* بقلم: أ.د. بلال ابو الهدى خماش.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء: 1)). نستدل من هذه الآية أن الله حث على الإهتمام بالنساء والرجال على حد سواء، فالمرأة تكمل الرجل والرجل يكمل المرأة منذ أن خلق الله الكون. وكل الأقوال تدور حول المرأة وليس حول الرجل لماذا؟ لأن المرأة تلعب دور الأم والأخت والعمة والخالة ... إلخ فنذكر من تلك الأقوال " الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الإعراق "، " الأم التي تهز السرير في يمينها تهز العالم في يسارها "، " خلف كل رجل عظيم إمرأة " ... إلخ. لما تقدم فالإهتمام بتربية وتعليم الأنثى وتنشئتها النشأة الحسنة مهم جداً وللغاية لما لها تأثير في المستقبل على زوجها وأولادها وعلى الأسرة وعلى المجتمع بشكل عام. وهذا لا يعني أننا لا نهتم في الذكور فمن حق الولد على والده أن يربيه أحسن تربية وينتقي له الإسم الحسن ويعلمه الرماية والسباحة وركوب الخيل وغيرها من أمور الحياة وفق ما تمليه علينا التطورات التكنولوجية والعلمية والإجتماعية ... إلخ إن إستطاع ذلك، لأن دور الرجل يختلف عن دور المرأة في المجتمع، فالرجل بمسؤولياته يكمل مسؤوليات المرأه.
فبناء الدولة العصرية والقوية والمنيعة في كل مناحي الحياة يكون في بناء لبنات هذه الصرح العظيم وهي الدولة وهم الشباب (إناثاً وذكوراً) لأن الذكر والأنثى سوف يُكَوِنُونَ فيما بعد أسرة وهذه سنة الله في خلقه والأسرة ستكون وحدة بناء أساسية في المجتمع أحد قواعد هذا الصرح الراسخة وأفرادها بالتالي سيندمجون في المجتمع مع أفراد أُسَرْ أخرى ليشتركوا جميعا في أعمدة بناء هذا المجتمع وتكون العلاقات بين الأسر في بناء المجتع تكون صحية وسليمة وهي الجسور المتينه بين الأفراد والأسر في بناء المجتمع القوي والمنيع من أي إهتزازات أو أي رياح تؤثر عليه بفقل ثقافات وعادات وتقاليد شعوب أخرى لا تتناسب مع ثقافتنا وعقيدنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف.
فعلينا أن نهتم بالشباب لانهم عتاد المستقبل وقادته (إناثاً وذكوراً) منذ حداثة سنهم بالتركيز على دور الاسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية لرعايتهم واعدادهم لاخذ دورهم الريادي في المجتمع من خلال اولا عملية التكامل بين التربية البيتية على مخافة الله خالق هذا الكون في السر والعلن وعبادته وإتباع أوامره وإجتناب نواهيه .
ثانياً : التعليم في المدارس والجامعات لأن العلم كما قيل: يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.
ثالثاً : تثقيفهم في أمور حياتهم الصحية والإجتماعية وإنتمائهم لقيادتهم ووطنهم ومواطنيهم.
رابعاً : بث روح التعاون والمساعدة ونشرها بينهم وتقديمها لكل مستحقيها من المواطنين اولاً ولكل الناس في هذا العالم ثانياً.
خامساً: تعليمهم إحترام القيادة والعلماء وكبار السن من النساء والرجال ورجال الأمن العام وغيرهم ممن يستحقون منهم الإحترام والتقدير.
سادساً: حثهم على رعاية كبار السن والأطفال وكل من يستحق منهم الرعاية.
سابعاً : أن يطبقوا قول الرسول عليه الصلاة والسلام " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وإعمل لآخرتك كأنك تموت (الموتة الكبرى) غداً " حتى يستمر وطننا في مقدمة الأمم.
ثامناً : أن لا يكذبوا نهائياً ولا يشهدوا شهادة الزور وأن لا يبثوا الإشاعات الضارة ولا حتى غير الضارة ... إلخ.
تاسعا : أن يهتموا بأجسادهم عن طريق الرياضة فالعقل السليم في الجسم السليم.
عاشراً: أن نعملهم الإعتماد على النفس وليس على الواسطه التي دمَّرت طموح الشباب في مجتمعنا الأردني ونعودهم على القناعة لأن القناعة كنز لا يفنى من العادات والتقاليد الحميدة.
* عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك