نقف مع فلسطين بكل ما أوتينا من قوة، ندرك أن هناك احتلالا غاشما غاصبا غاضبا يجرم في حق شعب مظلوم منتهكا لكل حقوقه ويمارس إجراماً لم نشهد في التاريخ المعاصر مثيلا له.
نعلم أن الحكومة الأردنية ليست بالحكومة المثالية وترتكب أخطاء فادحة تؤدي إلى حالة من السخط والغضب الشعبي المبرر، لكن السؤال الذي أحب أن أطرحه على نفسي دوما هل نحن في حالة طبيعية أم في أزمة؟
الجميع يعلم أنه لا يمكن فصل ما يجري في فلسطين عن الشأن الأردني، فالقضية الفلسطينية هي شأن أردني داخلي ومرتبطة مع سياسات الدولة الداخلية والخارجية ارتباطا وثيقًا؛ فهذا الكلام كله يقودنا أن نعي أننا نعيش حاليا أزمة عميقة.
فيجب علينا التصرف بعقلانية وسد السبيل أمام أصحاب الأجندات التأزيمية ومن يريدون تسجيل هدف في مرمى الدولة لمصالحهم الانتخابية، من استغلال الموقف وتعميق أزمة الفجوة بين المواطن والدولة.
فالمعارضة الوطنية هي المعارضة المسؤولة، التي تقف بجانب الدولة (ليس الحكومة) في الأوقات الصعبة والأزمات الحرجة، فتؤدي إلى تكوين صلابة داخلية للدولة الأردنية. وأكرر كلامي هنا الدولة لا تعني الحكومة فقط، هذا الكلام لا يعني عدم محاسبة الحكومة على أخطائها، لكن ليس الآن بل عند انتهاء الأزمة يتوجب علينا أن نضع هذه الأخطاء على الدولة وأن نقوم مع الدولة بعملية مكاشفة.
هناك مثلث ذهبي (الملك،الجيش،الشعب) لا يجب المساس به حفاظًا على مصالح الدولة العْليا، فهز أي من أركان هذا المثلث سيؤدي إلى اهتزاز الدولة الأردنية كاملة.