انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

جودة يكتب: سباق الفورمولا ون


محمد جودة
كاتب أردني مقيم في إيطاليا

جودة يكتب: سباق الفورمولا ون

محمد جودة
كاتب أردني مقيم في إيطاليا
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/31 الساعة 21:30
هناك مدينة في اسبانيا (بامبلونا) تحصل فيها مصارعة الثيران وينطلق فيها اسبوع احتفالات مهرجان الركض مع الثيران (لا كورريدا) يطلقون فيها كل ثيرانهم الهائجة لتجوب راكضة في الشوارع بسرعة فائقة يهرب منها الناس فهي تأخذ الاخضر واليابس ولا احد يستطيع الوقوف في طريقها..
اصبحت صناعة السيارات اليوم لا تراعي اي مقياس للامان من السرعة الفائقة التي تبلغها السيارات الحديثة وكأنها في سباق الفورمولا ون ولكن في الشوارع غير المجهزة لذلك وتكون مصدر قلق للاجهزة الامنية المسؤولة خاصة وان اعداد السائقين ازدادت بشكل ملحوظ وزاد الطلب على السيارات و منها باتت المنافسة الشديدة تؤدي الى صناعة سيارات اسرع وبتقنيات متقدمة وشاشات وهواتف و كل ماهب ودب لتقنع المشتري وربما بالتقصير في النظر الى عامل الامان للسائق ولعائلته و لغيره.
عندما احتاج الى الذهاب الى عمان من مكان اقامتي على طريق المطار وادخل بمركبتي من احد الطرق اشعر وكأنني راكب دابة قوية واجز بها بين مجموعة الثيران الهائجة من السيارات المندفعة المتجهة من كل حدب الى عمان قادمة من طريق المطار, فهناك من يأتيك فجأة عن اليمين ومن عن اليسار ومن تراه مندفعاً وراءك تحسب انه لا يراك او سيدفع بك لا تعرف الى اين وان حاولت التزام اليمين بسرعة هادئة كما تعودنا في ايطاليا في اوتوسترادات اكبر كثيرا جدا من طريق المطار وبطول مئات الكيلو مترات وبأعداد هائلة من المركبات والحافلات ولكن بترتيب وتنظيم احلم ان اراه واعيشه هنا في موطني .. في شارع المطار .. حيث عدد السيارات والحافلات اقل بكثير ولكنها تبدو اضعاف ذلك من السرعة والعجلة و الاندفاع في كل الاتجاهات.
ان التجاوز عن اليمين هو من اخطر ما يمكن في الطرقات السريعة حيث ينظم السير بثلاثة مسارب : اقصى اليسار فقط للتجاوز و السير بسرعة 80-100 كم/ساعة اذا كانت السرعة المسموح بها, خط الوسط للسرعات ما بين 60-80 و مسرب اليسار لمن تقل سرعته عن 60 كم/ساعة و لمن يريد الخروج من الطريق السريع و تكون السرعة اقل نوعيا عند المداخل للطريق لتسهيل عملية ولوج المركبات الاخرى .. و من يخالف و يتجاوز عن اليمين يقع في مخالفة قدرها من 83 الى 332 يورو تصله الى بيته خلال يومين لدفعها فورا. و لو قام بالتجاوز عن اليمين بسرعة فائقة للمرة الثالثة يدخل في مشاكل جنائية و سحب رخصة القيادة.
فأرجو واتوسل الى المسؤولين في هذا الوطن الحبيب اتخاذ الاجراءات الفورية الرادعة بعمل قانون فوري لمنع التجاوز عن اليمين في الطرق السريعة لأنها ممكن ان تتسبب بحوادث قاتلة نحن في غنى عن تجربتها وعافى الله الجميع.
هناك حالات استثنائية طبعا للتجاوز عن اليمين وهي في حالة ان السير بطيئ في كل المسارب او في حالات اضطرارية كحادث معطل لمسرب اليسار و حالات يعرفها المسؤولين عن السير.
اما الغمازات او الاشارات التي تتيح للسائق الذي يتبعنا معرفة اتجاهنا ان كنا نريد التوجه الى اليمين او الى اليسار وخاصة على اشارة حمراء ممكن الاتجاه منها الى اليسار او اليمين او الى الامام . فهذه الغمازات وضعت خصيصا لذلك و ليست للزينة و غير مكلفة لو شغلناها كما يبدو للبعض فيبخل بها و لا تعرف اين يتجه و لا يهمه ان تعرف يعني استنى و دبر حالك.
والخطير والاخطر على الاطلاق, الجديد على عالم السواقين والسواقات الهاتف الخلوي حبيب الكل الذي قتل الالاف في كل العالم وسوف يقتل المزيد ان لم نضع حداً للتعامل معه. فعلى الاشارة الحمراء يضطر الجميع لاستعمال المنبه ويصرخ وينرفز لينبه السائق الاول بأن الاشارة اصبحت خضراء غامقة وهو ملتهي بتلفونه . وموضع الموبيل الدائم بجانب الحجاب للسائقات .. كما قال احد الاصدقاء بأنه يسبب اورام فأجابته احد الصديقات ان الاورام ستصيب الموبيل من كتر استعمالهن له. هناك اجهزة صغيرة سوف تصبح الزامية في ايطاليا توضع في داخل المركبة تمنع ارسال او استقبال الهاتف . اذا اردت التكلم قف على اليمين في المواقف المخصصة بأمان وتنزل من المركبة و تبعد عنها بعض الامتار ليعود الهاتف ليعمل.
ارجو من الجميع الانتباه لان الحوادث التي يسببها الهاتف تعتبر الان من اكثر الحوادث و اخطرها في انحاء العالم وارجو من المسؤولين تطبيق القوانين الرادعة لذلك لسلامة الجميع .
ان السيارات و المركبات الحديثة اصبحت سريعة جدا و فعلا تصبح كالثيران الهائجة من الصعب السيطرة عليها في حالات السرعة الفائقة والشاشات الكبيرة والتي تؤثر و تضعف الحواس لأي كان فنفقد قدرتنا على التصرف عندما نحتاح الى ثانية لتفادي ما يمكن ان يؤدي بنا الى تهلكة.
فأرجو من الجميع الانتباه و تهدئة الاعصاب وراحة النفس قبل و اثناء القيادة و ان نصل متأخرين قليلا خير من ان لا نصل ابدا.

مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/31 الساعة 21:30