أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ما هي العقيدة الأمنية لجهاز الأمن الأردني؟.. ولماذا يقدم ضباط مكافحة المخدرات طلبات لمرؤوسيهم للمشاركة بالمداهمات

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,الأمن العام
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب: عبدالهادي راجي المجالي - هذا السؤال داهمني به معد برنامج حواري لبناني أمس أثناء محاولته فهم واقع المسيرات في الأردن وقد أجبته كالآتي:
في جهاز الأمن العام لا يوجد عقيدة أمنية مكتوبة، بل يوجد مايسمى بالعقد الأخلاقي... وسأشرح لك مفهوم العقد الأخلاقي ... عبر مديرية مكافحة المخدرات.
في أمريكا يوجد جهاز ضخم يضم عشرات الألوف من ضباط وأفراد مكافحة المخدرات... هذا الجهاز يقدمون فيه حوافز مغرية للأفراد من أجل الإلتحاق به مثل التأمين على الحياة للفرد وأسرته، ويبلغ ما يتقاضاه الفرد من أجور ضعف ما يتقاضاه الشرطي العادي نتيجة لخطورة العمل فيه.. مع ذلك هنالك عزوف شديد لأنه الجهاز الأكثر فسادا في منظومة الإدارة الأمريكية.. وهو الجهاز الذي أخذت هوليوود العشرات من ملفاته وأنتجت منها أفلاما مهمة.. وأغلبها كانت عن فساد قياداته..
في بريطانيا الأمر ذاته، حتى أنهم يقدمون أجورا سنوية تعتبر الأعلى لضباط أجهزة مكافحة المخدرات ومع ذلك يعزف الجميع عن الإنخراط به.
في دولة مثل كولمبيا، يغيرون عناوين الضباط وأسماءهم.. وأماكن سكنهم كل عام لأجل المحافظة على حياتهم.
في فرنسا مثلا يعتبر الجهاز من أخطر الأجهزة .. وما زال عزوف الضباط عن الإنخراط به يعتبر الأعلى.
تعال إلى الأردن... هو البلد الوحيد في المنطقة الذي استهدف سياسيا بالمخدرات، بمعنى أن قرار إغراقه بها.. كان قرارا من خصوم سياسين، وجهاز مكافحة المخدرات يعتبر الأعلى في العالم من حيث الإصابات بين صفوف أفراده، فهو الذي قدم شهداء ارتقوا السماء وهم يقومون بواجبهم...
في الأعوام الأخيرة استشهد منه العشرات عبر مداهمات ومواجهات مع تجار المخدرات.. أكبرهم سنا لم يتجاوز الأربعين.. وكل الطلقات التي تلقوها كانت في الصدر
لكن الغريب في هذا الجهاز أنه الوحيدفي العالم، الذي يضع الضباط (واسطات) لأجل العمل فيه، والأغرب من كل ذلك.. أن الضباط فيه هم من يقدمون طلبات لمرؤوسيهم من أجل المشاركة في المداهمات.. والأغرب من كل ذلك أنه كلما زاد عدد شهداء الجهاز، اشتدت رغبة الضباط بالخدمة في هذه المديرية... علما بأن ما يتقاضاه الضابط في مكافحة المخدرات هو ذات الراتب وذات الحوافز التي يتلقاها في مديريات أخرى.
والسؤال المهم لماذا يمتنع الأفراد والضباط في دول العالم عن الإنخراط في هذه المؤسسات بالمقابل في الأردن يعتبر الانخراط في مديرية مكافحة المخدرات والمشاركة في المداهمات من أعلى درجات الشرف العسكري؟
السبب هو سيكولوجية ضباط الأمن العام أغلبهم جاءوا من عشائر وقرى وأرياف ربتهم على سجايا الفداء واقتحام الخطر، والأهم أنهم تربوا على خصال البطولة والوفاء للتراب والأرض والعرش.. لهذا أسقطوا هذه الأخلاق التي اكتسبوها على المؤسسات... والأردني بطبعه صاحب هوية شرسة مقاتلة وحادة...
هذه المديرية وحدها تشرح مفهوم العقد الأخلاقي لجهاز الأمن العام، تشرح معنى الوفاء والإقدام ومعنى التضحية.
في النهاية قلت للصديق اللبناني: أنا لست خائفا من تداعيات الرابية، لأنك حين تمتلك مؤسسات أمنية يستشهد أفرادها في الميدان، ويقوم أهلهم بدفنهم ويقولون: إنا نذرناهم للبلد والشعب والملك.. فتأكد أن الأردن بخير.. بخير... بخير.
مدار الساعة ـ