كما أن هنالك مشروعا استثماريا اقتصاديا فإن هنالك مشروعا استثماريا سياسيا وهذا ما تقوم به إيران بالمنطقة فقد بدأت استثماراتها في لبنان من خلال إنشاء حزب الله حيث تشكل حزب الله بين رجال الدين اللبنانيين الذين درسوا في النجف، والذين تبنوا النموذج الذي وضعه آية الله الخميني بعد الثورة الإيرانية عام 1979 ونتذكر جميعا قول حسن نصرالله في احد خطاباته «مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام الخميني» وفعلا نجح هذا الاستثمار ونتج عنه حزب قوي ولاعب رئيسي في المنطقة.
ومن ثم انتقلت إيران للاستثمار في اليمن وكان نتاج ذلك حركة الحوثيين والتي اصبحت تشكل تهديدا ليس فقط إقليميا بل دوليا من خلال سيطرتها على باب المندب وبعد ذلك استثمرت إيران في العراق وسوريا وإيجاد مليشيات طائفيه تخدم مصلحة إيران بالدرجه الأولى، ونعود إلى ما هو أهم الان فبعد عدة محاولات إيرانية من اختراق حركة حماس كان دائما نصيبها الفشل ولكن استطاعت إيران في السنوات الاخيره ان تصنع تيارا مؤيدا لها وبدأ هذا التيار المؤيد لإيران داخل حركه حماس يتسع وبدأت إيران الدخول اكثر واكثر داخل الحركه إلى أن استطاع التيار المؤيد لإيران بفرض سيطرته وصاحب الكلمه العليا داخل الحركه بقيادة يحيى السنوار وخليل الحية وصالح العاروري وأسامه حمدان ومحمود الزهار. نقولها وبمراره ان إيران تسعى جاهدة لتحويل حركة حماس الي استثمار سياسي جديد في المنطقه يخدم مصالحها فقط ، حيث تسعى إيران إلى احتكار ملف القضية الفلسطينية من خلال حركات المقاومة المسلحه بعيدا عن أي عملية سلام شاملة وفرض اجنداتها بالمنطقة على أنها الوصي على حركات المقاومة وعليه نتمنى من القادة في الحركة ان تعيد النظر في علاقتها مع إيران ونخشى ان هذا المطلب أصبح من الماضي وان الواقع يقول انه الحركة ارتبطت استرتيجيا مع دولة إيران وأصبح هذا الارتباط يشكل وحدة وجود لها.