أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

عقلة الزيود .. 'اللي بالرجال ينعدّ'

مدار الساعة,مناسبات أردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب : محمد عبدالكريم الزيود - يرحل اليوم عقلة محمد عقلة الزيود في إحدى الليالي القدرية من شهر رمضان الكريم ، يفاجئنا برحيله مثلما كان يفاجئنا بكل شيء ، ولكنه الموت الذي لا ينتظر أحد ولا يمنح أحد فرصة ، وأن قضاء الله يتم وأن الأجال مقدرة من عند الله.
شكل عقلة الزيود على مدار سنوات كثيرة ظاهرة مختلفة ، ترك الدراسة في إحدى دول أوروبا الشرقية، ليلتحق بالعسكرية ثم يتقاعد مبكرا ضابطا ، وقاصدا خدمة الناس ، رئيسا لبلدية الهاشمية لأكثر من دورة ، وربما ورث من والده المرحوم محمد عقلة الزيود أول رئيس بلدية لمدينة الهاشمية وأحد أهم مؤسسي المدينة - وللصدفة أيضا رحل في رمضان في بداية الثمانينات- ورث سجايا خدمة الناس عنه، والسعي لحل مشاكلهم ، وسبق الجميع في تأسيس ثقافة العمل الجماعي ونبذ الأنانية .
حتى عندما ترك منصبه في البلدية ، ظل عقلة كما هو في عمله الرسمي ، يترأس الجاهات ويمشي في إصلاح ذات البين ، تراه في المراكز الأمنية أو دوائر الدولة الرسمية ، ولربما كان الوحيد القادر على الإجماع عليه من شتى الأصول والمنابت ، وعندما أقعده المرض ، كان يمشي رغم مرضه وهو متعب ، وتراه في كل المواقف مدافعا شرسا ، وصوتا عاليا رغم خيانة المرض ، وتراه في كل المناسبات ضاحكا بشوشا ، ساعيا ومنتصرا لصاحب حاجة.
رأيته يوم وفاة الشاعر حبيب الزيودي ، جالسا على رصيف مستشفى الجامعة ، يبكيه بحرارة ، فقد كان صديقا قريبا له ، وترافقت أنا وهو مع حبيب في أكثر من مرة لحضور مهرجان أو أمسية شعرية لحبيب ، وكان من وفاء عقلة لحبيب أنه أقام له حفلا تذكاريا نشر فيه أعمال حبيب الزيودي الشعرية الكاملة وطبعها على نفقة البلدية ، وأطلق اسم حبيب على أكبر مباني بلدية الهاشمية .
يغادرنا اليوم الجمعة عقلة الزيود ، تاركا إرثا من السجايا والطيب ، هكذا الفرسان يرحلون باكرا بين غبار الكونات ، يغادرون وكل قصائد الرثاء لا توافيهم ذرة من سيرتهم ، وسيظل أبناء لواء الهاشمية من شتى الأصول والمنابت يذكرونه بالخير ، فالحياة قصيرة ولا يبقى إلا الذكر الطيب وكما قال أهلنا : "اللي بالرجال ينعد "..
رحم الله أبا محمد وغفر له وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
مدار الساعة ـ