"إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان، ما هي إلا دليل يؤكد مجددا أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ستبقى بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس الشريف ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة".
هذا ماتحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني المعزز حول القضية الفلسطينية في خطاب العرش السامي بإفتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر، هذه القضية التي لم تغب عن بال الهاشميين منذ بدايتها وفي جميع مراحلها.
قضية أسرت قلوب الهواشم والأردنيين جميعاً و على مدى سنوات عديدة، أخذت اهتمام خاص وكبير و ترعرت في قلب وبيت كل أردني علّم أبناءه وبناته على حب الوطن أولاً وحب فلسطين.
إن مايحدث في الشارع الأردني من محاولات لحرف البوصلة الأردنية عن القدس وغزة، والتقليل من مواقف الأردن مرفوض للغاية، وذلك لأن تماسك الجبهة الداخلية للأردن هو قوة فعلية منيعة للأهل في غزة.
شعارات تملأ منصات التواصل الإجتماعي حول دعوات للوقوف في مسيرات تضامنية مع غزة رفضا للحرب، لكن للاسف الكثير من هذه الشعارات يحمل رسائل سوداوية غامضة هدفها الحقيقي النّيل من الأردن وذلك عبر الهتافات والتعدّي على رجال الأمن العام وتكسير وتدمير الممتلكات العامة.
شعارات لم تحمل غالبيتها أي نوع من أنوع التظاهر السّلميّ والتضامن الحقيقي مع غزة، شعارات هدفها تفكيك الوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا الأردني، شعارات كان المراد منها مطامح واضحة لزعزعة استقرار بلدنا الغالي.
لن نسمح بتمرير أي أجندة على الساحة الاردنية من خلال الوضع الراهن في غزة وفلسطين لاستعطاف المواطنين وجرهم للنزول إلى الساحات، لدينا شعب مثقف وواعي يدرك تماما حجم وطننا الحبيب وأهمية الحفاظ على أمنه واستقراره، لدينا شعب غرس في قلبه حب الوطن ويدرك تماما مواقف الأردن تجاه قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية.
حب فلسطين خُلق مع كل مواطن أردني بالفطرة، نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم، نحارب ونتضامن معهم بالحروب والمعارك وهنا نستذكر العمليات الحربية عام 1948 و 1967 والتي تتلخص بـ" معارك القدس و الشيخ جراح والرادار واللطرون وباب الواد"، نتضامن معهم أيضا بالكلمة والفيديو والصورة والصوت، الألم واحد والقلب واحد والقضية واحدة، علينا أن لا نسمح لمن لهم غايات يتركز محورها بزعزعة أمن واستقرار البلد بالدخول إلى عقولنا وجرنا إلى الساحة، علينا أن نتضامن بشكل حقيقي وفعال أي أن نضع في قلوبنا حب الوطن أولا وحب فلسطين.
إن استقرار الأردن ركيزة رئيسية لصمود الشعب الفلسطيني، مواقف الأردن على مر السنين كانت واضحة وثابته، طالب الأردن منذ اليوم الأول بحلول ترد للفلسطينيين حقوقهم رافضا العنف والدمار والتهجير، متمسكا بالوصول إلى سلام عادل وشامل وآمن للقضية الفلسطينية.
جاحدٌ من يقلل من المواقف الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، جاحدٌ من يرى أن الأردن لم يقدم شيئا وتناسى مايحدث من حرب ودمار في نصف قلبة غزة، جاحدٌ من يرى أن مسيرات الأجندة الغامضة هي من ستحقق أمن واستقرار فلسطين.
سيبقى الأردن حرا أبيا وعاشت فلسطين مهما جار عليها الزمان القدس لنا وفلسطين قضيتنا.