أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

القضاة يكتب: قائد فذ وجنود أشاوس


عالم القضاة
صحفي أردني

القضاة يكتب: قائد فذ وجنود أشاوس

عالم القضاة
عالم القضاة
صحفي أردني
مدار الساعة ـ
كرس جلالة الملك عبدالله الثاني جهوده منذ انطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي نحو ترسيخ حق الفلسطينيين في تقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
الملك عقد لقاءات عديدة وقدم أكثر من خطاب للعالم لوضعه بصورة ما يحدث في غزة والضفة الغربية من جرائم حرب بحق أهل القطاع، فالخطابات واللقاءات لم تكن عادية بل كانت مليئة بالقيم الإنسانية والدبلوماسية، وتعبر عن ضمير ووجدان الأردنيين، والكثير من شعوب العالم والتي عبرت عن رفضها لأفعال المحتل الإجرامية والتي أدت إلى ارتقاء ما يقارب الـ 32 ألف شهيداً، ونحو 73.792 جريحاً، معظم الضحايا هم من النساء والأطفال.
القائد الأعلى الذي أوضح للعالم حقيقة إسرائيل ونجح بكشف تلاعب المحتل بعواطف ومشاعر الدول الغربية لتبرير هجومه على قطاع غزة وتبرير أفعاله الدائمة في مدن فلسطين، استطاع من جديد أن يجعل من الأردن محطاً لأنظار العالم عندما أعلن جلالته شخصيا في 6 نوفمبر الماضي عن مفاجأة إقليمية كبرى آنذاك، وهي قيام نشامى القوات المسلحة الباسلة ممثلة بصقور سلاح الجو الملكي الأردني بكسر الحصار المفروض على الفلسطينيين في غزة وتنفيذ عملية إنزال جوي ليلا لنقل المستلزمات الطبية والدوائية للمستشفى الميداني في القطاع لكي يستمر بعمله الإنساني على أتم وجه في ظل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية من مستشفيات غزة نتيجة حصار المحتل للقطاع وتعمده قصف المستشفيات لتدمير القطاع الصحي في المدينة.
الإعلان الملكي بإتخاذ خطوة كسر الحصار تُحفر في الذاكرة ولا تُنسى، وعلى الأجيال أن تتوارث تفاصيلها من جيل لآخر، خاصة أن الإنزال الجوي الذي كان تحت إشراف جلالة الملك الشخصي ولم تقم به أي دولة من دول العالم نتيجة الظروف الصعبة والبالغة الخطورة لاستمرار آلة الحرب الإسرائيلية بتوجيه الضربات المتتالية والمدمرة للقطاع، إلا أن الأردن استطاع أن ينفذ هذه العملية ليستمر المستشفى الميداني بتقديم خدماته الإنسانية لأهل غزة الذين كانوا وما زالوا بأمس الحاجة لتعزيز قطاعها الصحي لمواجهة عدو لا يرحم ولا تضبطه أي قوانين دولية أو إنسانية.
الإنزال الجوي تبعه إنزالات أردنية أخرى على القطاع وهو ما شجع الدول الأخرى للقيام بإنزالات مشابهة، في حين كثير من الدول وجدت في الأردن ونشامى الجيش الأشاوس الثقة والقدرة على المساعدة بتنفيذ إنزالاتها الجوية للمساعدات الإغاثية والغذائية، في دليل على إحترافية "جند أبو حسين" للقيام بالمهام الصعبة بدقة عالية و خبرة ومهارة.
حنكة القائد الأعلى للقوات المسلحة في تجسيد أعلى معاني البطولة والشجاعة بعد أن شارك صقور الأردن وفرسانه في عمليات الإنزال، زاد الثقة بالأردن وجعله قبلة لإرسال المساعدات الإغاثية إلى غزة للتخفيف من معاناة القطاع ، بل إن الخطوة الملكية دفعت بدول كانت تؤيد الحرب الإسرائيلية على القطاع لمشاركة القوات المسلحة الأردنية بعمليات الإنزال في إشارة واضحة على أن الجهود الأردنية أتت أوكلها بعد أن استشعرت هذه الدولة خطورة الأوضاع في غزة، ما يجعل مساعي جلالة الملك في سبيل الوصول إلى قرار دولي لوقف الحرب المستعرة على غزة، يقترب من التحقق، ومن ثم الوصول إلى سلام عادل وشامل يجنب المنطقة المزيد من إزهاق الأرواح البريئة.
مدار الساعة ـ