يبدو أن اسرائيل نجحت في استدراج إيران، وقيادتها السياسية والعسكرية و الدينية، إضافة إلى ذراعها العسكرية حزب الله إلى حرب مفتوحة، بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي دفعت بإيران الى اتخاذ قرار تاريخي للرد على اسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة.
رغم أن حجم الخسائر كانت محدودة على أرض الواقع في اسرائيل ، إلا أن اسرائيل اتخذت الضربة ذريعة أمام المجتمع الاسرائيلي، واستغلال حالة التعاطف الدولي معها لإعداد الخطط ووضع اللمسات الأخيرة للرد على الهجوم الايراني وبعدة طرق وانواع.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، دعت امريكا الى تجنب التصعيد والانزلاق إلى حرب اقليمية او شرق أوسطية واسعة النطاق، قد يدخل على خطها اطراف أخرى .
وبما ان صانع القرار في اسرائيل، روج لسنوات طويلة حول تداعيات امتلاك إيران للسلاح النووي ، وأهمية منعها من امتلاك سلاح ردع يحقق توازن استراتيجي مع اسرائيل و يمكنها من بسط نفوذها على المنطقة، وتقوية الاذرع الإيرانية المعادية لاسرائيل.
يرى اليوم ، أن الفرصة مناسبة ، لقيام اسرائيل بتوجيه ضربة نوعية قد تتخذ عدة أشكال عسكرية أو هجوم الكتروني لاستهداف محطات تخصيب اليورانيوم وتعطيل قدرتها على التشغيل والإنتاج ، وبالتالي تاخير انتاج اي سلاح نووي عدة سنوات.
إضافة إلى ضرب قواعد ومراكز صناعة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وأنظمة السيطرة والتحكم ، بحيث تشل قدرات إيران على القيام برد هجومي معاكس .
وحسب المعطيات الإقليمية ، أن نفذت اسرائيل ضربة نوعية إلى محطات إيران النووية ، فإن المنطقة سوف تنزلق إلى حرب استنزاف اقليمية طويلة الأمد .
في ظل التهديدات الإيرانية، ونبرة الصوت المرتفعة على لسان قادة الحرس الثوري، للرد على الهجوم الاسرائيلي خلال ثوان وبشكل واسع ومختلف عن الهجوم الاول، سيما أن قامت ادوات إيران بتوسيع عملياتها العسكرية و تصعيدها
وبالتالي فإن المصلحة لدول الإقليم والمجتمع الدولي، يتطلب عليها أن تبذل جهودها للتهدئة ، وعدم التشجيع على الانزلاق إلى حرب واسعة ، ومنعها بالشكل السياسي والدبلوماسي ، خاصة وأن هذه الحرب لا تخدم في النهاية غير اسرائيل الساعية إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه.
ونحن بالاردن في هذه الأوضاع الحربية نقف في خندق وصف القيادة الهاشمية، ونقول كما يقول جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله "أمن الاردن وسيادته فوق كل شيء وأمن المواطن قبل كل شيء، والاردن لن يكون ساحة حرب لأية جهة".