انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

للمزاودين.. هذه نتائج الغاء 'اتفاقية السلام'


علاء القرالة

للمزاودين.. هذه نتائج الغاء 'اتفاقية السلام'

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2024/03/31 الساعة 03:37
لنتفق اولا بان الاردن لم يذهب الى اتفاقية السلام مع الكيان المحتل الا بعدما ان ذهب لها الفلسطينيين انفسهم وبكل فصائلهم، ولنتفق ايضا ان اخر مستفيد من هذه الاتفاقية هم الاردنيون انفسهم، والاهم فيما سنتفق عليه يكمن بماذا استفادت القضية الفلسطينية والفلسطينيين منها، وماذا سيحدث في حال قرر الاردن الغاء الاتفاقية المبرمة مع الكيان؟.
لعل اول الخاسرين من"الغاء الاتفافية"واخرهم من الغاء هذا الاتفاقية الفلسطينيين انفسهم، وذلك لعدة اسباب منها اغلاق المتنفس الوحيد للضفة الغربية على العالم ورئته الشرقية التي تنتشر انفاسهم من خلالها ويبعثون برسائلهم وروايتهم ومعاناتهم للمجتمع الدولي، والاهم من الفلسطينيين انفسهم "القدس" وبما فيها من مقدسات سوف تهود وتستباح في حال الغيت الاتفاقية وبقينا في حالة من غياب السلام مع هذا المتغطرس.
اتفاقية السلام ياسادة يا كرام هي من مكنتنا خلال السنوات الماضية من راعية المقدسات في الضفة الغربية والمحافظة عليها وخدمتها وترميمها وصيانتها وضمان وصول المتعبدين اليها، وكما اتاحت لكل فلسطيني ان يمر من خلالنا للعالم وساعدتنا على تمكين الفلسطينيين من اقامة نواة دولتهم المنتظرة التي نقاتل لاقامتها منذ سنوات الاتفاقية وعلى حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
لولا هذه الاتفاقية التي تتهموننا بالخيانة لاجلها الان وتزاودون علينا بها، لاستباح المستوطنون الضفة الغربية ولما تمكنا من ادخال حبة قمح او سرير للعلاج ولما استطعنا انزال المساعدات وارسالها برا وجوا للغزاويين في غزة والذين هم لاينتظرون الا الافعال وليس الخطابة والتأجيج والفتنة والمسيرات التي لا تطعم ولا تعني من جوع، ولولا الاتفاقية ايضا بيننا وبينهم ولا اذيع سرا لانتهت القضية الفلسطينية من ربع قرن وهجر كل من فيها.
لو اراد الاردن التعامل بانانية مع القضية الفلسطينية لاوقف الاتفاقية اليوم قبل الغد، غير ان الحكمة والعقل تجبرنا على المضي فيها مصرين بذات الوقت على ان تقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولاجل هذا نعمل مع كل الشركاء في العالم على الضعط على هذا الكيان على انهاء الصراع المسلح في عموم فلسطين وليس غزة فقط.
ومع ذلك لم يتوان الاردن قيد انملة بتجميد كافة الاتفاقيات ووقفها وتعليق ما كان سيوقع منها ورهنها جميعها بوقف العدوان على غزة، فطرد السفير واغلق السفارة وجاب العالم نيابة عن الفلسطينيين جميعهم بهدف وقف العدوان وتعرية الرواية الإسرائيلية المضللة وكسر الحصار برا وبحرا ويرسل المساعدات بما يفوق طاقاته وقدراته المتواضعة.
بالمختصر، الغاء الاتفاقية لن يضرنا فآخر الخاسرين هو الاردن والاردنيون، واول من يخسر هم الفلسطينيون انفسهم والمسلمون والعرب، فخروجنا من الاتفاقية يعني تهويد القدس واستباحتها بكل مقدساتها، وزيادة في سطوة الاحتلال على الضفة، والاهم اننا بخروجنا هذا سنكون كمن حكم على الفلسطينيين بالحصار للابد فمن منكم يريد ذلك؟. وهذا سؤال للجميع باستثناء المزاودين الذين يتلقون تعليماتهم من الخارج..
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2024/03/31 الساعة 03:37