منذ ما ينوفُ عن المائتين يوما، تدور رحى الحرب الاعنف على غزة من قِبلِ قوى الشر و الطغيان اصحاب الأكف الآثمة قتلة الانبياء و الرسل فما تضمنته هذه الحرب من تقتيلٍ و تنكيلٍ و تهجير للاهل في غزة ان هو الا دليلٌ واضحٌ و حُجةٌ دامغةٌ على ممارسات المحتل لجرائم الحرب في ظل الصمت المطبق لأفواه المجتمع الدولي و ازدواجيته في تطبيق المعايير للقانون الدولي و التشريعات التي من شأنها ان تصون حقوق الانسان و حريته فقد وقف ذلك المجتمع عاجزاً عن التنديد بهذه الممارسات و ايقاف همجية المحتل بارتكابه للجرائم بحق المدنيين العُزّل و التي راحَ ضحيتُها براءةُ الاطفال و رزانةُ الشيوخ و حياءُ النساء.
لقد كانت مواقف الاردن و ستبقى مع أمته، فقد شاركها نضالها في سبيل التحرر من الاستعمار و التبعية فكان المبادر دوما للنهوض بواجبه القومي في كل الأوقات دفاعا عن شرف الأمة و قضاياها المصيرية متجاوزا بذلك مصالحه الذاتية متحملا ما يفوق طاقته و امكاناته و سيظل في ذاكرة الاجيال مبعث اعتزاز و فخار.
و لم يتوان مولاي صاحب الجلالة الملك عبد الله، و الذي يجوب اصقاع العالم محذرا من الوقوع في شراك الحل الدموي الرامي الى المزيد من حركات الاستيطان و بناء المستوطنات فلن تنعم المنطقة بأسرها الا بحل الدولتين و ضمان حق قيام الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني.
كما وجاءت التوجيهات الملكية لاغاثة الأهل في غزة و ذلك من خلال تعزيز العمل للمستشفى الميداني في غزة و انشاء مستشفى ميداني ثان و ثالث و ما لحِقَ هذا العمل من عمليات إنزال جوية من مواد اغاثية و طبية نفذتها القوات المسلحة الاردنية صقور سلاح الجو.
ثم يخرج علينا من كان بالأمس يرجو ان نستضيفه و نُكرمه و نحميه، يخرج علينا بلسان الفرس منادياً لالتحام الشعب الاردني بالقوات المسلحة و يُحرض على استهداف الأمن الوطني الداخلي من خلال مجموعة بائسة أكلت من خير هذا الوطن و طعنت به حينما نضجت.
ان الاردن قادر على تخطي مثل هذه الازمات التي لطالما تخطى سابقاتها و أضاء الكون من خلالها للقيّم الانسانية و أشعل فتيل جهنم لكل من يحاول المساس به.