاولات شريرة من البعض في الداخل العربي لتوطين المشروع الايراني ، بدعوى مواجهة اسرائيل وضعف الأنظمه السياسية العربية .
مدار الساعة ـ