انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

العتوم يكتب: ضلوع الأرهاب لايعفي الغرب


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: ضلوع الأرهاب لايعفي الغرب

مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/30 الساعة 21:27
لم تأخذ موسكو اشارة السفارة الأمريكية لديها بخصوص تخطيط تنظيم القاعدة " داعش " الأرهابي بغزوها لإستهداف المعابد اليهودية فيها بتاريخ 7/ أذار / 2024 ، أي قبل اسبوعين من حادثة مسرح " كوركوس " الأرهابية بتاريخ 23/ أذار / 2024 بالقرب من المدخل الغربي للعاصمة بحمل الجد رغم تحذير السفارة لرعاياها بعدم التردد على المولات التجارية أيضا. و تعتبر موسكو بأن جرس الأنذار الأمريكي غير كافي ولم يحمل تفاصيل ، و في المقابل كان بأمكان موسكو الأكتفاء بما ورد لطرفها من معلومة سريعة من السفارة الأمريكية لرفع مستوى الجاهزية الأمنية وسطها تماما كما فعلت بعد وقوع الحادثة المأساوية . و المعروف هو بأن أمريكا لها حضور في أفغانستان بعد مغادرة الاتحاد السوفيتي لها عام 1989 ، و تعرف روسيا التي قادت الاتحاد السوفيتي أفغانستان جيدا عندما غزتها عام 1979 .
اعتبر مدير جهاز المخابرات الروسية الكسندر بوريتنيكوف في تصريح حديث له بأن الأجهزة الأمنية للعاصمة كييف ضليعة في حادثة مسرح " كوركوس " ، و بأنها من قدمت التمويل ومنه المشفر لعصابة القاعدة الإرهابية ، و كانوا بأنتظار عودتها الى الأراضي الأوكرانية ، لكن الأمن الروسي كان لها بالمرصاد ، فتم القاء القبض على جميع أفراد العصابة و ايداعها خلف القضبان و التحقيق الجنائي جاري معها على قدم و ساق للوصول لمزيد من حقائق العملية الأرهابية التي مست حياة المواطنين الروس و في مقدمتهم الأطفال . و المعروف بأن ميدان العملية / الحرب الروسية – الأوكرانية و مع " الناتو" بالوكالة على أطراف مناطق الدونباس ، و الروس لا يحاربون الأوكران و لا أوكرانيا ، و إنما التطرف الأوكراني و سلطة " كييف " المشابهة .
سيبقى الموقف الأمريكي و البريطاني غير مفهوم بالنسبة لموسكو بسبب مصلحتهما المشتركة في استنزاف روسيا بسبب الحرب الأوكرانية و لديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ، و هما بالنسبة لها في قفص الأتهام في حدث موسكو الإرهابي الى جانب تنظيم القاعدة و التيار البنديري الأوكراني المتطرف . و في الوقت الذي أدان فيه وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكين حادثة موسكو صمت الرئيس جو بايدن لكي يكسب أيضا جولة الأنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة ، و صمتت بريطانيا ، بينما أدانت فرنسا – ماكرون الحادثة الإرهابية ، و قررت ذات الوقت ارسال قوات فرنسية مباشرة الى " كييف " العاصمة بهدف اسنادها في حربها الخاسرة مع روسيا . و لا صوت غربي في المقابل ينادي بسلام روسي أوكراني ومع الغرب نفسه .
ينتظر الشارع الروسي و العالم العقوبات التي ستفرضها روسيا – بوتين ووعدت بها والتي ستطبق على الجهة المنفذة للعملية الأرهابية ، و الممولة ، و المخططة ، و الموجهة" بالريموت كونترول " عن بعد . و اعتقاد يسود بأن العقوبات الروسية العسكرية ستشمل العاصمة " كييف " التي رغبت روسيا بداية حسم المعركة من خلالها ، و توجهت لها أولا ومن دون سلاح . وحادثة موسكو الارهابية قذرة استهدف المواطنين الروس و الاطفال بينما ميدان المعركة معروف ، و سبق لروسيا أن نظفت سوريا من القاعدة – داعش ، و تواصل تنظيف الاراضي الأوكرانية من التطرف الشديد المماثل ، وهو ما يتطلب منها ، أي من روسيا رفع مستوى الحس الأمني الى درجات عالية على مستوى الأجراءات و التقنيات و العسكرة .
وما نعرفه أيضا هو بأن هدف العملية الروسية الخاصة التحريرية الدفاعية التي انطلقت بتاريخ 24 / شباط / 2022 تطهير أوكرانيا المجاورة من التطرف البنديري ،وعدم السماح لأوكرانيا بالأنخراط مع الغرب في حلف "الناتو" المعادي لها ، ولها في عمق التاريخ المعاصر تجربة مماثلة في أفغانستان . لذلك نلاحظ كيف أن التطرف نفسه يباغت و يهاجم روسيا بين الفينة و الأخرى ، وهو ما يتطلب الحذر الدائم . و ستبقى روسيا ناهضة على كافة المستويات الأقتصادية و السياسية و العسكرية و التكنولوجية و النووية ، و تشكل ميزانا عالميا و رقما صعبا ليس في مجلس الأمن فقط و انما وسط المجتمع الدولي .
روسيا الاتحادية هي الأكبر مساحة في العالم ، أكثر من 18 مليون كيلومتر مربع ، وتحتاج لجهود أمنية كبيرة لحمايتها من الأرهاب ، و يركز الأرهاب عادة على الاستعراض " الشو " وعلى قتل أكبر عدد من المواطنين ، و يكرر سلوكه هذا في مناطق عديدة في العالم ، وفي روسيا سبق و أن غزا الارهاب القفقاس ، و مدرسة " بيسلان " عام 2004 ، و موسكو العاصمة أيضا ، و يكرر أفعاله العدوانية ، و يحقق أجندات غربية معروفة ،ولقد تزامن الحدث الأرهابي الخير في موسكو مع فوز الرئيس فلاديمير بوتين في الأنتخابات الرئاسية الروسية و بنسبة مئوية فاقت التوقع وصلت الى حوالي 88% من أصوات الناخبين الروس ، وبعد نجاحات عسكرية ملاحظة وسط الاراضي الأوكرانية ، و بعد تصدي فولاذي للعسكرة الغربية بالوكالة .
اخر المعلومات تفيد بتقدم روسيا على الجبهة الأوكرانية في مناطق " دونيتسك" ، و لازالت الجيش الأوكراني عاجز عن احراز أي تقدم عسكري ، و هو أمر طبيعي ، و على نظام " كييف " و الغرب أن يعوا بأنهم يواجهون جيشا روسيا جرارا يعتبر واحدا من أقوى جيوش العالم ان لم يكن أقواها خاصة على المستوى التقني العسكري ، و يعمل بإستراتيجية و حكمة ، و لا يستعجل تحقيق انتصارات غير محسوبة نتائجها . و يصعب هزيمة روسيا عسكريا و سياسيا و اقتصاديا ، و هي دولة و قطب ناهض . وهي دولة فوق نووية السلاح ، و تجذف صوب استكمال بناء عالم متعدد الأقطاب ، عادل و متوازن و متعاون . و التنسيق العالمي الأمني مطلوب لمواجهة تحدي الأرهاب . ومدرسة احادية القطب الغامضة ان الاوان لها لكي ترحل .
وفي مدينة " بيلغاراد " الروسية المحاددة لأوكرانيا يطالب المواطنون الروس حماية روسيا لمدينتهم من التطاولات الأوكرانية من طرف " كييف " ، و يتمنون على موسكو كما رشح لي تعويضهم على خسرانهم لممتلكاتهم جراء القصف الأوكراني المتكرر . و سيطرة روسية جديدة على حادثة ارهابية استهدفت مدينة " ستافروبل " في القرم ، و هو الأمر الذي يعكس نباهة الأمن الروسي بعد حادثة موسكو . و اعلان روسي رسمي للتجنيد في الجيش الروسي لحماية الداخل الروسي خاصة بعد مشاركة أكثر من نصف مليون عسكري روسي في العملية / الحرب الروسية – الأوكرانية ومع الغرب بالوكالة .
وفي الختام لاتوجد دولة تستطيع حماية نفسها من عيون الأرهاب الحاقد الا بالإعتماد على نفسها ، و روسيا بالذات محسودة في الغرب ، و ليس كل الغرب يفرق بين الحروب و الأرهاب الذي يستهدف بسطاء الناس هنا و هناك . و المواطن الروسي مطالب في المقابل الأنتباه لكل ما يستهدف بلده لإجتثاث الأرهاب من جذوره .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/03/30 الساعة 21:27