وضعت الحكومة اشتراطات لكسب استثمارات جديدة في قطاع التعدين وغاياتها تكريس منافسة معقولة لا تفضي الى الاضرار بالشركات القائمة وهو ما حصل.
اول هذه الاشتراطات هي منح الاولوية للشركات القائمة وفي حال لم ترغب او انها استنكفت سيتم فتح الباب امام شركات جديدة.
اما الثاني فهو عدم انتاج مواد تنتجها الشركات القائمة بموجب الامتيازات الممنوحة لها وعدم تصدير الخام (فوسفات وبوتاس) وغايتها تشجيع انتاج مواد غير مستغلة وغير منتجة.
اما الثالث فهو عدم منح الشركات الجديدة امتياز تنقيب او تعدين في مناطق امتياز الشركات القائمة او تلك المناطق التي منحت لها من حيث المبدأ.
تبدو هذه الاشتراطات منطقية مع اننا لا زلنا نعتقد ان الاولوية يجب ان تمنح للشركات القائمة لضمان عدم وقوع منافسة قد تضر بهذه الشركات في اسواقها التقليدية على اعتبار ان هذه الشركات لا تنتج مواد يتم تداولها في السوق المحلية خصوصا وان المنافسة العالمية في الاسواق التي تطلب هذه المنتجات شديدة.
يبدو ان الحكومة اطمأنت الى ان الشركات القائمة لا ترغب في مثل هذا الاستثمار الجديد فقررت فعلا فتح المجال امام شركات جديدة وبالفعل وقعت مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات لهذه الغاية.
من المحاذير هو ان تنافس الشركات الجديدة نظيرتها القديمة اسعارا وانتاجا في اسواقها التقليدية لمصلحة الشركات المنافسة في الاقليم وفي العالم، ومن المحاذير ايضا هو ان تتخلص الشركات الجديدة من قيود تحدد انتاجها فتلجأ الى انتاج وتصدير مواد تنتجها الشركات القائمة (فوسفات وبوتاس) وهو ما يستوجب ان تتضمن التراخيص وعقود الاستثمار صراحة هذه القيود دون ترك اي مجال للاجتهاد.
وقعت الحكومة مذكرات تفاهم للتنقيب عن الغاز والنحاس والذهب والليثيوم والفوسفات والبوتاس الصخري وغايتها تحويل الأردن الى مركز إقليمي لإنتاج الطاقة الخضراء وتصديرها
لن تسمح الحكومة بتصدير الإنتاج من الفوسفات في منطقة الريشة على شكل خام، وإنما سيتم استغلاله في الصناعات التحويلية والكيماوية في المناطق التي تتواجد فيها الخامات المعدنية لتعظيم الفائدة.
الدراسات الاستكشافية والتنقيب عن خام الفوسفات في منطقة الريشة على الحدود الشرقية للمملكة في مساحة تقدر بـ 350 كيلومتر مربع لا تزال جارية لتحديد الجدوى والقيمة المضافة
وايضا تقييم البيانات المتوفرة حول الخام في منطقة اللسان، بالنسبة البوتاس الصخري.
خطوات التعدين في خامات الليثيوم والنحاس والذهب والعناصر الأرضية النادرة لا تزال في مرحلة تقييم الجدوى الاقتصادية.
اليوم شركتا الفوسفات والبوتاس رقم عالمي صعب وهو ما يؤكده تهافت الصناديق والشركات العالمية لعقد شراكات جديدة مع الشركتين وفي الأفق قصير الأجل مشاريع هامة ستطلقها الشركتان في نقلة نوعية لقطاع التعدين وهو ما ينبغي المحافظة عليه.