لربما يتعجب البعض او لايصدقون ان اكثر دولة مستهدفة على وجه الارض هي الاردن الان، وبان هناك عيونا وعقولا وحاقدين يخططون ويمكرون ليلا نهارا لاجل نزع استقرارنا وامننا، ولم ولن يتركوا اي وسيلة حتى يصلوا لغايتهم بنزع استقرارنا واضعاف جبهتنا الداخلية، فلماذا يزعجهم الاردن ويسعون لاضعافه؟.
كثيرة هي المؤمرات والشائعات والاكاذيب التي يشنها اعداء الاردن عليه بين حين واخر، كيف لا وهو من يعطل ويحبط مخططاتهم في المنطقة ويفسد عليهم مؤامراتهم واهدافهم التوسعية ويقف امام كافة الطموحات لدولة الاحتلال ودول اخرى في تهجير الفلسطينيين وتهويد المقدسات،والاهم انه يرفض ان يكون منطلقا لدول اقليمية في ممارسة تصفية الحسابات وفرض املاءاها والتحكم بسياسته الداخلية والخارجية.
الاردن لطالما كان ينأى بنفسه ويرفض الدخول والتدخل بالصراعات الاقليمية مختارا السلام والعمل من اجل بناء وتطوير المملكة بشتى المجالات رغم قلة الامكانيات وكثرة التحديات، فنجح بجهود ابنائه من الاردنيين ومن شتى الاصول والمنابت على رفع اسم الاردن عاليا بمختلف المجالات،رافضا الانحناء والانبطاح وكافة اشكال وانواع المساومة للحياد عن مبادئه وواجباته تجاه الامة والقضية الفلسطينية.
الجميع بات يعلم حجم المؤامرة التي تحاك ضدنا وعلينا، ويبذل لاجلها كافة الجهود والوسائل التي تمكنهم من اضعافنا ونزع استقرارنا سياسيا واقتصاديا كما فعلوا في دول كثيرة، والجميع يعلم ان الطريقة الوحيدة التي قد تمكنا من التصدي لها واحباطها كما دائما تكمن بعدة امور منها محاربة الشائعات واعتماد الرواية الرسمية وتحديدا في الظروف الحالية، والابتعاد عن التشكيك والتخوين واعتبار المصلحة الوطنية اولوية تسمو على كل شيء.
حاليا هناك موجات متتابعة من الشائعات التي لربما تكون اقتصادية وسياسية وهدفها زعزعة استقرارنا في مختلف المجالات، وهذا يتطلب سرعة التعامل معها من قبل المصادر الرسمية من اجل عدم ترك المعلومات واستسقائها للاجتهاد، فما حدث اثناء المسرحية الايرانية يجعلنا اكثر حذرا ووعيا بضرورة تحري الحقيقة وعدم نقل او تصديق الاخبار الا من مصادرها الرسمية فقط وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة والمعقدة.
التركيز حاليا يجب ان يكون قائما على تحصين جبهتنا الداخلية وزيادة منعتنا الاقتصادية من خلال تنفيذ رؤى التحديث الثلاث، فاستقرارنا وامننا السياسي والاقتصادي لربما يكون في مرمى النيران من قبل الاعداء في كل مكان معتمدين على الذباب الالكتروني الذي لم يتوقف عن مهاجمتنا منذ اليوم الاول للعدوان على غزة.
بالمختصر، تحصين الجبهة الداخلية وزيادة منعتها اقتصاديا وسياسيا وتمكينها من صد كافة المحاولات ومواجهة التحديات والتداعيات الكثيرة هي مسؤولية الجميع حكومة وبرلمانا ومواطنين ومقيمين، فاستقرارنا مستهدف واضعافنا مطلب لتنفيذ الاجندات الخبيثة في المنطقة، ولهذا فان الحفاظ على استقرارنا كمن يدافع عن فلسطين نفسها، ففي قوتنا بقاء لها وفي اضعافنا انهاء للحلم باقامة دولتهم ولهذا هم يستهدفون الاردن.