خطاب هام لرئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين أمام مجلس النواب " الدوما " في العاصمة موسكو بتاريخ 29/ شباط / 2024 وجه فيه رسالة واضحة لأمريكا – الولايات المتحدة الأمريكية بعد شرعها لتضييق الخناق على روسيا اقتصاديا داعيا اياها للحوار المباشر مترفعا ذات الوقت عن ما وصل الى مسامعه من الفاظ و عبارات لا ترتقي لمستوى العمل السياسي و الدبلوماسي بين أكبر قوتين عظميين مثل روسيا و أمريكا . و سبب الخلاف الأمريكي – الروسي هو الاجتياح الروسي لأوكرانيا و تحقيق نصر متوقع في الحرب الأوكرانية ، أو التي هكذا تسمى تضليلا ، وهي التي بدأتها اللوجستيا الأمريكية من وسط الثورات البرتقالية و انقلاب " كييف " بين عامي 2007 و 2014 ، و شجع عليها رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون و بالتعاون مع التيار البنديري الأوكراني المتطرف و مع نظام " كييف " السياسي الجديد المشابه بقيادة الفنان الكوميدي سابقا الرئيس فلاديمير زيلينسكي .
و هدف الحرب الأوكرانية التي لم تبدأها موسكو أكيد ، هو ديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح و استنزاف روسيا العظمى الناهضة اقتصاديا و عسكريا و تكنولوجيا ، و التصدي لتوجيه روسيا لعالم متعدد الاقطاب و التخوف من انهيار احادية القطب بقيادة أمريكا و الناتو . و تستمر روسيا متمسكة بالقانون الدولي ، و تواصل أمريكا بإتهامها بإختراق القانون الدولي و تجر الغرب خلفها لتحقيق حزمة من الأهداف السوداء بعيدة المدى . ولكي تحقق أمريكا ومعها الغرب ما أرادوه صرفوا من خزائن الغرب المالية المشتركة أكثر من مئتي مليار دولار ، و لا زال الصرف جاريا .
ولقد ركز الرئيس بوتين في خطابه الأخير على الأسلحة الأستراتيجية وعلى أهمية الاستقرار الاستراتيجي وعلى مستوى العالم . و لفت بوتين الأنتباه بأنه في الوقت الذي تعقد فيه أمريكا و معها الغرب بأنهم قادرون على مهاجمة روسيا عسكريا ، فإن روسيا قادرة اليوم و بما تمتلك من أسلحة حديثة ثقيلة دائمة التطور أن تتصدى بسرعة فائقة و بقوة غير مشهودة . و بالمناسبة حلف روسيا هو الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي بعد تفكك حلفها وارسو ، و حلف أمريكا و الغرب هو " الناتو " مجتمعا .
ولقد وجهت أمريكا حزمة من العقوبات الجديدة ضد روسيا ، و تتعمد اظهار روسيا على أنها المعتدية على أوكرانيا و المحتلة لها ، بينما تنطلق روسيا تجاه أوكرانيا من زاوية الأحقية التاريخية ، و بعد تفسيرها لإتفاقية تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، ومن قلب مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تخول الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها . و سوف تتوجه أمريكا لقطع الاتصال الروسي بالنظام المالي الأمريكي ، و فرض عقوبات مالية على كبريات المؤسسات المالية الروسية ، و فرض قيود على الأصول المالية لأكبر شركات روسيا ، و فرض عقوبات على أفراد النخبة الروسية ، و على الجيش الروسي ، و على الاستيراد الروسي ، و على المدخلات المالية الروسية و بحجم 50 مليار دولار ، و فرض عقوبات مالية على حليفة روسيا – بيلاروسيا كذلك .