ليلة الاحد الماضي عاش بلدنا حالة حرب حقيقية، فاجوائنا اغلقت بقرار رسمي اردني حفاظا على سلامة الملاحة الجوية المدنية، ولكن اجوائنا امتلأت بالمسيرات العسكرية والصواري التي كانت في طريقها الى فلسطين المحتلة، والتي سقط بعضها في عدد من مدننا لأسباب مختلفة ليس هذا مجال ذكرها، لكننا لا نستطيع الا ان نذكر واحد من اهم هذه الأسباب، وهو الموقع الجيو استراتيجي للأردن، ووقوعه بين عدة أطراف متناحرة، هددت وسائل اعلام بعضها وهنا أعني إيران بالتحديد، بان بلدنا قد يكون هدفها التالي، وهو تهديد يجب ان نأخذه على محمل الجد، ونربطه مع مايجري على حدودنا الشمالية والشرقية، مما قد نجد معه انفسنا في حالة حرب مفروضة علينا، فهل نحن مستعدون لها؟
لا اريد الإجابة على السؤال اعلاه من خلال الحديث عن جهوزية قواتنا المسلحة و اجهزتنا الأمنية، لكنني هنا اتحدث عن جبهتنا الداخلية وضرورة اعدادها لكل التطورات والاحتمالات التي قد تشهدها منطقتنا الملتهبة، والتي يحكم بعض دولها متعصبون ومتهورون ومحاصرون، قد يدفعهم تعصبهم او تهورهم او حصارهم للهروب الى الامام للخلاص من ازماتهم وحماية مستقبلهم الشخصي، وفي مقدمة هؤلاء رئيس وزراء كيان الاحتلال الصهيوني نتنياهو، الذي كثرت توقعات المراقبين الى إمكانية اقدامه على عمل ما لإغرق المنطقة بحرب لاهوادة فيها، لإنقاذ نفسه من السجن الذي ينتظره، وهي حرب لاح بعض افقها ليلة الأحد الماضي، بصرف النظر عن كل التحليلات، خاصة تلك التي ذهبت الى القول بان ماجرى سيناريو متفق عليه، وبصرف النظر عن التصريحات الايرانية التي قالت ان هجومها على اسرائيل كان منضبطا ومحسوبا، فالاصل ان نكون جاهزين لكل السيناريوهات والاحتمالات، وان تكون جبهتنا الداخلية على قلب رجل واحد، سلاحها الوعي، الذي يمنع الناس من الخروج الى الشوارع او الصعود إلى اسطح العمارات (للفرجة) على المسيرات والصواريخ وتصويرها وهي تعبر اجوائنا، فماذا لو إصابات بعض هذه المسيرات التي سقطت في مدننا على هؤلاء؟.
وحتى لا نكتفي بلوم هؤلأ نطرح على أنفسنا اسئلة ملحة في طليعتها هل لدينا ملاجئ يلجاء إليها الناس اذا وقع الخطر، بدلا من الصعود الى اسطح المباني (للفرجة) على مصادر الخطر؟. سؤال اخر لابد من الإجابة عليه له علاقه بقدرة نظامنا الصحي على التعامل مع هكذا احتمالات خاصة لناحية سيارات الإسعاف وعمليات الاسعافات الأولية؟
عودة الى الوعي واهمية التسلح به، هل لدينا خطاب اعلامي قادر على المساهمة في بناء وعي المواطنين، إعلام منضبط لا يقع في خطاء مثل الخطأ الذي وقعت فيه وسيلة اعلامية اردنية ليلة الأحد الماضي عندما تسرعت بنشر خبر غير صحيح عن اعلان حالة الطوارئ في مختلف محافظات المملكة مما اثار حالة من البلبلة لدى المواطنين. وهذا يستدعي مراجعة منظومتنا الاعلامية كاملة.
وما دمنا نتحدث عن جبهتنا الداخلية وضرورة ان تكون على يد رجل واحد، فلابد من ان نطرح تسأول عن مدى خلوها من خلايا نائمة سواء كانت هذه الخلايا مرتبطة بعصابات تهريب المخدرات والأسلحة، ومن يختبئ خلفها من اصحاب الاجندات السياسية والمذهبية؟. وضرورة ان يجري تطهير مجتمعنا من هذه الخلايا، وتحصينه ضد مقولاتها وبضاعتها.
كل هذه الأسئلة وغيرها تنتج عن السؤال المركزي: ماذا لو فرضت علينا الحرب لأننا جزء من منطقة على تعيش على شفير الحرب؟.