أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: من ' كييف ' بدأت الحكاية وفيها تنتهي


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: من ' كييف ' بدأت الحكاية وفيها تنتهي

مدار الساعة ـ
لو منح الله " كييف " العاصمة الأوكرانية قيادة تشبه زمن فيكتور يونوكوفيج وما قبله ، لحافظت أوكرانيا على سيادتها ، و لو تمكن بيترو باراشينكا من تسريع تطبيق اتفاقية " مينسك " لما خسرت أوكرانيا نصف سيادتها بعد سيطرة روسيا على " القرم " و " الدونباس – دونيتسك و لوغانسك ، و زاباروجا و خيرسون بعد تحريك عمليتها العسكرية الخاصة التحريرية الدفاعية ، و بعد الإرتكاز على الأحقية التاريخية ، ومادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدفاع عن السيادة ، وعلى اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي التي تمنع إجراء تحالفات معادية .
ولم تنجح الثورات البرتقالية الأصلاحية الأوكرانية بين عامي 2007 و 2014 من ابعادها عن التدخل اللوجستي الأمريكي و الغربي ، و لم يخلو انقلاب " كييف " 2014 من نفس صبغة التدخل العجمي . و زج الرئيس فلاديمير زيلينسكي بلاده في حرب تصفية مع الجناح الشرقي و الجنوبي بهدف ضمهم قسرا . لكنهم رفضوا مشروعه عبر صناديق الأقتراع ، و بلغت فاتورة الحرب الداخلية الأوكرنية أكثر من 14 الف قتيل من الأوكران و الروس المواطنون هناك ، وتم تشريد غيرهم ، و توجيه تهمة باطلة من طرف سلطة " كييف " لموسكو مفادها بأنها ترحل أطفال أوكرانيا للداخل الروسي لدمجهم في المجتمع الروسي ، بينما قصدت موسكو حمايتهم من العملية / الحرب .
و الفرصة الأخيرة للسلام بالنسبة للعاصمة " كييف " كانت متوفرة في مفاوضات تركيا ، لكن أوكرانيا – زيلينسكي اختارت تسليم ملف أزمتها لأمريكا و الغرب ، لذلك بدا واضحا بأن الحرب التي تعتبرها موسكو مجرد عملية محدودة تستهدف تنظيف أوكرانيا من التطرف البنديري ، و عدم السماح لأمريكا و الغرب السيطرة على أركان الدولة الأوكرانية المجاورة لها من طرف الجنوب ، والتي لم تستهدف أوكرانيا ولا الأوكران ، تحولت الى عملية عسكرية خاصة ضد التطرف الأوكراني و سلطة " كييف " ومع الغرب الأمريكي بالوكالة . ولقد صرف الغرب أكثر من 200 مليار دولار بهدف ديمومة اشعال الحرب ، و لأستهداف أوكرانيا و روسيا معا ، و لازال الصرف الغربي ماثلا ، و السلاح كذلك يتحرك من جهة الغرب تجاه العاصمة " كييف " و بهدف استمراية الحرب الباردة و سباق التسلح و استهداف روسيا الناهضة بإستمرار .
لم تنج العاصمة الأوكرانية في حربها ، و لم يتمكن الغرب و بكل ما دفع من مال أسود و سلاح حديث و قديم من تحقيق نتائج عسكرية أوكرانية على الأرض ، وبقيت " كييف " تراوح المكان في حربها ، و في المقابل حققت روسيا نجاحات عسكرية تحريرية كبيرة ، وكلما طالت الحرب بجهد أمريكي – غربي واضح ، كلما خسر الجناح الغربي الأوكراني أكثر ، و أصبح الأمر أكثر وضوحا بعد حادثة غرب موسكو الإرهابية 2024 ، و ضلوع الأستخبارات الأوكرانية فيها ، و محاولة نظام " كييف " ابعاد التهمة عن حاله ، و كذلك الأمر محاولة أمريكا نفي التهمة عن سلطة " كييف " ، بينما التحقيقات الجنائية مع العصابة التي تم الاعلان على أنها تنظيم القاعدة – داعش الإرهابية أثبتت تورط " كييف " في الحادثة الإرهابية في موسكو ، و المعروف بأن تنظيم القاعدة متعهد أزمات و حروب ، وهو مجرم ، و يعمل على تجنيد المرتزقة لتحقيق أهداف الجهة المحركة له مقابل الحصول على مال وفير . و العين الروسي ايقور ماروزوف في مقابلة خاصة حديثة يشكك بأن العصابة من تنظيم القاعدة ، و إنما عصابة من أجل المال و مرتبطة بالأستخبارات العسكرية الأوكرانية .
و الان تطالب موسكو " كييف " تسليمها شخص مدير الاستخبارات لديها و المتورطين الأوكران بالحادثة الإرهابية ، و تتهرب " كييف " من الطلب الروسي مذكرة موسكو بطلب الغرب اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين . و بطبيعة الحال لا مجال للمقارنة بين حدث الأمس الأوكراني في موسكو ، و بين طلب الغرب السرابي وغير المعقول و لا المفهوم من موسكو . و من خسر الحرب ذهب الى الأرهاب مثل " كييف " و الغرب ، بحثا على ما يبدو عن أقصر الطرق . ومن توجه للحرب مع روسيا ، مثل " كييف " و الغرب ، خاصة أمريكا و بريطانيا – بوريس جونسون لم يحسنوا حتى الساعة التفريق بين ميدان الحرب و الأرهاب . و روسيا لا تستهدف في حربها الأوكران و أوكرانيا مثلما تستهدف التطرف ، بينما يستهدف الأرهاب المواطنين الروس ، النساء ، و الأطفال ، وهو عمل جبان و قذر وغير مقبول .
و بما أن " كييف " ترفض تسليم المتورطين الأوكران في حادثة موسكو الإرهابية وفي مقدمتهم مدير الأستخبارات ، فإن الخيار الوحيد المتبقي لها هو توجيه عقوبة للعاصمة " كييف " لا يعرف شكلها حتى الان . و الخطوة الأولى الروسية التي بدأت بالأقتراب من " كييف " ومن دون سلاح ، ستقود لخطوة ثانية تجاه " كييف " ، و الا فإن الأرهاب من طرفها تجاه روسيا سوف يستمر ، ومعالمة تكرر الان في المدن الروسية و المحررة روسيا مثل القرم ، و بيلغاراد ، و فارونيج ، وفي منطاق القفقاس . وهاهي موسكو تعلن عن تعبئة عسكرية جديدة لتعويض النقص الحاصل وسط العسكرية الروسية بعد اشتراك أكثر من نصف مليون جندي في العملية / الحرب الأوكرانية .
المشاركون في الحدث الأرهابي غرب موسكو من شبكة الأرهاب الواسعة ذات العلاقة مع القاعدة المسخة ، أصبح معظمهم خلف القضبان ، و يصعب على " كييف " انكار عدم الضلوع في الحدث المأساوي ، و أمريكا لن تكون عادلة اذا استمرت في حماية أوكرانيا – كييف و ابعاد الأنظار عن ضلوعها فيه ، و ملف التحقيق يثبت الحقيقة التي لا يمكن تزويرها . ومن بدأ الحرب و خسرها يسهل عليه انكار اليوم الثاني فيها ، و أقصد طريق الأرهاب ، وهو الذي لن يوصل لنتيجة ايجابية .
موسكو في عمليتها العسكرية الخاصة التي أطلقتها بتاريخ 24 شباط 2022 ، و هي لم تبدأ الحرب الأوكرانية ، و لم تبحث عنها فعلا . و تطور عسكري استراتيجي يحصل في القطب الشمالي ، وهو ليس بجديد منذ عشر سنوات ، لكنه مستمر ، و يعكس شروع حلف الأطلسي للتمركز قرب العاصمة موسكو و مدينة البحرية الحربية الروسية " سانت بيتر بورغ ، و روسيا متنبهة له و تواجهه بالمثل . و خطوة الحقبة القيصرية في بيع اقليم " الاسكا " عام 1867 لأمريكا رغم أهميته الاستراتيجية وسط القطب الشمالي كانت سلبية ، و تحمل روسيا المعاصرة جهدا مضاعفا في مواجهة تمدد حلف " الناتو " في عمق القطب الشمالي .
وفي المقابل فقدت روسيا حلف " و ارسو " مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، و شكلت حلفا عسكريا و اقتصاديا من الدول المستقلة عن الاتحاد ، و يواجهون مجتمعين " الناتو " ، و تمتلك موسكو لوحدها قدرة عسكرية فوق نووية يصعب على أي تحالف عسكري عالمي احراز نصر عليها أو على حلفاؤها .
مدار الساعة ـ