انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

حتى لا يكون 'حرق كرت' للأحزاب


عمار محمد سالم

حتى لا يكون 'حرق كرت' للأحزاب

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/17 الساعة 00:37
إن تطوير وبناء المجتمع يتطلب تعزيز الروابط والتعاون والشعور بالانتماء في في جميع القطاعات وعلى كافة المستويات؛ حيث يتطلب إنشاء نظام تعليمي ومؤسسات تعليمية متخصصة تلتزم بتعليم وتدريب القادة القادمة كما ذكرت في احد مقالاتي سابقاً اننا نعاني من ازمة وعي وتبعية وبان القائد يصنع قائدا لا يصنع تابعا .
إن الحكومة التي لا تلتزم بقرارتها بتمكين الشباب والنساء وإعطائهم الفرص المتساوية للوصول الى حق ممارسة القيادة وفتح مجال لتعبير عن ارأئهم لتحقيق الاصلاح بقدراتهم وإمكاناتهم لا يعتبر فشل الحكومة وحسب، بل ﻋدم رﻏﺑﺔ ﻓﻲ إﺣداث إﺻﻼﺣﺎت ﺣﻘﻳﻘﻳﺔ.
أظهر قادة الحكومة والأحزاب السياسية والحركات الشعبية والدينية أنهم معنيون أكثر بالحفاظ على السلطة والسيطرة على الحزب وتحركاته وأنه بالنسبة لهم فإن المصلحة الوطنية مازالت تتمثل فيما يخدم أجندتهم ومصالحهم الشخصية أو الحزبية. ينعكس هذا جليا في استمرار السياسات والممارسات الممنهجة التي تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تهميش الشباب والنساء.

العمل الجمعي بين العزوف و التعويق؟
في الاونة الاخيرة ركزت الأحزاب السياسية بشكل أساسي على تعبئة النساء والشباب وذوي الاعاقة داخل الاحزاب وتسخير إمكاناتهم لتحقيق أجنداتهم أو لمجرد إضعاف وأثبات فشل الأحزاب السياسية الأخرى، هذا ما نراه بأن كثيرا من الاحزاب لا تمارس السياسة فحسب بل تمارس بما يسمى "قعدة القهاوي" او "حكي جارات " وأدى ذلك إلى تهميش دور النساء والشباب القيادي الحقيقي في المشاركة الفاعلة وصُنع القرار، وهذا ما يفسر فشل معظم الأحزاب السياسية في تطوير وبلورة رؤية واستراتيجيات وطنية محددة وواضحة للتطوير وتنمية الموارد البشرية وتوحيد الجهود المحلية والدولية لدعم رؤية وطنية نحو التنمية والنمو الاقتصادي المستدام -الدايم الله-
التمكين لا ياتي بغياب العمل الجمعي والذي هو الان يتأرجح بين العزوف والتعويق لدي الشباب ولا يقتصر على اختيار أو تعيين أعداد قليلة أو جعلهم جزءا من الصورة العامة لأي حزب سياسي أو حركة شعبية وتقييد عملية صُنع القرار والتحكم بالسطلة لعدد قليل من كبار المسؤولين الذين لا يؤمنون بتداول السلطة.
التمكين يعني الإيمان بقدرات الشباب وإعطاءهم مساحات من الحرية وتحفيزهم ودعمهم بل تشجيعهم لمناقشة افكارهم وتوجهاتهم خارج الإطار التقليدي بدلاً من أن نحملهم حملا اكبر من قدرتهم اضافة الى اعطاء البعض مكانا لايلق به فقط لان اباه صاحب منصب (س).
التمكين يعني حماية جميع المؤسسات الوطنية التي توفر المعرفة وترتقي بمهاراتهم وخبراتهم ليصبحوا قادة فاعلين ونماذج ناجحة تقتدي بها الأجيال القادمة، لا أن يتم استبعادهم او اقصاءهم وسرقة افكارهم وتنفيذها بطريقة تناسب الاهواء الشخصية لكسب الاموال بدلا من دعم الشاب (لو سرقة الفكرة مثل مهي بهدف التحسين والتطوير الواحد ما بزعل)
التمكين يعني ضمان حقوق وحصول كل شاب على الخدمات التعليمية، وعدم التخلي عنهم أو تركهم لمستقبل مجهول، وليس تدمير المدارس ومراكز التعليم واستغلال معاناة الشعب وسوء الوضع الاقتصادي للأسرة، لتجنيد أبنائهم والزج بهم في معارك عبثية لن تخدمهم بل تخدُم صانعي الحروب وتجار الموت.
على جميع القيادات الوطنية والحزبيه الذين يدعون أنهم مدافعون عن قضايا الشباب والنساء إعادة تقييم مواقفهم والسياسات التي يتبنونها فيما إذا كانت تدعم التمكين الحقيقي للشباب والنساء أم لا؟ فلم تعد الوعود كافية ما لم تخرج حيز التطبيق لذا سنراقب عن كثب الاجراءات والقرارات التي تدعم ذلك وفيما إذا كانت هذه الدعوات مسؤولة وحقيقية أم لا، وهل ترتقي للوعود التي لطالما سمعناها مرات كثيرة، سندرك أنكم صادقون عندما نرى شباباً ونساءً مؤهلين من حولكم في مناصب قيادية مؤثرة في الحكومة أو الأحزاب السياسية أو المؤسسات التي تتزعمونها، حينها فقط سندرك أن تلك الدعوات بتمكين الشباب لم تعد وعوداً تذهب أدراج الرياح..
ينبغي على الشباب والنساء أن يحرروا أنفسهم من قيود الأحزاب السياسية والمجموعات الدينية حيث كلاهما فشلو في تزويدهم بالسبل الكفيلة بتمكينهم وحدت من إمكانياتهم، وحالت دون أن يصبحوا مشاركين فاعلين في صياغة مستقبل البلاد. يتعين عليهم أن يجدوا وسائل للتواصل بالانفتاح مع أولئك الذين لا يقاسمونهم نفس الآراء أو الايديولوجيات السياسية والبحث عن أرضية مشتركة والتركيز على مد الجسور وعرض أفكارهم ورؤاهم على المواطنين العاديين.
تنبئنا أحداث السنوات الثلاث الماضية ومن خلال عدد من المؤتمرات والندوات التي قمت بحضورها والمشاركة بها بأنه لا يوجد قادة ضمن القوى المتصارعة مستعدون لحمل هموم الشباب والنساء. بل على العكس اكبر همهم تنفيذ مصالحهم الشخصية لذلك يجب أن يعمل القطاع الخاص وقادة الأعمال المستنيرون وهيئات التنمية على ملء الفراغ وتقديم الدعم والموارد والتدريب والإرشاد الضروري لمساعدة الشباب والنساء على تنظيم أنفسهم وتقلد أدوارهم في صناعة مستقبل البلاد وأن يساعدوهم على أن يصبحوا عوامل تغيير دون انتقاص من مصداقيتهم واستقلالهم .
واخيرا وفي خلال الاشهر القادمة سنرى انتخابات جديدة سيكون مقاعد مخصصة للاحزاب وفي حال وضوح الفشل الحقيقي الذي هو غير موضح للبعض الان من خلال تطبيق البرامج في اشراك الشباب في البرلمان والحكومة هنا سيكون "حرق كرت" للاحزاب كما سنلاحظ نسبة كبيرة من العزوف للعمل الجمعي والسياسي وسيكون النزاع بين القوى القديمة اكبر من الان.
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/17 الساعة 00:37