ليلة أمس في مساء رمضاني تملئه السكينة والوقار توافد رجالات قبيلة بني صخر الى باحات قصر المشتى العربي الضارب في عمق التاريخ، للقاء سيّد البلاد وقائد المسيرة وبصحبه ولي عهده المحبوب وسمو الأمير هاشم بن عبدالله، ما أن شارفت الشمس على الغروب حتى هلّت تباشير الخير والبركة مع اللحظات الأولى من ليلة السابع عشر من الشهر الفضيل، في مضارب الأصالة والمجد.
على يمينهم فرسان هاماتهم هيبة المكان وتحمل ملامحهم سهولاً وشعاب من خير الأرض وعطاء السماء، في مشهد مليء بعراقة الإرث والتراث، قصراً عادت له الحياة، وشمخت اقواسه وزهت في الحضور البهي لآل هاشم الأطهار ولقاء السند والعزوة "حُمر النواظر" السيوف المشرّعة في السلم والوغى.
من أن أقبلت وجوه الخير على بيوت العزة والكرامة، حتى انطلقت قريحة الشعر النبطي "بالتهلي والتراحيب" بحادي الركب وسمو صحبه الأخيار.
تيامن بالسلام على قامات القبيلة الغراء يتبعه ولي عهده الأمين والشبل الهاشمي، يقفون أمام كل قامة بوجه طلق بشوش وكفوفهم بالسلام نديّة بالمحبة والود.
بعد اداء الصلاة المغرب جماعة، توسط سيّدنا الحضور ليبث روح العزيمة ومؤكدًا أن الأردن تجاوز الصعاب بهمة ابنائه وان ما قدمه لقضايا أمته هو الواجب بعينه ولا يطمع جزاءاً ولا شكورا من الخلق، إلا من الخالق الذي اعطى وأوفى العطاء.
هنا تكلم كبار القبيلة كما هي السنة المعهودة في التأكيد على المؤكد بالمضي في مسيرة البناء، لا استدارة للخلف لسماع قول حاسد او جاحد، وإنما على قلب رجل واحد خلف القيادة في حماية الوطن وشرعية إنجازه.
ما أن ودّع سيّدنا المكان حتى اودع الطمانينة في قلوب السامعين، بمنعة وقوة الأردن وصورته المشرفة في العالم، مُسدياً الفضل لله جلّت قدرته .
ستبقى مملكتنا واحة راسخة بالخير والبركة والسلام بعزيمة الرجال الرجال، متكاتفين حول قيادة بلغت من الرشد والحكمة مبلغا كبيرا تجاورت فيه المحن والقلاقل بحفظ من الرحمن الرحيم.