مدار الساعة - لا يزال المشاهد الأردني يعيش في "خيبة أمل" عاشها خلال المواسم الرمضانية السابقة، واستمرت حتى هذا الموسم، بعد تقديم برامج ومسلسلات صُنفت على أساس أنها كوميدية، لكن الضحك والابتسامة غابت عنها، بحسب ما عبر عنه كتاب ومراقبون للعمل الدرامي الأردني.
أعمال عديدة بثها التلفزيون الرسمي الأردني، وفضائيات محلية، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي، غابت عنها الضحكات والانتشار الواسع كما كان مشهوداً للدراما الأردنية.
• غياب الكبار
موسى حجازين، ونبيل صوالحة، ونادرة عمران، وأمل الدباس، وزهير النوباني، وحسين طبيشات، فنانون كبار من أصحاب العمل الكوميدي، غابوا عن المشهد الدرامي الأردني، وهم من صناع الدراما ليست الأردنية فقط بل في الوطن العربي بشكل عام.
الكاتبة الصحافية والناقدة الأردنية رنا حداد قالت إن موسم رمضان الفني أعلن رسمياً فشل الكوميديا الأردنية قبل أن يبدأ، كما أن ظهور نجوم مواقع التواصل الاجتماعي كان ركيكاً واقعاً في فخ الاستسهال، ولم يجذب لهم سوى الانتقادات.
وقالت حداد لـ"العربية.نت": المشكلة الأكبر في الساحة الدرامية الأردنية هي الابتكار والتجديد الفني فهما اللذان يجعلان الجمهور دائماً في حالة انتظار وتشويق لما سيراه، وأجد أن أهم أسباب فشل الكوميديا الأردنية تبدأ من عدم دراسة ما يريده الجمهور وما يعبر عنه".
وأكدت حداد أن نجاح أي عمل فني يعتمد على عدم إحساس المشاهد بالملل، وفي ما يخص جمهور الكوميديا، فهم يعرفون أن خفة الدم والضحك هما المقصد، وهذا ما تقوم عليه فنون الكوميديا".
• غياب النصوص
الصحفي الأردني علاء ناجي قال إن احتكار الإنتاج الكوميدي من قبل جهات معينة أضعف ظهور المواهب الشبابية إلى العلن، وأخجل موقفها لدعمها آخرين على حساب الموهبة.
وقال ناجي لـ"العربية.نت" إن "الضحك على الناس في بعض الإنتاجات والمحطات أدى إلى إنتاج كوميديا تضحك منهم ولا تضحكهم، فغياب أهل الاختصاص من كُتاب وممثلين عن المشهد ساهم في تسطيح الأفكار المُستهلكة أصلاً، والتي يعاد إنتاجها مع إضافة بعض البهارات المتمثلة بالشتائم والصراخ والمشاهد التي تخدش الحياء، باعتبار أغلب الموجودين حالياً مؤدين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وكتاب نصوص تصلح لنشرها على مواقع التواصل ولا تصلح لتحويلها إلى مسلسلات وسكتشات كوميدية".