مدار الساعة - كتبت: براءه الحجاج (من الفريق الإعلامي للمجتمع الطلابي التغذوي للبحث العلمي) - يعد صوم رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة، فهو واجبٌ على كل مسلم بالغ عاقل وقادر.
إن ديننا الحنيف دين يُسر وليس عُسر فلا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها، حيث أباح الإسلام الإفطار لأصحاب الأعذار، مع وجوب القضاء أو الكفارة (الفدية) مثل الحوامل والمرضعات ومرضى الأمراض المزمنة كالسكري.
يُسبب الصوم الضرر لبعض مرضى السكري فتستدعي الحاجة الطبية عدم الصيام، لذلك ينبغي على مرضى السكري استشارة الطبيب المعالج قبل البدء في صيام شهر رمضان للتأكد من مدى ملاءمة الصيام لحالتهم الصحية.
بعد ذلك، يمكن لمريض السكري التخطيط لوجبات السحور والإفطار بعناية للتحكم في مستويات السكر في الدم بشكل فعال.
• أشهر المضاعفات التي قد يتعرض لها مريض السكري أثناء الصيام:
أولًا:انخفاض سكر الدم
يحدث نتيجة لتغيرات في نمط التغذية والصيام، وخاصة عند تناول وجبات السحور أو الإفطار بشكل غير منتظم.
يمكن أن يؤدي انخفاض مستوى السكر في الدم إلى الدوار، والإعياء، وفقدان الوعي، وفي حالات شديدة قد يحدث الغيبوبة.
ثانيًا:ارتفاع سكر الدم
يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.
ثالثًا:الحامض الكيتوني السكري
تحدث هذه الحالة عندما يعتمد الجسم على تحلل الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بسبب نقص السكر في الدم، بحيث أن تحلل الدهون يؤدي إلى إنتاج الكيتونات، التي تتراكم في الدم وتؤدي إلى ارتفاع حموضة الدم.
رابعًا:الجفاف والخثرات الدموية
يسبب صيام شهر رمضان لمريض السكري الجفاف نظراً لافتقار الجسم للسوائلل، حيث يتسبب الجفاف في زيادة لزوجة الدم التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالخثرات الدموية، لذلك يتعين على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان أن يشربوا كميات وفيرة من الماء خلال ساعات الليل، لحماية أنفسهم من الجفاف وما ينجم عنه من مضاعفات.
• التغذية:
- تعتبر وجبة السحور هامة جدًا لمريض السكري لتوفير الطاقة اللازمة خلال ساعات الصوم، إليك بعض النصائح:
أولًا:اختر كمية مناسبة من الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة كالشوفان والخبز النخالي والخضروات النشوية كالذرة والبطاطا، نظرًا لامتصاصها البطيء في الجهاز الهضمي، مما يساعد على منع الارتفاع الحاد في مستوى السكر في الدم بعد وجبة السحور ويساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول مقارنة بالكربوهيدرات البسيطة.
ثانيًا:اختيار مصدر جيد للبروتين في وجبة السحور، حيث يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول .
ثالثًا:يُنصح بإضافة الخضروات والفواكه إلى وجبة السحورلإضافة الألياف والعناصر الغذائية المهمة للوجبة.
رابعًا:يجب شرب كمية كافية من الماء خلال وجبة السحور وعلى مدار اليوم لمنع الجفاف والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
- يُعتبر الإفطار وقتًا مهمًا لمريض السكري، حيث يحتاج الجسم إلى تعويض السوائل والعناصر الغذائية التي يفقدها خلال ساعات الصوم. و تعد فرصة لتحقيق توازن غذائي وتلبية احتياجات الجسم بشكل صحيح، وتجنب تقلبات مستوى السكر في الدم. وعليه فإن منظمة الصحة العالمية أوصت باتباع هذه الإرشادات:
-ابدأ إفطارك بتناول ثلاث حبات من التمر. فالتمرُ مصدرٌ ممتازٌ للألياف.
-تناول في وجبة الإفطار كثيرًا من الخضروات لتزود جسمك بالفيتامينات والمغذيات.
-تناول الحبوب الكاملة، التي تزود الجسم بالطاقة والألياف.
-استمتع بتناول اللحوم خالية الدسم والدجاج بدون جلد والأسماك على أن تكون مشوية أو مطهوة في الفرن للحصول على حصة جيدة من البروتين الصحي.
-استمتع بوجبتك وتجنب الإفراط في تناول الطعام عن طريق تناول الطعام ببطء.
-تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات نظرًا لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر خصوصًا المقطرة تقطير كامل بالقطر كالقطائف واستبدالها بالقطر المخصص للمرضى أو استخدام الملعقة .
-تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا لأن الكافيين قد يسبب كثرة التبول، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف. وتذكر أن المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر ستضيف مزيدًا من السعرات الحرارية إلى نظامك الغذائي.
في الختام، يجب على مرضى السكري أن يحرصوا على عدم إهمال تناول الدواء خلال شهر رمضان، مع الالتزام بالحمية الغذائية المناسبة.
