أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

طرود الخير الإيرانية


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

طرود الخير الإيرانية

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
... في رمضان تابعت السيدات اللواتي قمن بتوزيع طرود الخير على الأسر الفقيرة, وتابعت المواقع التي نشرت الصور... سيدات بكامل الحلي والتبرج, وأطفال بكامل الفقر والحاجة, وأسر ينقصها الأب اصطفت لتناول الطرود, وسائق بكم.. توقف بجانب الباب, في محاولة لتنظيم الطابور.
طرود الخير.. على ماذا كانت تحتوي الطرود؟ علبة زيت قلي من النوع الرديء, وأكياس سكر, وأرز من النوع الرديء أيضا, ومعلبات.. وما لفت انتباهي وجود أكياس (ماجي بودرة).. وهذا ربما يعتبر قفزة نوعية في عمل الخير وانتقال سلس من مكعبات الماجي الصلبة إلى البودرة.
المهم أن السيدة التي كانت توزع الطرود, كانت كثيرا ما تنتبه لهروب الغرة من مكانها.. ولكنها استدركت الأمر ورفعت (النظارة) فوق الرأس, وأيضا كانت كثيرا ما تركز على تقبيل الأطفال, وكثيرا ما تندفع لعناق الأمهات في محاولة لعرض إنسانيتها.
طرود خير...ومما يجدر ملاحظته في هذه المسألة, أن نساء ثانويات كن في حفل توزيع الطرود, كن يقفن بجانب رئيسة الجمعية, ويبدو أن أدوارهن في هذه المهمة لم تكن بحجم دور الرئيسة التي استحوذت على كل الصور والفيديوهات..لكنهن جئن ربما للهروب من الطبخ, ربما من أجل البحث عن عذر يتم التأكيد فيه للعائلة بعد الإفطار أن عطوفة الوالدة كانت في مهمة خطيرة جدا, زادت من تقوى العائلة ووضعتها في مصاف الأسر العظيمة.
طرود الخير التي حدثت في رمضان, لا تختلف عن ضربة إيران لإسرائيل.. مجرد استعراض, لا أكثر ولا أقل.. لقد أخذت الضربة من الصدى الإعلامي أكثر مما أخذت من التأثير العسكري, فالصواريخ لم تكن تختلف شيئا عن الطرود.. مجرد معلبات منتهية الصلاحية, وأرز رديء...وهوس بالسوشيال ميديا يصور الصواريخ والإعتراضات.. وهذا ما أرادته إيران الصدى الإعلامي, تماما مثل رئيسة الجمعية التي تبحث عن حضور في المجتمع لا أكثر ولا أقل.
إيران تبحث عن أنصار في العالم العربي, وتبحث عن أبوة القضية الفلسطينية.. إيران كل ما فعلته هو محاولة الإستيلاء على قلوب الناس في أوطاننا لا أكثر ولا أقل, ولو كانت هذه الدولة صادقة فيما تفعل.. لما قتلت عشرات الطيارين العراقيين بعد سقوط بغداد, لما عاقبت كل جندي.. وضابط عراقي أذاقها شر الهزيمة في الحرب العراقية الإيرانية.. لما حاولت شراء نصف مباني دمشق, ولما تمادت في نشر المذهب (الإثني عشري) في العالم العربي.
إيران لا تحتلف عن أمريكا ولا عن إسرائيل, لو كانت صادقة لأرسلت هذه المسيرات أثناء بدء اجتياح غزة.. ولو كانت صادقة على الأقل, لما باعت روسيا عشرات أضعاف ما أرسلت من مسيرات لإسرائيل.. والغريب أن المسيرات التي كانت ترسلها لروسيا, تضرب (كييف) بالعمق ولا تحيد عن هدفها.. بالمقابل أرسلت كل خردتها من تلك المسيرات لإسرائيل من أجل إسقاطها.
كل تلك الأسلحة التي أرسلت أمس, لا تختلف عن طرود الخير التي تسلمها السيدات المبهورات بالضوء..في داخلها خاوية وفارغة, ومجرد محاولة لاستدرار عطف الناس لا أكثر ولا أقل.
في النهاية أميركا وإسرائيل وإيران, يمارسون صراع النفوذ في المنطقة لا أكثر ولا أقل..والكل مرعوب من الصحوة الفلسطينية, التي تمثلت في (7) أكتوبر.. البعض يريد وأد هذه الصحوة والبعض الاخر يريد اختطافها.
وها نحن نتابع توزيع طرود الخير.. والكل يريد كسب الأجر, بما في ذلك الدول الثانوية في المنطقة والتي تشبه النساء الثانويات في عملية التوزيع.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ