لم تكن ليلة السبت الماضي بالعادية كانت مسرحية، هذا ما شهد به العالم جراء الضربة الإيرانية على الكيان الصهيوني بعشرات المسيرات والصواريخ بإدعاء الرد المحدود على اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني.
عشرات المسيرات والصواريخ عبرت حدودا عدة قبل الوصول إلى الكيان الصهيوني، اعترضتها الدول العربية خشية على سيادة أراضيها وشعوبها ولم تكن للمشاركة في حماية الكيان الصهيوني.
بذلت الدولة الأردنية جهودا كبيرة كشفت فيها قوة الجيش الأردني الباسل وصقور سلاح الجو الملكي بالتصدي لهذه المسيرات والصواريخ البالستية لحماية مواطنيها وأراضيها مستذكرين بذلك تغريدة جلالة الملك "سيادة الأردن على أرضة فوق كل اعتبار".
بعد التصدي لهذه الصواريخ والمسيرات من قبل صقور سلاح الجو الملكي ظهر لنا كما العادة المشككين حول موقف الأردن الباسل، إذ نشروا المنشورات والتغريدات التي من شأنها إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الأردني وذلك بقولهم أن التصدي جاء لمصلحة الكيان الصهيوني، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا، لأن التصدي لم يكن سوى لمصلحة الوطن.
العديد يعتقد أن الأردن أرتكب خطأ إستراتيجيا عقب التصدي لهذه المسيرات والصواريخ، متناسيين أمن واستقرار هذا الوطن وكأن المقصود استهداف الأردن وإلحاقه بالخراب الحاصل بسوريا واليمن ولبنان، تصريحات انطلقت من إيران اكدت أن الأردن هو الهدف الثاني عقب الكيان الصهيوني، متناسيين قوة الجيش الأردني وصقور سلاح الجو وكل أردني ينتمي لهذا البلد الهاشمي، متناسيين أيضا قوة الحكمة والحنكة للعائلة الهاشمية أيقونة العالم في التعامل مع مختلف القضايا.
وبالعودة لحديث وزير الخارجية يوم أمس نرى أن للحديث قوة خاصة، بينت أن الأردن لا يهاب أي شيء ولن يكل في الدفاع عن أرضة وشعبه ولن يسمح لأي خطر أن يهدد الأردنيين، كما طالب في حديثه عدم تناسي الحرب على غزة الذي يعمل الكيان الصهيوني على حرف بوصلة العالم نحوها.
تلقى الأردن اتصالات عديدة من رؤساء دول كبرى اكدوا من خلالها للملك أنهم جاهزون للوقوف بجانب الأردن للحفاظ على أمنها واستقرارها، وذلك بتأييدهم لما قام به الأردن من جهود ليلة السبت لحماية الأردن وعدم جعله ساحة لخوض حرب اقليميه من خلاله.
نثق تماما بقرارات الملك الهاشمي في التصدي لأي خطر يهدد أمن واستقرار ومستقبل الأردن والأردنيين، فاليوم نعيش داخل رقعة صراع جغرافية واسعة بات همها تحويل هذا الصراع إلى داخل الأردن وذلك بسبب قراراته الجريئة الواضحة والخاصة بالقضية الفلسطينية.
سيبقى الأردن حصنا منيعا لا يُستباح وسيبقى مفتاح الولاء والانتماء لهم، عاشت فلسطين مهما جار عليها الزمان القدس لنا وفلسطين قضيتنا.