مدار الساعة - محمد نصري الحراحشة - إرم نيوز - بعد ماراثون كبير وموسع من المفاوضات بشأن هدنة إنسانية في غزة، تطل إسرائيل اليوم مبشرة بانهيار المفاوضات ووصولها لطريق مسدود بعد الخلافات التي شهدتها الفترة الماضية بين إسرائيل وحركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن هيئة البث الإسرائيلي.
هذا التصعيد والتطور الجديد يضعنا أمام أهم تساؤل في المرحلة الحالية وهو: هل يعجل انهيار المفاوضات باجتياح رفح الذي تصّر عليه إسرائيل وأبدت تمسكها فيه وأنه لا بديل عن ذلك الخيار، ووفق محللين وخبراء فإن التطورات الأخيرة تنذر باجتياح رفح بين ليلة وضحاها، رغم توالي التحذيرات الأممية والدولية المنددة.
واتهمت إسرائيل حركة حماس بتعطيل المفاوضات بسبب مطالبها ورفضها لبقاء قوات إسرائيلية في غزة خلال الهدنة، بينما ذكر مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب وافقت على دفع أثمان باهظة في المفاوضات الأخيرة بالدوحة، في حين تعنتت الحركة.
ضغوط ومخاض عسير
يأتي ذلك وسط ضغوط أمريكية صريحة تفرضها واشنطن على تل أبيب، من خلال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، لإحراز تقدم في المحادثات والوصول إلى صفقة خلال أيام، في حين رأى مراقبون سابقاً أن ما كان يجري هو مخاض ما قبل ولادة الصفقة، وأن الوصول إلى بحث التفاصيل والخلافات بشأنها لا يعني فشل المفاوضات وسط احتمالات أن يتنازل كل طرف من أجل الوصول لصيغة نهائية.
وتؤكد حركة حماس إعلان إسرائيل اليوم من خلال تصريحاتها على مدى الأيام الأخيرة بأن المواقف لا تزال متباعدة بينها وبين الجانب الإسرائيلي وخصوصا في ملف صفقة الأسرى ووقف النار في غزة.
خلافات إلى الواجهة
وكان مسؤول إسرائيلي رفيع أعلن، أمس الأحد، أن بلاده وافقت على اقتراح التسوية الذي طرحته الولايات المتحدة، مضيفاً أنهم ينتظرون الآن إجابات من حماس، حيث قدمت واشنطن، خلال المفاوضات في الدوحة مقترحا لتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين المسجونين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل أسير تفرج عنه حركة حماس خلال هدنة جديدة محتملة في غزة، وشمل المقترح المذكور إطلاق سراح 40 محتجزا إسرائيلياً من أصل 130 لدى حماس، مع وقف إطلاق النار 6 أسابيع.
يتزامن ذلك مع تبني مجلس الأمن اليوم قرارا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، ما يرفع وتيرة الخلافات والاتهامات بين واشنطن وتل أبيب والتي بدأت تظهر للعلن منذ حادثة تسريب شبكة الإذاعة الأمريكية “NPR” عن وثيقة داخلية لوزارة الخارجية تشير لمخاوف واشنطن من سلوك إسرائيل بحربها في غزة، مشيرة إلى ارتكاب تل أبيب "خطأ استراتيجيا كبيرا".