مدار الساعة - استخدام الدراجات الهوائية أو المشي على الأقدام، كل الوسائل متاحة لمواجهة مشكل المواصلات في العاصمة الفرنسية باريس خلال فترة الألعاب الأولمبية 2024.
فقد تم تحذير سكان باريس ومنطقتها ("إيل دو فرانس") بأن عليهم أن يتكيفوا مع ظروف النقل طيلة المدة التي ستستغرقها الألعاب، أي بين 26 يوليو/تموز و11 أغسطس/آب 2024. فبهذه المناسبة، سكان العاصمة وضواحيها مطالبون بتقليص تنقلاتهم وعدم استخدام المواصلات العامة بكثرة.
وفي هذا الصدد، دعت رئيسة منطقة "إيل دو فرانس" فاليري بيكريس إلى المشي أكثر على الأقدام لأن ذلك سيساعد المرء في كسب صحة جيدة.
وقالت خلال تقديم مخطط التنقل عبر المواصلات العامة أثناء الألعاب الأولمبية: "لا تخشوا المشي على الأقدام. إنه جيد للصحة". هذا التصريح أثار استياء بعض مستخدمي المواصلات العامة.
وانتقد المنتخبون التابعون لمعسكر اليسار في منطقة "إيل دو فرانس" هذا القرار الذي "سيؤثر سلبا على سكان الضواحي المجبرين على القدوم إلى باريس من أجل العمل". لكن أنصار بيكريس دافعوا عن قرارها وقالوا إن "ثلث الناس الذين سيتابعون الألعاب الأولمبية تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 35 عاما، وبإمكانهم تمديد مسافة تنقلاتهم مشيا على الأقدام".
ضمان التنقل إلى رولان غاروس و"حديقة الأمراء"
في باريس، هناك مخاوف أن تعاني بعض خطوط المترو من الاكتظاظ، وأن ينتظر المسافرون أكثر من 15 دقيقة على الرصيف بدلا من 4 أو 5 دقائق عادة. فخط مترو 10 بالتحديد والذي يمر عبر الأحياء الباريسية الراقية لغاية بلدية "بولوني بينكور" قد يتعرض إلى مشاكل عديدة بسبب الاكتظاظ.
نفس الشيء بالنسبة لخط مترو 9 الذي يمر عبر محطة "بورت دو سان كلو" حيث يوجد ملعب "حديقة الأمراء" (بارك دي برانس) أو ملاعب رولان غاروس حيث ستجري منافسات التنس وكرة القدم والملاكمة.
ويخشى مواطن فرنسي يدعى أرتور بولي من تدهور قطاع النقل خلال الألعاب. وقال: "أخشى كثيرا أن نواجه صعوبات في النقل خلال فترة الألعاب. باريس ستتحول إلى سيرك لا يمكن وصفه". يسكن هذا المدرس الباحث في الدائرة 15 بباريس، وهو يعول على رجليه للذهاب إلى عمله خاصة وأنه يستطيع التكيف وفق المتطلبات".
من جهتها، تقول ماري كلود (73 سنة) التي تستخدم كثيرا خط مترو 10، إنها ستقضي فترة الألعاب في منزلها بمنطقة لوار أتلانتيك (غرب فرنسا). أما كولين، فستشتغل "مدة أطول من منزلي، لكن إذا شعرت بالضيق في لحظة ما، سأسافر خارج باريس".
في شمال باريس، وبالتحديد على مستوى خط مترو 13، سيكون الوضع صعبا بالنسبة لسكان ضاحية "سين سان-دوني" وأحياءها الشعبية. فهذا الخط يشكو عادة من الازدحام، خاصة أن ملعب "ستاد دو فرانس" ستكون محطة بارزة للمتفرجين الذين سيتابعون العديد من المنافسات الرياضية بداخله.
من ناحيته، لا ينوي كرستيان بوكاسا مغادرة باريس خلال الألعاب، لسبب بسيط هو أنه ليس لديه مكان يلجأ إليه. فهذا الرجل، العامل في قطاع البناء، ينتقل يوميا لضاحية سين سان-دوني حيث يشتغل في رحلة تستمر 45 دقيقة.
أما الممرضة نافي أولوشي، فليس أمامها خيار آخر سوى العمل خلال الألعاب الأولمبية لأن "موظفي قطاع الصحة تلقوا تعليمات بعدم أخذ العطلة خلال الألعاب". وأضافت: "أنا مجبرة أ أتحمل عبء المواصلات العامة، مثلي مثل جميع زملائي".
بالمقابل، لا يشخى يايا فوفانا الذي يسكن في بلدية "سانت وان" من مشكل المواصلات، بل يعتقد أن "الألعاب الأولمبية ستكون فرحة كبيرة".