عند قرب فصل الشتاء يمر المواطن بحالة عصبيه شديدة متسائلا هل الشتاء قادم بشكله المعتاد؟ هل سوف يكون لدينا ماء كاف للصيف؟ هل نستطيع تخزين ما يكفي من المياه؟ هل السدود كافيه لذلك؟ وبالمتغيرات المناخية الحالية اصبحت الأرصاد غير دقيقة في توقعاتها حتى على المدى القريب, ولكن فقط لعدة ايام و عندما يأتي يوم ممطر اصبح المطر شديد جدا وخطير على مرافق البلد ولم تعد مصارف المياه تتحمل مم يتسبب في غرق المناطق المنخفضة في البلد كما حدث عدة مرات في مدينة عمان البلد وغيرها من المدن بكل انحاء الأردن
و لوحظ كمية المياه الكبيرة المهدورة في داخل المدن حيث لا توجد ولم تكن ابدا خطط لمناطق تجميع مياه الامطار داخل المدن وهذا ما تعاني منه معظم دول العالم. ويجب وضع خطة متكاملة لأيجاد اراضي في المناطق المنخفضة حيث تتجه مياه الامطار لأقامة بحيرات صناعية وربما حدائق حولها لأنقاذ هذه المياه والأستفادة منها ومنعها من الهدر. وستعود هذه الحدائق بفوائد واضحه على البيئة وعلى المواطن وعلى الدولة. فهي ستصبح واحات صحية و سياحية للمواطنين وللاطفال و للحيوانات وملجئ للطيور المتعددة. لأن مدينة عمان على سبيل المثال تعاني من الاختناق بسبب تقطيع الأشجار و جرف البساتين لصالح العمارات السكنية التي تقام بصورة عشوائية لا علاقة لها بالمدن الحديثة والتي تأخذ في الحسبان اقامة الحدائق و المساحات الخضراء والتي لا يمكن ان تسمح البلدية او الامانة بازالتها, فقد اختفت هذه البساتين الطبيعية التي كانت في السابق في وسط عمان وعلى اطرافها وحل محلها بنايات اسكانية وعمارات تجارية.
يجب ان تقوم لجنة وبواسطة مهندسيها الاعضاء بعمل دراسات سريعة ودقيقة لأيجاد حلول لأصلاح هذه الحالة قبل فوات الأوان لأن هناك هيئات في عمان سبق و حذرت ان نسبة مئويه عالية من المساكن ايلة للسقوط لأهترائها و قدمها وهي تحتاج لصيانة فوريه فما بالك لو تعرضت لعوامل جوية قاسية كالأمطار الشديدة والزلازل و غيرها.
المياه مورد نادر وثمين. فقط فلنفكر في فصل الصيف مع ظاهرة الجفاف في الثلاثين عامًا الماضية. في بلدنا نحتاج إلى تعزيز إدارة دورة المياه بأكملها والتي لا تزال مجزأة للغاية ولا تسمح بالاستثمارات الضرورية لمواجهة هدر الكميات الهائلة من الموارد المائية. يدفعنا تحدي تغير المناخ إلى التفكير بشكل أكثر إلحاحًا وشجاعة في تحقيق هذه الأهداف.
المياه مورد حيوي للإنسان والحيوان والنبات ، المعرضة للخطر بسبب تغير المناخ في العديد من مناطق الكوكب وبصورة متزايدة. وهي أصل النزاعات وظواهر الهجرة.
الحفاظ على الموارد المائية وحماية جودتها هي مسؤولية المؤسسات ولكن أيضًا على عاتق الشركات والمواطنين ، الذين يدركون بشكل متزايد أهمية إجراءات توفير المياه. والمطلوب وضع اهداف و محطات لذلك الهدف.
و في كل عام يتضح بما لا يدع مجال للشك بأن السدود المتوفرة حاليا غير كافية و الحلول المتبعة لعدم فقدان المياه سواء بواسطة الانابيب القديمه المهترئة و الماء المتسرب المهدور منها و سواء الاعتداءات المتكررة عليها لسرقة المياه كلها حلول غير كافية للاقتصاد بالثروة المائية القليلة بطبيعتها. و هنا يلزم الكثير من العمل ايضا لتوعية و ارشاد المواطن على كيفية التعامل مع مياه الشرب و تحسيسه بقيمتها الحيويه لحياة كل البلد.
تخزين مياه الامطار:
التوعية العامة للناس بالمحافظة على ماء الشرب و البدئ بحفر ابار خاصة تحت البنايات او في الحدائق المنزلية للاحتفاظ بماء المطر فهو الذهب الشفاف القادم من السماء فهي خالية من الاملاح و الكلس لا تضر بالاجهزة و بالاواني المعدنية و عدم وجود الكلس يزيد 4 اضعاف من قوة المواد المنظفة للملابس و غيره مما يتطلب استعمال كميه اقل. و استعمال ماء المطر لاحقا لري الحدائق و غسيل السيارات و تنظيف الارصفة و غيره و الطلب من الوزارات و الهيئات المختصة حين اعطاء رخص البناء بادخال ضرورة حفر ابار للاحتفاظ بماء المطر لكل بناية جديدة. و على المهندسين ايجاد واقتراح طرق و انظمه لتنفيذ ذلك على احسن وجه. حيث يمكن تجميع مياه المطر من اسطحة الابنية بواسطة مزاريب الى بير خاص بها او خزان معد لذلك و تقدم دراسة و شرح كامل عن كيفية القيام بالتخزين و انها عملية بسيطة و غير مكلفة تكاليفها فقط هي في البداية من حفر و تجهيز البئر او نصب الخزان. ان كافة المدن الحديثة تتجه الان الى تخزين مياه الامطار سواء بالتوعية على المستوى الشخصي او العام على مستوى البلديات و اتلهيئات المسؤولة.
الاردن حسب الدراسات يفقد بما يعادل 40% من ماء المطر, فلنقم باستعادته و الاستفادة منه لصالح البلد كله
ممكن للبلديات اقامة مشاريع صغيرة من ابار او خزانات على جوانب الطرق لاستعمالها في الصيف في ري الاشجار
هذه الطريقه ممكن استخدامها من قبل المصانع و المزارع و مغاسل السيارات و الكثير من المستفيدين من توفير استهلاك المياه.
و يجب على وزارة الري ارشاد المستهلكين و مساعدتهم للوصول الى تخزين مياه المطر لاستعمالها وقت الحاجة. . يجب على الجميع القيام بدورهم. أيضا الأردن يجب ان يضع خطة وطنية للتكيف مع تغير المناخ والتعامل مع المياه.
ولذلك يجب البدئ في دراسة عملية الحفاظ على المياه من الهدر