أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القضاة يكتب: أصحاب الجباه السمراء


عالم القضاة
صحفي أردني

القضاة يكتب: أصحاب الجباه السمراء

عالم القضاة
عالم القضاة
صحفي أردني
مدار الساعة ـ
يقفز إلى ذهني بعد كل أحداث لا تمت للشعب الأردني بصلة لا من قريب ولا بعيد سؤال، من هم أصحاب الجباه السمراء؟ من هم الذي يلبسون 'الفوتيك" و"البسطار"؟
السؤال يفرضه ما يتعرض له أصحاب الجباه السمراء -رجال الأمن- في مواقف وأحداث يقدمون بها واجباتهم على أكمل وجه للحفاظ على سلامة المواطنين واستقرار الوطن من خلال إبعاد المجتمع عن الفوضى وعمليات التخريب.
ما حدث في منطقة الرابية من متظاهرين ضد رجال الأمن، أعاد إلى الأذهان مشاهد كانت تكررت تجاه نشامى نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن، ما يجعل الأمر لا يبدو عاديا بعد أن غُلف بسموم الأفكار ضد جهاز يقدم خدمة عظيمة للمواطنين والوطن.
لا نريد الدخول في تفاصيل المظاهرات، لكن لتذكير كل من يدق على وتر التخريب وزعزعة أمن الوطن باختلاق الأكاذيب، نشير إلى أن الأردن منذ أن بدأت الحرب المستعرة على غزة أدى دوراً محورياً وعظيما لنصرة أهل القطاع والشعب الفلسطيني ابتداءً من سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني وانتهاءً بكل أفراد المجتمع الأردني الذين قدموا ما يستطيعون من جهود دبلوماسية و مساعدات مختلفة لإغاثة غزة، حيث كانت الوقفات الاحتجاجية منذ ما يقارب الستة أشهر تعكس تضامنا حقيقيا مع القضية الفلسطينية من قبل أركان الدولة دون إستثناء وأظهرت للعالم أن المملكة الأردنية الهاشمية ستبقى قولا وفعلا على العهد ووفيّة للقضية الفلسطينية حتى يُنعم الله على الأرض المباركة بالتحرر من عدو صهيوني غاصب.
أَلَمْ تكون الوقفات الاحتجاجية التي بدأت منذ نحو الـ180 يوم كفيلة بأن تكون شاهدة على أخلاق وانضباط أصحاب الجباه السمراء، وشاهدة على انسانيتهم ووطنيتهم وشعورهم القومي تجاه ما يحدث في غزة والضفة الغربية! أَلَمْ تكن هذه الأيام كفيلة بإظهار معادن الرجال الحقيقين بعد أن كبتوا غضبهم من سلوكيات فردية خرجت من محتجين، بل ردوا الإساءة بالمودة والاحترام، وكل ذلك نابع من حبهم لوطنهم الذي لا يساومون عليه.
رجال "الفوتيك" الذي هم صمام الأمان للدولة، نجحوا وباحترافية عالية على ضبط واقع الاحتجاجات في المحافظات وفي محيط السفارة الإسرائلية بمنطقة الرابية في العاصمة عمان منذ انطلاق الحرب الصهيوينة على غزة في 7 أكتوبر الماضي، حيث لم نسمع من تذمر منهم من أداء واجبهم حتى لو بكلمات بسيطة رغم الضغوطات اليومية الناتجة عن تواصل الوقفات الاحتجاجية.
بعد كل ما يقدمه أصحاب الجباه السمراء، هل كان هناك داع بأن يُقابل الإحسان بقلة الإحسان والإساءة؟ وهو للأسف ما جرى من ثلة من المتظاهرين الذين تجاوزوا العادات والتقاليد والقوانين، فكان من الواجب أحترام رجال الأمن لا أن نسيء لهم ونحاول الاعتداء عليهم، ونصفهم بأوصاف غير مقبولة، ورغم كل ذلك فإن نشامى الأمن العام وحسب فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحلّوا بأقصى درجات ضبط النفس لضبط الأحداث والتجاوزات التى حدثت في الوقفات الاحتجاجية.
الغريب أن من رواد مواقع التواصل يحاولون تحريف وتزييف الواقع بالتشكيك بنية الدولة الأردنية بتغيير موقفها من الوقفات الاحتجاجية والعمل على منعها، رغم أن بيان مديرية الأمن العام واضح وضوح الشمس ولا يحتاج إلى التفسير بعد أن حث المواطنين بالتظاهر في حدود القانون والابتعاد عن محاولات التجاوز على القوانين، أو التحريض بالفعل أو القول على رجال الأمن أو إثارة الفتنة على وسائل التواصل أو قطع الطرق أو إشعال النيران وحرق الممتلكات.
ختاماً، نطرح تساؤل للثلة التي تخرج عن القانون بسلوكياتها، ولمن يُجيش ضد الأردن من "الذباب الإلكتروني" وينثر الأكاذيب والشائعات عن نشامى الأمن العام، أليس لأصحاب الجباه السمراء الحق بأن يعيشوا مع أسرهم الأجواء الرمضانية! أليس من حقهم أن يتحضروا لاستقبال العيد مثل باقي أفراد الشعب الأردني! أليس من حقهم أن يقوموا بشراء العيديات لأبناءهم وأهاليهم وزيارة الأقارب! أليس من حقهم الاطمئنان على أسرهم ومعالجة المريض منهم أو مرافقته في رحلة العلاج! أمور عديدة يحتاجها هولاء الأبطال، إلا أنهم آثروا الوقوف بصمت لحماية المشاركين بالوقفات الاحتجاجية، حباً منهم لتراب الوطن ومتناسين كل ما يدور حولهم في الشهر الفضيل خدمةً للمواطنين وحرسًا على أن تبقى سفينة الوطن تسير بإطمئنان بقيادة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.
مدار الساعة ـ