الجميع يعلم ان المملكة قد اعلنت رفضها المطلق لاستخدام اجوائها واراضيها من قبل اي قوى بالعالم او اي جهة كانت وبانها لن تسمح بان تكون ساحة حرب وتصفية حسابات لأحد وباي شكل من الاشكال ، وبانها لن تتعامل مع اي تصرف لايحترم سيادتها الا بالحزم والقوة ،ولهذا انطلقت "صقورنا" لتملأ اجواءنا بالكرامة و الاطمئنان والعزة والانفة ، فلماذا علينا ان نطمئن ؟.
الاردن وكما يعلم الجميع دولة لها سيادتها ونظاما المستقل وشعبها كريم شهم اولا نلقب بمملكة النشامى ، ولهذا فان تركنا اجواءنا وارضنا "عرضنا"و "كرامتنا"مستباحة لاي دولة او جهة كانت وبغض النظر عن اهدافها او من تقاتل و تهاجم ، فالاردنيون لا يقبلون ولن يقبلوا الاهانة والاستخفاف بهم ولو قدموا ارواحهم ونثروا دماءهم مغرقين الارض كلها بها كما فعل اجدادهم واباؤهم منذ تأسيس الدولة وما قبلها .
البعض يعتقد ان اجواءنا واراضينا ستكون متاحة لهم كما بدول اخرى يدخلونها ويخرجون منها دون حسيب ورقيب وينفذون ما يحلو لهم دون اكتراث لحياة شعوبهم ومواطنيهم ، وهذا والله ليس في الاردن ولن يكون فيها لطالما هناك جيش عربي وصقور واسود لا ينامون على ضيم ويقدمون ارواحهم دفاعا عن وطنهم وهنا لابد من معلومة مهمة لهم بأن الاردنيين يتسابقون ويتوسطون للانضمام للجيش ولا يطلبون للخدمة فيه .
"صقورنا واسودنا"لهم بميادين العزة والكرامة صولات وجولات تشهد عليها معركة الكرامة واسوار القدس ومختلف الاراضي الفلسطينية والعربية ، واليوم قد وضعوا "خطا احمر" في سمائنا وحدودنا ، معلنينها بان فاتورة مرورهم ثمنها ارواحهم التي رهنوها للوطن وعزته وكرامته ،خلفهم شعب في كل بيت من بيوتهم جندي وضابط ومتقاعد وفي كل قرية شهداء قد سبقوهم الى العلا .
الحب والثقة التي يوليها الشعب الاردني للجيش العربي مميزة ومختلفة عن بقية الجيوش في العالم ، فالعلاقة ما بين الاردنيين وقواتهم الباسلة فريدة ومميزة فهم عنوان عزتهم وكرامتهم وهم العين الساهرة على راحتهم وامنهم ، وهم من يتدخلون في الضراء و السراء ولعل ملف كورونا التي ادارها الجيش بكل تفاصيلها شاهد على اتقانهم وتفانهيم للاردنيين ومدى الثقة بهم .
خلاصة القول ، اصوات محركات طائرات صقور سلاح الجو الملكي تعتبر لنا الاردنيين كما سيفونية رائعة ونادرة تعزف فيطرب لها السامعون اطمئنانا ، غير انها ايضا تزعج خفافيش الليل التي تحاول الدخول لسمائنا خلسة دون علمنا او معرفة منا ، فسلام على صقورنا واسودنا وشهدائنا ، وسلام على المعاذين وسائد وراشد ومن سبقهم بالشهادة لاجل ان يبقى هذا الوطن عزيزا شامخا .