مدار الساعة - أظهرت دراسة جديدة أن شرب القهوة يساهم في الحد من خطر عودة نمو الأورام السرطانية في الأمعاء.
ووجدت الدراسة التي شملت 1719 شخصا في هولندا، أن المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم، الذين يتناولون أكثر من فنجاني قهوة يوميا، أقل عرضة للانتكاس في المستقبل.
وكانت النتائج متماثلة لدى المرضى الذين يعانون من جميع مراحل سرطان الأمعاء، باستثناء المراحل الأخيرة، والتي استُبعدت من الدراسة.
وأوضح علماء جامعة Wageningen في هولندا أن مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين شربوا حوالي 5 فناجين قهوة يوميا، لديهم فرصة أقل بنسبة 32% لعودة السرطان في السنوات الست المقبلة، مقارنة بأولئك الذين شربوا أقل من فنجانين من القهوة يوميا.
واكتشفوا رابطا بين كمية القهوة التي يشربها المريض وخطر الوفاة، حيث ارتبط تناول 3 إلى 5 فناجين من القهوة يوميا بأكبر انخفاض في الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.
وتعد الدراسة التي أجريت في هولندا واحدة من أولى الدراسات التي بحثت في كيفية تأثير شرب القهوة على معدلات الانتكاس بين مرضى سرطان الأمعاء، وليس فقط معدلات بقائهم على قيد الحياة.
ولم يوضح العلماء الآليات التي تكمن وراء الفوائد المحتملة لاستهلاك القهوة فيما يخص تكرار الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بشكل كامل. وحتى الآن، تبنى معظم الأبحاث على الملاحظة البحتة.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2018 في الولايات المتحدة أن مرضى القولون والمستقيم الذين يستهلكون أكثر من 4 فناجين من القهوة يوميا، ينخفض لديهم خطر الوفاة بنسبة 30% مقارنة بأولئك الذين لا يشربون القهوة على الإطلاق.
ولعل للقهوة هذا التأثير العلاجي القوي لأنها تنشط المسارات الأيضية التي تقلل الإجهاد التأكسدي. أو ربما تغير الميكروبيوم الموجود في الأمعاء لمنع انتشار السرطان في الأمعاء بطريقة أو بأخرى. ويمكن أن تحسن القهوة مقاومة الجسم للسرطان من خلال تعزيز قدرات الكبد.
وخلص معدو الدراسة الهولندية إلى أنه "على الرغم من أننا لا نستطيع استنتاج علاقة سببية في دراستنا الرصدية، إلا أن النتائج يمكن أن تفيد الدراسات المستقبلية وتوفر أدلة لتطوير مبادئ توجيهية لمرضى سرطان القولون والمستقيم".
الجدير بالذكر أن بعض الدراسات ربطت بين خصائص القهوة المضادة للأكسدة القوية وتحسين نتائج القلب والأوعية الدموية. وتشير أبحاث أخرى إلى أن المشروب يمكن أن يحمي من بعض أنواع سرطان الجلد، وسرطان الكبد وسرطان الرحم وسرطان البروستات أو حتى سرطان الفم.
نشرت الدراسة في المجلة الدولية للسرطان.