مدار الساعة -
أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن أسفه لـ"الإساءة" التي تعرضت لها وساطة بلاده بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، لافتاً إلى أن الدوحة تعيد تقييم دورها كوسيط بين الجانبين. وقال بن عبد الرحمن، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، الأربعاء، إن قطر أكدت التزامها تجاه المفاوضات بين "إسرائيل" وحركة "حماس"، لافتاً إلى أن "المسألة أخذت شهوراً طويلة والخلافات واسعة".
وأضاف: "للأسف رأينا إساءة لاستخدام الوساطة لصالح طرف معين، ونحن نقوم بتقييم لعمل الوساطة"، وبيَّن أن الدوحة تعيد تقييم دورها كوسيط بين "إسرائيل" و"حماس".
وأشار إلى أن "هناك استغلالاً وإساءة للدور القطري، وهذا مرفوض"، لافتاً إلى أن "هناك سياسيين يسيئون لدولة قطر خلال حملاتهم الانتخابية ونحن سنتخذ القرار المناسب بخصوص الوساطة في الوقت المناسب".
وزاد: "أجرينا اتصالات مكثفة لتخفيض التصعيد في المنطقة منذ الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، وجهودنا مستمرة في هذا الصدد".
وفي وقت سابق من الأربعاء، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة تمر بـ"مرحلة حساسة" وببعض التعثر.
ولفت إلى أن الجهود مستمرة للتغلب على ما تمر به المفاوضات وتذليل العقبات؛ "في سبيل وضع حد لمعاناة الفلسطينيين في القطاع"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأدان الوزير القطري استهداف وقتل المدنيين في غزة، وسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين في القطاع، وقال: "إن استمرار العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل لا يصح".
وجدد تأكيد تأييد قطر لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على "رفض قطر ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض الدول بشأن الصراعات، لا سيما في ما يتعلق بالحرب على قطاع غزة".
ظروف حساسة
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس وزراء رومانيا مارسيل سيولاكو بالدوحة، الأربعاء، قال بن عبد الرحمن إن منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف حساسة، ودعا الأطراف كافة إلى خفض التصعيد وتجنُّب انزلاق المنطقة لمزيد من الصراعات.
وأضاف: "حذّرنا منذ بداية الحرب من توسع الصراع، ونطالب المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته".
وطالب المجتمع الدولي بـ"تحمُّل مسؤولياته لوقف الحرب والاستهداف المستمر للشعب الفلسطيني في غزة، فضلاً عن وقف استخدام المساعدات الإنسانية أداة للابتزاز السياسي".
واليوم الأربعاء، اتهمت حركة "حماس"، الولايات المتحدة الأمريكية بالتسبب في تعقيد صفقة تبادل الرهائن والأسرى وإيقاف الحرب.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن قيادي في "حماس" لم تسمه، قوله إن التراجع الأمريكي المستمر في طروحاته "انحيازاً لإسرائيل" أدى إلى "أزمة بمفاوضات صفقة التبادل".
وأشار إلى أن السلوك الأمريكي "لن يجلب صفقة، بل سيزيد من حالة التصعيد ويؤدي إلى سفك مزيد من الدماء".
يذكر أن قطر والولايات المتحدة ومصر تتوسط منذ أسابيع، في محادثات غير مباشرة بين "حماس" و"إسرائيل" تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وكذلك صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.