أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العتوم يكتب: روسيا وفلسطين نصران في معركتين


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: روسيا وفلسطين نصران في معركتين

مدار الساعة ـ
في أي معركة سواء كانت دولية أو اقليمية، الان، وفي عمق التاريخ المعاصر لن يكون النصر فيها الا مع الجانب الذي يقف الحق الى طرفه، ومثلي هنا العملية / الحرب الروسية - الأوكرانية ومع (الناتو) بالوكالة 2014 –2022 - 2024، والعربية والفلسطينية – الإسرائيلية 1948 – 2024.
وفي الوقت الذي يسهل فيه فهم كواليس الحرب الروسية – الأوكرانية، والتي لا تراها موسكو سوى مؤامرة أمريكية غربية على سيادتها، ومجرد عملية عسكرية خاصة إستباقية دفاعية تحريرية، ترى "كييف " العاصمة الأوكرانية و يساندها الغرب الأمريكي الاعتقاد بأنها حربهم الموجهة المشتركة لدحر الاحتلال الروسي لأوكرانيا . و كل طرف روسي أو أوكراني غربي يتهم الاخر بالتطرف والارهاب .
وفي شأن الصراع العربي – الفلسطيني – الإسرائيلي الموضوع واضح لا يقبل القسمة على اثنين ، إسرائيل محتلة لفلسطين و للأراضي العربية منذ عامي 1948 و 1967 ، والفلسطينيون والعرب عازمون على تحرير فلسطينهم و قدسهم وأقصاهم وأراضيهم العربية من نير الاحتلال الإسرائيلي .
و ترتكز روسيا في قضية عمليتها العسكرية عام 2022 ، و قبل ذلك في موضوع ( القرم) عام 2014 على الأحقية التاريخية في الاراضي الأوكرانية بما في ذلك العاصمة " كييف " التي تعرفها منذ زمن ب - كييفسكايا روس -، أي كييف الروسية،و أوكرانيا تعني للروس منطقة الأطراف ، و القرم بالنسبة لروسيا روسي لا جدال حوله ، وهو كذلك منذ عهد الحرب الروسية العثمانية الثانية عام 1877 في عهد الأمبراطورة يكاتيرينا الثانية . و ترتكز أيضا على اتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 التي تمنع الدول المستقلة من اجراء تحالفات معادية و في مقدمتها مع حلف ( الناتو ) رغم أن روسيا – بوتين عرضت دخول الناتو و بناء حصن دفاعي مشترك مع أوروبا و أمريكا عام 2000 للتخفيف من حدة الحرب الباردة و سباق التسلح . و ثمة ركيزة أخرى للروس مفادها الاعتماد على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها .
ولم تنجح " أوكرانيا – كييف " في المقابل في تحريك ثوراتها البرتقالية الاصلاحية عام 2007 و بعد ذلك عبر انقلاب " كييف " الدموي عام 2014 بمعزل عن التدخل اللوجستي الأمريكي و الغربي ، فتم توجيه حراك غرب أوكرانيا لصالح الغرب و خاصة لأمريكا ، و هدف الغرب السيطرة على الجغرافيا الأوكرانية المحاذية من جهة الجنوب لروسيا الهدف الأكبر .
و عمل الغرب على تشجيع "كييف " على صناعة أكثر من قنبلة نووية ،و على الاضرار بخط الغاز " نورد ستريم 2 " ، و بجسر القرم ، و على استهداف الصحفيين الروس و الاجانب ، و التحرش بالحدود الروسية و مدنها مثل بيلغاراد و فارونيج و العاصمة موسكو بالمسيرات غربية الصنع .و لم ينجح نظام " كييف " حتى بالتحرش بالانتخابات الرئاسية الروسية عبر الدفع بقوات عسكرية كبيرة بائت بالفشل ،وتم صدها من قبل الجيش الروسي الساهر على الحدود .
و في الوقت الذي أجرت روسيا انتخاباتها الرئاسية في وقتها ، تخطط " كييف " لتأجيل الانتخابات الرئاسية لديها لعدم ضمانها نجاح زيلينسكي فيها مجددا بعد حربه و الغرب ضد روسيا غير الموفقة ، و فشله بالوصول لسلام عبر اتفاقية " مينسك " و طاولة الحوار التركية ، و لرفضه للحوار المباشر مع موسكو بالكامل .
بين السابع من أكتوبر يوم ميلاد الرئيس بوتين و ما بين السابع من أكتوبر يوم هبة حماس دفاعا عن الأقصى مسافة من الزمن ، لكن كل يوم حمل معنى خاصا ، و الجامع بينهما هو النهوض و الصحوة من أجل السيادة و الرفعة و غد مشرق ، وعبر التضحيات . وهاهي الشعوب الروسية عبر صناديق الاقتراع ترد على التحدي الغربي بالتصويت لروسيا و لبوتين للنهوض و التصدي ، فيحصد أكثر من 87% من الاصوات في الزمن الصعب .
و عاصفة حماس – حركة التحرر العربية و الفلسطينية و قوى المقاومة الفلسطينية الشقيقة تقرر مواجهة المحتل الإسرائيلي ، الذي همش القضية الفلسطينية 75 عاما ، وماطل في ايجاد حلول منصفة ناجعة لها ، و هو الذي أظهر جهارا نهارا رفضه للدولة الفلسطينية التي يساندها القانون الدولي عبر قراره 242 . و تسانده روسيا بقوة ، وقرر عام 1947 تقسيم فلسطين الى دولتين عبرية حصل عليها و حولها الى إسرائيل و عربية وعد بها و عرف رفض العرب للتقسيم مسبقا لقدسية فلسطين .
لقد راهنت أمريكا ومعها الغرب على شخصية فلاديمير زيلينسكي ليساعدهم في الانقضاض على الدولة الروسية – القطب العملاق الناهض ، و دفعوا بإتجاه بلاده و حربها أكثر من مئتي مليار دولار و غيرها 61 مليار دولار يناقشونها ، وكلها على شكل أسلحة حديثة و بنتيجة صفر ، و راهنوا معا على شخص المعارض الروسي اليكسي نافالني قبل أن يتوفاه الله في سجنه بنفس الاتجاه . و تخطط فرنسا حاليا لتحريك قوة عسكرية مكونة من 2000 عسكري تجاه أوكرانيا تحت تحذير روسي مباشر تقدمه مدير مخابراتها سيرجي ناريشكين الذي اعتبر الحراك العسكري الفرنسي هدفا روسيا مشروعا. و راهن الغرب مجتمعا في المقابل على تصفية حماس من دون معرفة أنها أيدولوجيا منتجة متكاثرة ، و راهنوا على تهجير الفلسطينيين أصحاب الارض و القضية العادلة وهو الذي يصعب حصوله ، و جذور العرب الكنعانية ماثلة في قعر التاريخ منذ أكثر من 7000 عام قبل الميلاد.
وتم تهجير الاف الأوكران الى وسط الاراضي الروسية بداية الحرب الأوكرانية – الأوكرانية غربا و شرقا ، و عملت روسيا على احتضانهم و اعادتهم الى أرضهم ، و سحبها للأطفال الأوكران الى عمقها كان بهدف حمايتهم فقط و ليس كما أشيع لفصلهم عن جذورهم الأوكرانية .
لن تستطيع قوى الظلام هزيمة روسيا و لا فلسطين ، و شمس الحق ستبزغ يوما ، و الحقيقة يصعب تغطيتها بغربال ، و ستبقى روسيا تشكل ميزانا للعالم ، و داعية لعالم متعدد الاقطاب، و تساند القضية الفلسطينية بشجاعة كما الان عبر المطالبة بوقف اطلاق النار و سط حرب الابادة الإسرائيلية للفلسطينيين ، و تقدم المساعدات الإنسانية و الطبية لهم الى جانب دول العالم الحر . و تجمع الفصائل الفلسطينية على طاولة موسكو و تبحث معهم عن وحدة الصف . و تحرر أسراها وسط حماس عبر حوار نظيف .و تفصل بين علاقتها الاستراتيجية مع إسرائيل وبين دعمها الاستراتيجي لحركات التحرر العربية و في مقدمتها حماس ، و ترفض نعتها بالارهاب في ظل عمى الوان مصطلح الارهاب يمينا و شمالا .
روسيا المنتصرة في حربها و في مواجهتها لصلف الغرب المتكبر عليها عبر العقوبات كلما تعقدت الحرب كما صرح سيرجي لافروف مؤخرا ، و ننتظر منها أن تحقق انتصارات في داخلها ، و هي لها ، و لقد تبوأت المكانة رقم 1 في الاقتصاد الاسيوي تماما كما هي على مستوى النووي العسكري على مستوى العالم . و نريدها أن تنهض في سياحتها الداخلية ، و لأن تجد بديلا سريعا لنظام سويفت المالي على مستوى التعامل مع الخارج و بالعكس، و لتعمل على تنشيط حركة الطيران المباشر من موسكو و الى العالم ، و أن تربط التعليم ليس باللغة الروسية فقط و إنما بالأنجليزية أيضا خدمة للأجيال الصاعدة الدارسة في المقاعد الروسية مجانا أو في المقابل ، و الطب الروسي متميز و سمعته عالية ، وهو محتاج لأسواق عالمية واسعة .
مدار الساعة ـ